أم عبدو الحلبية... مسلسل جمهور الثورة

21 أكتوبر 2014
مشهد من مسلسل أم عبدو (يوتيوب)
+ الخط -
بعيداً عن دراما البيئة الشامية، والشوارب المفتولة التي طُبعت بها المسلسلات السورية والتي اعتمدت تزوير التاريخ والحقائق، والمرخصة بصكوك غفران من النظام السوري، يأتي مسلسل "أم عبدو الحلبية"، وهو دراما سورية حرة، تُعنى بتقديم رسائل بسيطة وممتعة في آن للمشاهد عن يوميات الثورة السوريّة، وشكل الحياة في المناطق المحررة وهموم المدنيين.
المسلسل من تأليف عفراء هاشم وإخراج بشار الهادي، وبطولة الطفلة رشا، وعرض بطريقة عصريّة في شهر رمضان الماضي على الموقع المتخصص بمشاركة الفيديو "يوتيوب".
المسلسل من إنتاج مؤسسة "فضائيّات بكرة أحلى" الإعلاميّة، وخلفها مجموعةُ ناشطين، بعضُهم أكاديمي، ومنهم هواةٌ يمتلكون طاقات هائلة، يستمدّون أفكارهم من الواقع اليومي الذي يعيشونه، ويضيفون عليه الصيغة الدرامية بمشاركة جماعية من فريق العمل.
فبعد أن ملَّ الناس من الطريقة التي تنشر بها وقائع الثورة وأخبار المناطق المحررة، والأحداث الدامية التي أضحت عادةً يوميّة يضجر المرء من قراءتها أو مشاهدتها... ارتأت مجموعة من الناشطين في الداخل السوري الخاضع لسيطرة الجيش الحر، إيجاد بديل لإيصال صوتهم ومعاناتهم اليومية بطريقة جديدة، وبالوقت ذاته تؤدي لفهم حقيقة ما يجري من أحداث ويعيشونها يومياً.
كان التحدّي الأكبر هو العمل في الظروف الصعبة التي تعيشها المناطق المحررة، في ظلّ فقدان أبسط مقومات الحياة الطبيعية بدءاً من الكهرباء، والماء، والتجهيزات التقنية والديكور والألبسة والإكسسوارات وانتهاءً بمكان آمن لا تراه براميل الإجرام، وبعيداً عن أصوات إطلاق الرصاص... إلا أنهم نجحوا بتصوير كامل مشاهد العمل في حلب، وما يتبعها من عمليات فنيّة أخرى من تسجيل الأصوات والموسيقى.
"بما أننا حاولنا في بداية الثورة سدَّ الثغرات على جميع الأصعدة وفي كل المجالات، بمساعدة أشخاص بارعين، فمثلاً عملنا يوماً عمال نظافة، كما عملنا أيضاً بالمجال الطبي كمسعفين، وعملنا كمدرّسين وبالإغاثة لخدمة ثورتنا"، بحسب ما يقول بشار الهادي، مخرج المسلسل لـ "العربي الجديد".
ويضيف الهادي: "في هذه المرحلة تحديداً، وجب علينا قبول التحدّي الأكبر، وبما أن المعركة الحقيقيّة هي معركة إعلام، والتي تفوَّق علينا فيها النظام، حيث بدأ منذ أكثر من أربعة عقود بدسّ السُّم في الدسم، وجب علينا كثوّار العمل على سد هذه الفجوة العميقة، والعمل على إنشاء دراما حرة في محاولة لتوعية الناس وتوضيح الصورة الحقيقية للأحداث المؤلمة التي تجري في الداخل السوري المحرر بأسلوب مميَّز، لطيف، يعتمد الكوميديا السوداء سبيلاً لدخول قلب وعقل الإنسان".
وسبق تجربة "أم عبدو الحلبية" مسلسل "منع في سورية" وهو عبارة عن مجموعة "سكتشات" ومواقف، كوميدية تحاكي الأوضاع الأمنية في سورية.
وحققت الحلقات الثلاثون من المسلسل على "يوتيوب"، عشرات الآلاف من المشاهدات. ويقول الهادي: "هذا يعدُّ نجاحاً باهراً لعمل يظهرُ معظمُ أبطاله للمرة الأولى مع المقوّمات الفقيرة المتوفرة لإنجازه، وضمن الظروف القاسية التي عملنا بها". "برأينا العمل ناجح مهما كان فقيراً أو سيّئاً؛ وذلك لأننا نعلم مدى الصعوبات والعقبات التي تواجهنا في هذه المرحلة".
المساهمون