أميركا تنفي التوصل لاتفاق منبج... وتركيا تريد تنفيذاً فورياً

31 مايو 2018
الثقة مفقودة بين البلدين (اوزان كوزي/ فرانس برس)
+ الخط -

أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، فقدان تركيا لثقتها بأميركا، لافتاً إلى أنها تنظر إلى موضوع التوافق حول منبج كخطوة لبناء الثقة والاستمرار في التعاون بباقي المناطق السورية، ولذلك فإن اتفاق منبج في حال إقراره بلقائه مع نظيره الأميركي، مايك بومبيو، في 4 يونيو/حزيران المقبل، سيتم الانتقال لتطبيقه "فوراً دون انتظار".


جاء ذلك في تصريحات لجاووش أوغلو خص بها صحيفة "ملييت" التركية، وتلت كشف وكالة "الأناضول" التركية، أمس الأربعاء، عن تفاصيل خارطة الطريق حول منبج من 3 مراحل، وهو الأمر الذي نفته وزارة الخارجية الأميركية لاحقاً على اعتبار أن أميركا وتركيا "لا تزالان في طور المحادثات ولم تتوصلا إلى اتفاق بعد"، على حد تعبير المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت.

ولخص جاووش أوغلو المرحلة الحالية والسابقة بقوله للصحيفة "بعد لقائي مع وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون في أنقرة، تم تأسيس 3 مجموعات عمل تشمل سورية ومنبج، وموضوع صواريخ أس 400، ومحاربة حزب العمال الكردستاني".

وأضاف أنه "في تطبيق الاتفاق، هناك حديث عن الانسحاب الفوري للمقاتلين الأكراد تحت مراقبة تركيا، وبعد الانسحاب سنتخذ إجراءات لترتيب الأمن في ظل الوضع الجديد، بهدف عدم حصول فراغ تتسلل من خلاله تنظيمات إرهابية، مثل (داعش) الإرهابي، وقاعدة إدارة المنطقة ستكون بحسب التوزيع الديموغرافي، وهو 90% من العرب (من إجمالي سكان منبج)، وبالتالي الإدارة ستكون من قبلهم، وإذا كانت نسبة الأكراد 2%، فسيحصلون على هذه النسبة، ولكن ليس من وحدات حماية الشعب الكردية"، على حد تعبيره.

وشدد على أنه "مع نجاح هذا النموذج في منبج، يمكن الانتقال لمناطق أخرى ليحصل الاستقرار فيها، وهو هدفنا في شمال سورية، وبعدها سننتقل إلى الرقة ومن ثم إلى عين العرب التي من الطبيعي أن تكون إدارتها بغالبية كردية، و(حزب العمال الكردستاني) ساهم بنفي الأكراد من مناطقهم، بينما نحن سنساهم بعودتهم، وموضوع الانسحاب الأميركي لا يمكن لتركيا أن تقرره، فأميركا تقرر الانسحاب من عدمه".

وحول آفاق التعاون والثقة بين البلدين، قال "التوافق التركي الأميركي حول منبج سيساهم بانخفاض التوتر بين البلدين، وسيؤثر بشكل إيجابي على تحسين العلاقات، وتركيا تقول دائما إنه يجب بناء الثقة قبيل الخطوات الإيجابية لاحقا، إذ إن هناك فقدانا للثقة بأميركا".


وردا على سؤال: هل هذا يعني أن أميركا تخلت عن الوحدات الكردية؟ أجاب "حسب انطباعاتي حول التعاون الأميركي مع الوحدات الكردية، ترغب واشنطن بإخراج كل من له علاقة بجماعة قنديل (التعبير التركي الرسمي لحزب العمال الكردستاني وفروعه)، والسؤال الهام بعد انفصال هذه العناصر إلى أين ستذهب؟ إلى الصحراء متفرقة مثل (داعش)؟ وهل سيلقون السلاح ويعودون لحياتهم الطبيعية؟ هذه تفاصيل مهمة".