خسر عدد كبير من السوريين بيوتهم وأعمالهم بسبب الحرب، وتفرقت عائلات كثيرة، فيما حرم آخرون من استكمال تعليمهم لأسباب عدة، منها عدم قبولهم في المدارس الرسمية، أو عدم استطاعتهم الالتحاق بالمدارس الخاصة، أو اضطرارهم للعمل لمساعدة أهلهم.
فارقت أم بكري أهلها في حلب. وفيما قصدت بناتها تركيا، جاءت وباقي أطفالها إلى لبنان. تركت أرضها وبيتها بسبب الحرب، ومضى على نزوحها نحو عام ونصف العام. تقول لـ "العربي الجديد": "منذ بداية الحرب لم نترك بيوتنا وأرضنا، وكان القصف محمولاً إلى أن بدأت الطائرات تشن غاراتها على المنطقة. حينها، لم نعد نستطع البقاء. قررنا ترك حلب والمجيء إلى لبنان". تضيف: "كان زوجي يعمل في لبنان قبل ثلاث سنوات، وكان يزورنا في حلب باستمرار. لكن حين ساءت الأوضاع في سورية، استأجر لنا بيتاً في منطقة الوردانية في إقليم الخروب (محافظة جبل لبنان). حضر معي ثلاثة أولاد، الأكبر سناً (17 عاماً) يعمل في أحد الأفران، فيما رفضت إحدى المدارس الرسمية قبول ابنتي (11 عاماً) لأننا نازحون جدد. هكذا حرمت ابنتي من التعليم، ولا ندري متى ستنتهي الحرب ونعود إلى سورية".
تضيف أنه على الرغم من أننا تمكنا من استئجار منزل، كما أن حالنا أفضل من نازحين كثر يعيشون في الخيام، إلا أن بدل إيجار المنزل مرهق جداً. لذلك، فإن ابني يعمل ليساعد والده في تأمين مستلزمات المنزل. وبين الحين والآخر، تصلنا مساعدات من الأمم المتحدة، وهي بالطبع ليست كافية. وما زاد الوضع سوءاً هو تقليص هذه المساعدات.
تتابع أم بكري: "لم يعد لي أمنية في الحياة غير استقرار الوضع في سورية وعودتنا إلى بيوتنا"، مشيرة إلى أنها لا تستطيع الرجوع إلى البلاد في هذه الأوضاع الصعبة، أو حتى زيارة أهلها. تضيف: "أكتفي بالاطمئنان على الجميع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي". تشعر باطمئنان على ابنتيها كونهما في تركيا. وإن لم تصب عائلتها بأي مكروه، إلا أن القصف متواصل، علماً أن المنطقة التي يعيشون فيها تقع تحت سيطرة النظام السوري.
وإلى المساعدات التي تحصل عليها من الأمم المتحدة، تشير إلى أنها عبارة عن بطاقة تتضمن مبلغاً معيناً تستطيع من خلاله شراء مواد غذائية، علماً أن الأمر ليس كافياً دائماً. من جهة أخرى، تشير إلى أن جواز سفرها منتهي الصلاحية، وتحتاج إلى 400 دولار لتجديده، إلا أنها عاجزة عن دفع هذا المبلغ في الوقت الحالي.
اقرأ أيضاً: تسجيل.. وليس توطيناً