يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كتب حول أسرار الساحرة المستديرة وعالم نجومها، وندخل معاً إلى الكتاب الخاص بالنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
بدأت الأوضاع تتغير بالنسبة لي مؤخرا، بدنياً كنت أشعر بأنني ثقيل، ليس كما كنت في الموسم الثاني في يوفنتوس، فلم أتناول وجبات سريعة، ولم يكن لدي وزن زائد، كنت آكل وفقا لحمية قوية، وعضلاتي كانت بحالة جيدة، لكن المشكلة هي أنني كبرت في السن ولم أعد صغيرا كما كنتُ في بداية مسيرتي، لم أعد ذلك الفتى المراوغ، ليس ذلك الفتى الذي في أياكس، كنتُ مهاجما متفجرا ثقيلا، وكان علي ان ألعب بذكاء لكي أتمكن من الإضافة في كل المباريات، لكن في شهر فبراير بدأت أشعر فعلا بالتعب، كان من المفترض أن يبقى ذلك سرا في النادي، لكنهُ خرج وجميع الصحف بدأت تتكلم عن الأمر: هل فعلا يشعر بذلك، هل انتهى؟ خاصة ونحن قد بدأنا نخسر سلسلة مباريات مؤخرا، لم نكن في أفضل حالاتنا وفرّطنا في نقاط كثيرة، مر شهر ولم أسجل أي هدف، الجسم لم يكن بداخله ذلك الشعور المتفجر، خرجنا أيضا من دوري الأبطال على يد توتنهام، وكان ذلك ثقيلا.
هل سيلحقون بنا في الترتيب؟ هل سنخسر الفارق النقطي بيننا؟ كان هناك حديث كبير عن هذا الأمر، كانت الصحف تكتب عن كل شيء، ولم يكن لديها أفضل ما تكتب عنه أكثر من طردي، الأول ضد باري، من فرق المؤخرة، كنا متأخرين بهدف دون مقابل، كنت في منطقة الجزاء، وأحد المدافعين قام بتوجيه ضربة لي، قلقت منها، رددت بفعل غريزي، قمت بتوجيه لكمة لمعدته، سقط ومن ثم نقص الفريق عدديا، لقد كان فعلا تصرفا غبيا مني، أعترف بذلك.
لكنهُ مجرد رد فعل، لا شيء غير ذلك، تمنيت لو أن لدي تفسيرا آخر، لكن ليس لدي أي شيء، كرة القدم عبارة عن قتال، تتعرض للهجوم ومن ثم تقوم بالرد، وفي بعض الأحيان تتمادى في فعل ذلك دون أن تعرف لماذا، فعلت ذلك في عدة مناسبات، تعلمت الكثير خلال سنواتي، لم أعد ذلك الشخص المجنون كما كنتُ في مالمو، لكن هذا الأمر فقط لا يريد أن يخرج مني تماما، طريقتي في الفوز لها جانب سلبي، قد أنطلق من هذا الجانب في مناسبات، وفي مناسبة باري تحصلت على الكرت الأحمر، الكرت الأحمر قد يكون سببا في الجنون، لكنني رغم ذلك خرجت بدون أن أقول أي كلمة من الملعب، كاسانو عدل بعد وقت بسيط، كان ذلك هو العزاء الوحيد، لكن اللعـنة، تم إيقافي، ليس للمباراة التالية ضد باليرمو فقط لكن أيضا ضد إنتر في الديربي، إدارة الميلان حاولت الاحتجاج على القرار، كان هناك فوضى حول ذلك القرار، لكن ذلك لم يجد نفعا، وهذا كان أمرا غير جيد بكل تأكيد، لم أتقبل الأمر بقسوة كما كنت أفعل طوال مسيرتي.
في جدول الترتيب، نابولي عاد ليكون في المركز الثاني أمام الإنتر، نابولي الذي عاش أفضل أيامه في الثمانينات عندما لعب لهُ مارادونا، لكن في السنوات الأخيرة عاشوا جميع أنواع الصعوبات، والآن عادوا لأفضل مستوياتهم، كنا نتقدم بثلاث نقاط، وتبقت 6 مباريات، أنا موقوف في 3 منها، كان ذلك أمر قذرا، لكن رغم ذلك حصلت على الراحة وبدأت أفكر في حياتي، بدأت أعمل على هذا الكتاب، حاولت أن أتذكر الكثير من الأمور، ولقد كنت مصدوما بالفعل، فلم أكن ذلك الفتى اللطيف، ولم أقل دائما تلك الأشياء الجيدة، وأنا أتحمل المسؤولية لكي شيء في الحقيقة، لا يمكنني أن ألوم أي شخص آخر، لكنْ رغم ذلك، هناك الكثيرون من الفتيان والفتيات في الخارج يتلقون الصراخ، فقط لأنهم مختلفون عن البقية، أنا أؤمن حقا بالانضباط، لكن ما يغضبني أكثر من غيره، هم أولئك المُدربون الذين لم يكونوا يوما في القمة، ويأتون يتحدثون وهم واثقون: هكذا نقوم بالأمور في كل الأوقات! هذا بسيط وسخيف جدا.
هناك ألف طريقة للتقدم في مسيرتك، وتلك الطريقة التي تكون خاصة ولديها بعض الأخطاء، هي الأفضل! أكرة عندما يأتي الضغط من أولئك الذين يقفون بالخارج، إذا لم أكن مختلفا، لم جلستُ هنا في هذا المكان، وهذا لا يعني بكل تأكيد أنني أقول بأنه يجب ان تكونوا مثلي: كونوا مثل زلاتان! لا أبدا، أنا فقط أقول إنهُ يجب أن تأخذ طريقك الخاص، يجب أن تفعل ذلك ولا تتبع لأي قوائم لعيـنة أو تتأثر بأي نبذ لأنك فقط لست مثل الآخرين، لكن بالتأكيد لن يكون الأمر جيدا عندما تتسبب بضياع لقب الأسكوديتو الذي وعدتُ به ناديك، فقط لأنك كنت في مزاج ملعـون.