أهالي ريف حمص... فصول المأساة في التهجير والقصف والتسوية

03 مايو 2018
التهجير هو الحل الوسط بين هذه الخيارات (Getty)
+ الخط -

لا فرق لدى أهالي ريف حمص الشمالي بين التهجير أو الموت بقذائف القوات النظامية والروسية أو القبول بتسوية مع النظام تعيدهم للعيش تحت سطوته، في ظل تلويح الروس بجبروت الآلة العسكرية، خيارات مرّة قد تجبر مئات آلاف المدنيين على القبول بأحدها وتحمل تبعاته.

وفي السياق، تحدّث ابن ريف حمص الشمالي رامي أبو العز، (54 عاما)، لـ"العربي الجديد"، بنبرة حزينة، عن أشجار الزيتون التي زرعها في أرضه قبل أكثر من عشرين عاما، والتي نمت واعتنى بها كما اعتنى بفلذات كبده الستة، متسائلا كيف للرجل أن يترك أبناءه ويهجرهم؟ "يخلفهم لمن قد يقطع جذورهم أو يتنعم بخيرهم".

وتابع وهو يتأمل بعينين مغرورقتين بالدموع منزله: "هذا البيت تشققت يداي وأنا أنقل مواد بنائه طوبة طوبة، عشت داخله أحلامي وأفراحي وأتراحي، كيف لي أن أتركه ورائي بهذه السهولة، لأحمل خيمة على كتفي لا أعلم على أي أرض ستأويني، خصوصا بعد كل ما شهدناه خلال السبعة أعوام الماضية من قصف وفقدان للأحباء"، مبينا أنه لا يمكنه القبول بالتهجير.

ولم يستطع ابن ريف حمص الشمالي محمد المحمد، أن يخفي هو الآخر دموعه خلال حديثه مع "العربي الجديد": "لا أحد في هذا العالم يستطيع أن يشعر بالألم الذي يعتصر قلبي عندما أفكر بأنه عليّ أن أترك الأرض التي ورثتها عن أبي، الذي أفنى عمره بها ورواها من عرقه، وأن أهجر منزل عائلتي حيث تربيت مع إخوتي. هنا ذكرياتي وآلامي، رائحة أبي وأمي. لا يمكن أن أتخيل الأمر".  

وأضاف "لا يمكن أن أتخيل هجر منزلي وأرضي ليأتي النظام بغيري يحتلون بيتي وينامون على فراشي ويستخدمون أثاثي، ويأخذون أرضي فيأكلون من ثمارها ويسرقون حلمي وحلم أبي، أو يأتي طائفيون من البلدات المجاورة ليأخذوا ما تعبنا في جمعه خلال سنوات عمرنا".

وتابع "أفضّل الموت على رؤية هذه المشاهد أو تخيلها، لذلك إن كان لديّ خيار فهو الصمود في أرضي حتى في ظل القصف، ورفض التهجير بكل أشكاله".


من جهته، رأى محمد بكور، ابن منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، أن "الخيارات التي تواجه المدنيين في المنطقة قاسية جدا بشتى الأحوال، فإما البقاء وتحمّل الغارات الروسية والقصف المجنون من قبل النظام، وإما التسوية، وبكل الأحوال الخياران سيئان لنا، في الوقت الذي يطبق النظام على المناطق الموالية للحولة".

واعتبر أن "التهجير هو الحل الوسط بين هذه الخيارات، لكن لا يعني أنه جيد فهو سيف ذو حدين، وخيار مرير بكل الأحوال".

دلالات