وتنتشر عدوى زيكا بسرعة في الأميركيتين ومنطقة الكاريبي، وتنتقل أساسا بلدغات البعوض، لكن الفيروس رصد في سوائل الجسم، ومنها الدم والبول، والسائل الأمنيوسي واللعاب، مع رصد عدة حالات إصابة من خلال الاتصال الجنسي.
ولأن معظم حالات الإصابة بالفيروس، لا تظهر عليها أي أعراض، أوصت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بمراعاة الاحتياطات الوقائية الأساسية باستمرار، بغض النظر عن الاشتباه بحالات زيكا أو تأكيدها.
ومن بين هذه الإجراءات، غسل الأيدي باستمرار، واستخدام معدات الوقاية الشخصية، مثل الأقنعة والقفازات، ومراعاة وسائل التعقيم عند الحقن، مع الحرص عند التعامل مع معدات أو أسطح يشتبه بأنها ملوثة.
وتتبع مثل هذه الإجراءات أيضا، للوقاية من انتقال جميع الفيروسات، التي تنتشر عن طريق الدم، مثل فيروس الإيدز والالتهاب الكبدي الوبائي (سي).
وقال الخبراء في تقرير المراكز الأميركية، إن الدراسات أوضحت أن العاملين في حقل الرعاية الصحية، لا يستخدمون معدات الوقاية اللازمة في الحالات الروتينية، متذرعين بأن هذه المعدات تعرقل إتقان أداء عملهم على الوجه الأكمل.
لكن نظرا للمخاطر النظرية المحتملة، قال خبراء هذه المراكز، إن هذه الإجراءات تقي العاملين في الحقل الطبي، والمواليد من الإصابة بالفيروس أثناء الحمل والولادة.
وتفجرت عدوى زيكا الفيروسية في البرازيل العام الماضي، وهي تنتشر بسرعة في دول بأميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، ما دفع منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي، إلى إعلان حالة طوارئ عالمية تتعلق بالصحة العامة. ويرتبط فيروس زيكا بالعديد من حالات صغر حجم الرأس في المواليد بالبرازيل.
وقال العلماء، إن لفيروس زيكا أيضا صلة بمرض عصبي، يسمى متلازمة جيلان باريه، وهو اعتلال عصبي متعدد، يصيب الجذور العصبية ثم ينتقل إلى الأعصاب المحيطة، مشيرين إلى أن الدول التي شهدت تفشيا للفيروس، ستشهد زيادة في الحالات العصبية الخطيرة.
وجيلان باريه، هو مرض نادر، يهاجم فيه الجهاز المناعي أجزاء من الجهاز العصبي، وعادة ما يحدث ذلك بعد أيام من التعرض إلى فيروس أو بكتريا أو طفيل.
ولا يزال العلماء يجهلون الكثير عن الفيروس، فيما يتعلق بما إذا كان يتسبب بالفعل في حالة صغر حجم الرأس. وقالت البرازيل، إنها أكدت أكثر من 860 حالة من صغر حجم الرأس، وتعتبر أن معظمها يرتبط بعدوى زيكا لدى الأمهات. وتبحث البرازيل في أكثر من 4200 حالة مشتبه بها من صغر حجم الرأس.