أهالي شهداء الحرب في غزة يطالبون بحقوقهم

10 مارس 2015
نحو 2260 شهيداً في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

لم تتمالك أم رامي سالم، والدة الشهيدين رامي ومحمد، دموعها، حين بدأت بالحديث عن أبنائها الذين استشهدوا في 21 أغسطس/ آب، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مجموعة مواطنين داخل مقبرة شهداء الشيخ رضوان، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والذي استمر 51 يوماً.

الأربعينية سالم، شاركت إلى جانب العشرات من أهالي الشهداء في الاعتصام الذي نظمته لجنة أهالي الشهداء، أمام مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، للمطالبة بصرف رواتب أبنائهم شهداء حرب 2014، وما تبقى من شهداء حرب 2008 / 2009.

الدموع التي لم تجفّ في عيون أمهات وزوجات الشهداء، كانت دالة على حجم الألم الذي خيم على قلوبهن، بعد أن فقدن المعيل خلال الحرب الأصعب والأعنف ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، المحاصر منذ ثمانية أعوام.

إلى جوار أم رامي سالم، جلست أم هاني أبو شنب، التي استشهد زوجها في حي الشجاعية في 23 يوليو/ تموز 2014، وتقول لـ"العربي الجديد" إنها تعيل ثمانية أبناء، أصغرهم طفلة في الرابعة من عمرها، وأكبرهم فتاة في العشرين، ولا تحصل شهريا سوى على مائة دولار من إحدى الجمعيات الخيرية، وهي لا تكفي لشيئ.

 

وقالت سلوى عواد، والدة أحد شهداء 2014، إنها لم تتلقَ أي راتب منذ استشهاد نجلها، مبينة أن راتب الشهداء حق أساسي يجب أن يتم صرفه دون

الحاجة للمطالبة بذلك، وأضافت: "يكفي أهالي الشهداء همومهم، ويجب تقديرهم بدلاً من زيادة معاناتهم".

ورفع المشاركون في التظاهرة أمام مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، غرب مدينة غزة، شعارات تطالب بالإسراع في إنهاء قضية رواتب جميع أهالي الشهداء، وقال بعضها "الشهداء تاج على الرؤوس"، و"نطالب وزير المالية شكري بشارة بصرف رواتب الشهداء".




اللجنة تساند الأهالي

لجنة أهالي الشهداء في غزة، ساندت الأهالي في مطالباتهم التي قالت أنها عادلة، وأكدت عزمها على الاستمرار في تنظيم الوقفات الأسبوعية حتى يتم إنهاء الملف بشكل كامل، وقالت في بيانها: "دماء الشهداء أمانة في أعناقنا، وسنستمر حتى الحصول على حقوقهم كاملة".

وطالب الناطق باسم لجنة الشهداء علاء البراوي، خلال الاعتصام، باعتماد شهداء العدوان الأخير على غزة 2014، وإنهاء ملف ما تبقى من شهداء 2008 / 2009 و2012 وعددهم 41 أسرة شهيد، إضافة إلى جدولة مستحقات شهداء العدوان الأول والثاني من وزارة المالية.

من ناحيته، أكد المدير العام لمؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، محمد النحال، على شرعية مطالب أهالي الشهداء، وقال لـ"العربي الجديد": منذ انتهاء العدوان الأخير، بدأنا في حصر أعداد الشهداء، حيث وصلت إلى 2260 شهيد، وأرسلنا الملفات إلى وزارة المالية لصرف المخصصات.



وأضاف: "الراتب حق طبيعي لذوي الشهداء، فالدماء لم تجف بعد، ويجب إنهاء ملفهم بشكل عاجل (..) لا يوجد أي مبرر لمماطلة أهالي الشهداء وإجبارهم على استمرار الاعتصامات"، داعياً الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة الوفاق إلى الالتفات لمطالبهم، وحل قضيتهم.

وتدفع منظمة التحرير الفلسطينية "رواتب" شهرية لأسر الشهداء والجرحى والأسرى، بعد أنّ تكون الأسرة قد فقدت معيلها. ويختلف ما تدفعه المنظمة لهؤلاء، حسب عدد أفراد الأسرة، ومكانة الشهيد من إعالة أسرته.

اقرأ أيضا:
غزّة 2014.. عام من الدمار