يستعد أهالي ريف حمص الشمالي ممن رفضوا العرض الروسي بالتسوية، للتهجير باتجاه إدلب وريف حلب، في ظل أوضاع إنسانية صعبة ومخاوف من تكرار سيناريو رفض دخول القوافل باتجاه مناطق سيطرة "درع الفرات"، وتسجيل حوادث اعتداء الموالين للنظام السوري على القوافل.
وفي السياق، أوضح ابن مدينة تلدو الناشط عباس أبو أسامة لـ "العربي الجديد"، أنّ من يستعد من الأهالي للخروج من منطقة الحولة، يبيع ممتلكاته بأسعار زهيدة جدا، لتكون عائداتها سندا له بعد مغادرته.
وأشار إلى أن "أصحاب المواشي يقومون ببيعها، إضافة إلى الممتلكات، وأغلب عمليات البيع تتم لأهالٍ من المدن والبلدات المجاورة قرروا البقاء فيها، ضمن اتفاق التسوية".
من جهته، لم يخف محمد خضر مخاوفه من مصير مجهول على حد وصفه في الشمال السوري، وقال "أنا حاليا في سن الخدمة الإلزامية، ومن الصعب جدا بقائي في منطقة الحولة، بالنظر لإجبار قوات النظام الشباب في مدينة دوما بريف دمشق على الالتحاق بجيش النظام السوري، فخيار التهجير أفضل من البقاء في المنطقة".
واعتبر في تصريحٍ لـ "العربي الجديد" أن " التهجير أقل ألماً من البقاء في خوف دائم من مطاردة قوات النظام لنا أو إجبارنا على الخدمة في الجيش السوري، سأبيع كل ما أملك وأخرج فلا مجال مطلقا للمغامرة، والعيش في الخيمة أو أي مكان آخر أهون علي".
أما سميحة علي، وهي أم لأربعة أولاد، فقد قررت الخروج مع زوجها وأبنائها ضمانا لسلامتهم، لكون زوجها أيضا في سن الخدمة العسكرية، فضلا عن أنه منشق عن جهاز الأمن الداخلي الشرطة.
وقالت لـ "العربي الجديد" "التطمينات بعدم ملاحقة الشباب من قبل روسيا هي مجرد كذبة، فالنظام لن يقتاد أبناء المناطق الموالية ويترك شباب منطقة الحولة يعيشون بسلام"، مشيرة إلى أنها جمعت ملابس أطفالها وزوجها، استعدادا للخروج بعد بيع أثاث المنزل".
أما رامز أبو محمد، ابن بلدة الطيبة الغربية في منطقة الحولة الواقعة على خط تماس مع بلدات موالية للنظام السوري، فقد وصف ما يحدث في المنطقة بالمحزن. موضحا لـ "العربي الجديد" أن ما حلّ بالناس ممن قرروا المغادرة مأساوي بكل معنى الكلمة، السيارات بيعت بأقل من ربع ثمنها بكثير، في ظل التخبط والخوف لدى الناس، هذه تجارة حرب ومن يبع فهو مضطر ومجبر بكل ما تحمل الكلمة من معنى".