أنقرة مرتاحة من موقف "الناتو" بعد خرق الروس لأجوائها

01 فبراير 2016
داود أوغلو: موسكو تحاول إظهار سيطرتها على الأجواء السورية(Getty)
+ الخط -
عبّر رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، عن ارتياح بلاده للدعم الذي قدمه حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد اختراق طائرة روسية، يوم السبت، الأجواء التركية مُجدداً؛ في حين أكّد أن موقف أنقرة من حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي جاء بعد محاولات لثنيه عن التعامل مع النظام السوري، لكنه رفض.

وقال داود أوغلو، خلال لقائه الصحافيين الأتراك في الرياض، "كان أمراً مهماً أن يخرج حلف شمال الأطلسي إلى الواجهة، إذ أصدر الحلف بياناً داعماً لتركيا، مشدداً على أن أي اعتداء على الأجواء التركية سيكون اعتداءً على أجواء (الناتو) وسيتم التعامل معه وفقاً لذلك، وتعليماتنا الآن لوزارة الخارجية تقضي أن تقوم موسكو بإرسال توضيح للأمانة العامة للناتو".

وكانت الخارجية التركية، قد أعلنت خرق طائرة روسية من نوع (سوخوي 34) لأجوائها، لتقوم أنقرة باستدعاء السفير الروسي، وبعدما أنكرت موسكو الأمر، أكّد كل من "الناتو" وواشنطن الأمر، داعين روسيا إلى عدم تصعيد الموقف.

ولفت داود أوغلو، إلى أن الخرق كان فوق خط مارع جرابلس في ريف حلب، حيث يعمل كل من الأتراك والأميركيين على تطهير هذه المنطقة من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وهي المنطقة التي تعتبر أنقرة دخول حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الجناح السوري لـ"العمال الكردستاني"، إليها خطاً أحمر يستدعي تدخلاً تركيا.

ورأى أنّ "الوضع بحاجة إلى إعادة تقييم هذا الخرق، في هذه المنطقة يحاول الجيش السوري الحر التقدم على (داعش)، حيث يقوم التحالف بتقديم الدعم، ولا حاجة لتواجد روسيا هناك، بل إن وجودها يشكل تهديداً، ولكن موسكو تحاول أن تظهر للعالم سيطرتها على كل المجال الجوي السوري، لذلك سنعمل على تقييم الوضع مع حلفائنا في التحالف الدولي".

من جهة ثانيةٍ، أوضح رئيس الحكومة التركية، أن الموقف من "الاتحاد الديمقراطي" مبنٍ على مبادئ، وأن أنقرة لا ترفض مشاركة الحزب في المفاوضات، على أن يكون ذلك في وفد النظام الذي تعاونت معه على مدى السنوات الماضية، منذ اندلاع الثورة السورية.

وقال داود أوغلو "منحناهم عام 2013 الفرصة كجزء من عملية السلام التي كانت تدار مع حزب العمال الكردستاني، وكان عليهم أن يختاروا، إما أن يقفوا إلى جانب تركيا أو ضدها، ولكنهم ظنوا أن حكومة العدالة والتنمية ضعيفة بسبب أحداث غيزي ومن ثم عمليات 17-25 ديسمبر/كانون الأول، التي قامت بها حركة الخدمة ضد الحكومة، ولذلك فضلوا التحالف مع كل من سورية وروسيا وإيران، والكيان الموازي"، في إشارة إلى حركة "الخدمة "بقيادة الداعية فتح الله غولان.

وأضاف "عام 2013 التقى مستشارونا بصالح مسلم، حيث وضعنا له ثلاثة شروط للتعاون على الطاولة، أولاً أن لايقوموا بأي فعل يزعج تركيا، وأن يتوقفوا عن التعاون مع النظام السوري، وثالثاً أن يتخذوا موقعاً ضمن المعارضة السورية، ولو أنهم قبلوا بهذه الشروط لَكنّا عملنا كل ما بوسعنا ليشاركوا في المفاوضات".

اقرأ أيضاً: تركيا تستدعي سفير روسيا بعد انتهاك المجال الجوي التركي

المساهمون