في حين لا تزال معظم إنتاجات السينما العربية محصورة داخل دوامة قضايا الكوميديا السطحية والتراجيديا المحلية، تواصل السينما الأميركية غزوها العالم والتدخل في قضايا أكثر من بلد ومنطقة، وتواصل الممثلة الأميركية، أنجلينا جولي، تقديم دروس في الإنسانية إلى الممثلات العربيات، اللواتي نادراً ما يقدمنَ على المشاركة في نشاطات خيرية، تساعد المتضرّرين والنازحين والفقراء، على الأقلّ في دولهم، وليس بالضرورة حول العالم.
الفنانة التي بات اسمها مرتبطاً بالأعمال الخيرية، خصوصاً في الشرق الأوسط، وقّعت مؤخراً شراكة مع مؤسسة "كرتون صالون" لتكون منتجاً منفّذاً لفيلم كرتوني بعنوان "الفائزة بالخبز"، وهو مقتبس عن رواية الكاتبة، ديبورا إليس، بعنوان "اسمي بارفانا".
تناول الكتاب حياة فتاة أفغانية تُدعى "بارفانا" تمّ اعتقال والدها، فتنكّرت في زيّ شاب حتّى تتمكّن من دخول معترك العمل، والحصول على الطعام لعائلتها. وسترسم الشخصيات الكرتونية لوحة لمعاناة يومية تعيشها فتيات ونساء منكوبات في حروب العالم الثالث، ممّن تتشابه قصصهنّ في حجم المأساة.
الفيلم يذكّرنا بقصّة الفيلم الكرتوني "مولان" الذي أنتجته ديزني عام 1998. غير أنّ البطلة ليست أميرة يابانية تحاول إثبات بطولتها في الحرب وقدرتها على القتال، بل فتاة فقيرة كادحة تعكس معاناتها بشاعة الصورة العنصرية الذكورية، التي تعيش في جحيمها نساء كثيرات، من أفغانستان إلى مناطق كثيرة في العالم العربي وشمال أفريقيا.
أنجلينا جولي أصدرت بياناً صحافياً أكّد الخبر، وشرحت أنّ "هناك ملايين الفتيات مثل بارفانا، يكبرنَ اليوم تحت الضغط في قلب النزاعات، وهنّ مجبرات على مساعدة عائلاتهنّ للعيش ضمن هذه الظروف، وأنا سعيدة لأنني سأعمل مع فريق من الفنانين الموهوبين الذين سيعيدون بالتأكيد العدالة والثراء والإبداع وقوّة الثقافة إلى الفتاة الأفغانية وكلّ الفتيات من أمثال بارفانا".
اقرأ أيضاً: أنجلينا جولي وتجربة إخراجية جديدة من كمبوديا
من المتوقّع إصدار الفيلم عام 2017، وسيكون من إخراج نورا توماي، باللغتين الإنكليزية والأفغانية. كما تقوم أنجلينا جولي حالياً بإنجاز فيلم عن جرائم الخمير الحمر في كمبوديا، وعن معاناة الشعب الكمبودي، لتثبت أنّ الفنّ الحقيقي هو الفنّ الذي يحمل رسالة إنسانية أوّلاً وقبل كلّ شيء.