دعا وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الخميس، الولايات المتحدة إلى تغيير المنسق الأميركي لشؤون التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بريت ماكغروك، في وقت أكد فيه الرئيس رجب طيب أردوغان أن تركيا ستبقى في الساحتين العراقية والسورية.
وشدد جاووش أوغلو، خلال المقابلة التلفزيونية التي أجرها اليوم، على أن تركيا والولايات المتحدة من أكثر الدول المؤثرة في التحالف الدولي ضد "داعش"، لكن لا يمكن للجيش التركي المشاركة في معركة الرقة مادام حزب الاتحاد الديمقراطي موجودا فيها.
وأضاف: "تركيا والولايات المتحدة أكثر دولتين مؤثرتين في التحالف الدولي ضد "داعش"، ولكن للتعاون لدينا شروطنا، ونحن نقول إن علينا التحرك وفق إستراتيجية صحيحة مع مجموعات صحيحة، وقلنا لهم إنهم ارتكبوا خطأ في عام 2012 لأنهم لم يستمعوا للنصائح التركية، لا أجندة سرية لنا".
وتابع: "فيما يخص معركة الرقة، لن نكون في المكان الذي يكون فيه الاتحاد الديمقراطي، إن السيد الرئيس نقل هذا الأمر بشكل واضح للغاية، سنستمر في مكافحة حزب الاتحاد الديمقراطي وتطبيق قواعد الاشتباك، ومن الممكن أن نوجه له ضربات، لقد تم إيصال هذه الرسالة بشكل واضح للرئيس الأميركي والهيئة التابعة له، وفيما يخص ردهم، لم يقولوا لنا أي شيء سلبي في هذا الشأن، بل واجهوا ذلك بتفهم، وقالوا لنا إنهم لن يشكلوا أي تهديد لتركيا، بما في ذلك حزب الاتحاد الديمقراطي، وكذلك أكدوا لنا أن الأسلحة المسلّمة سيتم استخدامها جنوب الرقة".
وأشار جاووش أوغلو إلى أن إدارة الرئيس الاميركي، دونالد ترامب، مختلفة عن إدارة أوباما، لكن "الأشخاص العاملين على الأرض لايزالون من إدارة الرئيس السابق ويسعون إلى تسميم الإدارة الحالية"، على حد قوله.
ومضى قائلا: "لقد تلقى ماكغروك من الإرهابيين (حزب الاتحاد الديمقراطي) جائزة فيما مضى، إنه شخص يدعم الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني بشكل واضح، لقد حذرنا تليرسون (وزير الخارجية الأميركي) من ذلك، إن هذا الشخص داعم للاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني بشكل لا يقبل الشك، ومن الضروري تغييره".
وبخصوص العلاقة بين واشنطن والاتحاد الديمقراطي، قال جاووش أوغلو: "لقد قالوا لنا إن التعاون مع الاتحاد الديمقراطي أمر اضطراري، ولكننا قلنا إن هذا يجب ألا يكون ضرورة، وقلنا لهم فيما يخص قتال "داعش" إن من الممكن إدخال كل من روسيا والسعودية وقطر في الأمر، ومن جانب آخر، وضعنا أمامهم عملية درع الفرات نموذجا، حيث قمنا بعملية دقيقة للغاية بتطهير مدن مثل الباب ودابق، وأجرينا هذه العملية فقط بالتعاون بين القوات المسلحة التركية وعناصر الجيش السوري الحر".
وشدد جاووش أوغلو على ضرورة تسليم إدارة مدينة الرقة لسكانها المحليين من العرب بعد طرد داعش منها، بالقول: "تمت الدعوة إلى ضرورة تسليم إدارة مدينة الرقة للعرب، إن 99% من سكان هذه المنطقة سنة عرب، وتم منحنا ضمانات بترك المدينة للعرب، وعندما تصدر الوعود بين الحلفاء يجب الوفاء بها".
ونفى جاووش أوغلو وجود أي اعتراض فيما يخص العمليات التي تستهدف قيادات العمال الكردستاني في منطقة سنجار العراقية بالقول: لا توجد أي مشكلة في تحييد قيادات العمال الكردستاني والاستمرار في قتال الأخير، وعلى رأس هذه المناطق سنجار، في هذا الأمر أوصلوا لنا رسائل".
وأوضح أنه "ستتم إزالة جميع العوائق فيما يخص السلاح، في الفترة الأخيرة حصلنا على بعض الذخائر الذكية، وستتم إزالة جميع العوائق في هذا الأمر، وقد قالوا لنا إنهم سيلبون جميع الطبات التركية في هذا الأمر خلال الفترة المقبلة".
ولفت جاووش أوغلو إلى أن الإدارة الأميركية الحالية أكثر صدقا فيما يخص موضوع تسليم فتح الله غولن زعيم حركة الخدمة المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية والمتهم بإدارة المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/ تموز الماضي.
وتابع: "هذه الإدارة أكثر صدقا فيما يخص موضوع غولن، وقال ترامب إنهم يقيّمون الطلبات في هذا الأمر، وننتظر إعادته"، ثم أضاف: "وجاءنا طلب فيما يخص القس أندرو برونسون، حيث أبلغهم الرئيس التركي بسبب التحقيقات، وقال إن اعتقاله تم بسبب شكاوى تتعلق بصلته بتنظيمات إرهابية، وإن العملية القضائية مستمرة، وتتولى القنصلية التواصل، ويلتقي بعائلته ومحاميه".
وفي رده على التصويت المزمع إجراؤه في البرلمان الفدرالي الألماني حول سحب الجنود العاملين في إطار التحالف الدولي ضد "داعش" من قاعدة إنجرليك، دعا جاووش أوغلو الألمان إلى التخلي عن المعايير المزدوجة في التعامل مع تركيا.
وتساءل: "ما الذي فعلته تركيا لألمانيا حتى يقوموا بتصدير العداء لأردوغان إلى الواجهة؟ لا يوجد شيء كهذا في الدبلوماسية، القاعدة الرئيسية هي أن التبادل هو الأساس، إن قمتم بفعل شيء سيأتيكم الرد، إذا قامت ألمانيا باتخاذ خطوة إيجابية تجاهنا فسنقوم باتخاذ خطوتين. إذا شاء الألمان الخروج من إنجرليك فهذا أمر يخصهم، ولن نقوم باسترضائهم للبقاء، أرادوا القدوم وساعدناهم، وإن شاؤوا الخروج فسنقول لهم وداعا".
وكشف جاووش أوغلو أن الرئيس التركي سيلتقي نظيره الأميركي في قمة حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية بروكسل، كما سيلتقي بكل من رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية جان كلود يونكر، بناء على طلبهم، بينما لم يأت أي طلب من المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، لعقد لقاء مماثل.
وعلى صعيد آخر، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم، أن واشنطن ستطرق الأبواب التركية فيما يخص التعاون في الخطوات المقبلة التي سيتم اتخاذها في سورية، مشددا على أنه لا يمكن استبعاد أنقرة من الطاولة السورية، وذلك بعد اللقاء الذي جمعه مع نظيره الأميركي، دونالد ترامب.
وخلال لقائه مع الصحافيين في السفارة التركية في واشنطن، قال أردوغان إنه لا يمكن استبعاد تركيا كصانع قرار"، مضيفا: "أنا أؤمن بأنهم (الأميركان)، سيطرقون أبوابنا فيما يخص القضية السورية".
وشدد أردوغان على عزم كل من أنقرة وواشنطن على تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الاقتصادي وكذلك على تواجد الأتراك في كل من الساحة السورية والعراقية، متابعاً: "لقد نفذت الولايات المتحدة خططها فيما يخص الرقة، وهذا ما قلناه لهم: لا يمكن اعتبار مثل هذا الموقف في ظل الظروف الراهنة، لا يمكننا التعاون معكم في هذا الأمر، نحن نرى بأن التعاون مع تنظيم إرهابي لأجل الرقة أمر غير صحي… لنر ماذا سيحصل، لكن تركيا ستكون في المنطقة في كل من الساحة العراقية والسورية".
وتساءل أردوغان حول من سيقوم بإدارة مدينة الرقة بعد طرد "داعش" منها، بينما لايزال حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) يستمر في السيطرة على مدينة منبج رغم تعهد الإدارة السابقة بانسحابه من المدينة بمجرد تطهيرها من داعش، قائلا: "تركيا ستستمر بفعل ما هو ضروري في قتال الإرهاب في إطار مسؤولياتها، لن نسمح للتنظيمات الإرهابية بالتنفس سواء داخل أو خارج حدودنا، لن نسمح بتكوين حزام إرهابي"، في إشارة إلى قوات العمال الكردستاني وجناحه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي.
وأشار أردوغان إلى أن اللقاءات التي عقدها في واشنطن ناقشت أيضا أمر ترحيل فتح الله غولن، زعيم حركة الخدمة، المتهم بإدارة المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/ تموز الماضي، مؤكدا أن مقاربة الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، مختلفة عن مقاربة سلفه أوباما.
وفيما يخص قضية القس الأميركي أندرو برونسون، المحتجز في تركيا على ذمة قضايا تتعلق بدعم حركة الخدمة خلال المحاولة الانقلابية، أكد أردوغان أن الجانبين الأميركي والتركي اتفقا على أن تبقى وزارتا العدل في البلدين على تواصل في هذا الأمر.
وفي رده على سؤال حول انطباعه عن الرئيس الأميركي ترامب، أكد أردوغان أنه يرى ترامب رجلا عمليا قادما من وسط رجال الأعمال، حيث قال أردوغان: "أنا رأيته كرجل صاحب قرار، بقدر ما أستطيع أن أرى، إنه شخص مباشر لا يتردد في قول ما يفكر به".