أميركا: أعمال عنف واحتجاجات في ميزوري وأوباما يدعو للهدوء

25 نوفمبر 2014
إحراق مراكز شرطة ومحلات تجارية في فيرغسون (جاستين سوليفان/getty)
+ الخط -
تعيش ولاية ميزوري الأميركية منذ يوم أمس، حالة من التوتر، امتدت إلى العاصمة واشنطن، نتيجة إصدار هيئة من المحلفين في الولاية، قراراً بعدم توجيه تهمة القتل إلى الشرطي الذي قتل شاباً أسود قبل أشهر، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات تطورت إلى أعمال عنف، وهو ما دفع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى الدعوة للهدوء، فيما طالبت منظمة "العفو" الدولية السلطات الأميركية، باحترام حق التظاهر وعدم استخدام العنف ضدّ المتظاهرين.

وقررت هيئة المحلفين في ولاية ميزوري عدم توجيه تهمة القتل إلى الشرطي دانييل ويلسون، في حادثة إطلاق النار على الشاب الأفريقي الأميركي الأعزل، مايكل براون (18 عاماً)، ما أدى إلى مقتله، في التاسع من أغسطس/آب الماضي (المزيد).

وبعد إصدار الحكم، خرجت تظاهرات إلى الشوارع في عدّة مدن في الولاية، تطورت إلى أعمال عنف، بحيث عمد المحتجون إلى إحراق بعض عربات الشرطة، وتكسير واجهات المحلات التجارية، وردّت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع. فيما تحدثت بعض وسائل الإعلام عن إطلاق رصاص حي.

وكان محتجون قد تجمعوا في نيويورك في ميدان يونيون سكوير، قبل صدور قرار هيئة المحلفين. وعند إصدار القرار، تجاوزوا حواجز الشرطة، وانطلقوا في اتجاه وول ستريت. غير أن الشرطة منعتهم من دخول الشارع، ما أدى إلى توجههم إلى ميدان التايمز، وهم يرددون "لا سلام بلا عدالة"، واعتقلت الشرطة عدداً منهم.

وبحسب وكالة "رويترز"، فقد تعرضت شرطة فرغسون في ولاية ميزوري لإطلاق نار وإحراق نحو عشرة مبان. ونقلت عن قائد الشرطة في منطقة سانت لويس جون بلمار، قوله اليوم في مؤتمر صحافي، إنّ 29 متظاهراً تم اعتقالهم بدون تسجيل وقوع أي قتيل في أعمال العنف.

وامتدت الاحتجاجات إلى قلب العاصمة واشنطن، حيث احتج المئات على قرار هيئة المحلفين. وتجمع المتظاهرون أمام البيت الأبيض، وسط إجراءات أمنية مشددة، رافعين لافتات كُتب عليها عبارات من قبيل "حياة السود أيضا قيمة"، "لا سلام بلا عدالة"، "أوقفوا إرهاب الشرطة"، "ويلسون قتل براون". ثم توجه المتظاهرون بعد ذلك إلى مبنى الكونغرس، ومن ثم إلى مبنى المحكمة العليا.

وقالت عائلة القتيل في بيان لها عقب إعلان قرار هيئة المحلفين، "لقد خاب ظننا بشكل فظيع لأن قاتل ابننا لن يواجه عواقب أفعاله"، داعية في الوقت نفسه المتظاهرين إلى التهدئة بالقول "نحن نطلب منهم (المتظاهرين) التنفيس عن إحباطهم بطرق تؤدي إلى التغيير الإيجابي، نحن بحاجة للعمل سوياً على إصلاح النظام الذي سمح لهذا (القتل) بأن يحدث".

وفي محاولة للتخفيف من تداعيات القرار، قال وزير العدل إريك هولدر، في بيان إنّ التحقيق الفيدرالي حول مقتل براون سيستمر حتى بعد صدور القرار، كما سيستمر التحقيق في ادعاءات استخدام شرطة فيرغسون إجراءات مخالفة للدستور. وأشار إلى أن التحقيق الفيدرالي يتم بشكل منفصل عن التحقيق المحلي.

بدوره، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مؤتمر صحافي عاجل في واشنطن، الشعب الأميركي إلى الهدوء والتظاهر السلمي، قائلا "نحن أمة تأسست على حكم القانون، ولا بد أن نتقبل قرار هيئة المحلفين"، مشيراً إلى أن القرار كان "سيتحول إلى موضوع للخلاف المتشنج في كلتا الحالتين (مذنب أو غير مذنب) ليس في فيرغسون فحسب، ولكن في كافة أنحاء أميركا" (المزيد).

في المقابل، طالبت منظمة العفو الدولية، سلطات ولاية ميزوري باحترام الحق في التظاهر السلمي، وعدم اللجوء إلى الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين. وقالت في بيان حمل عنوان: "الولايات المتحدة الأميركية: يجب احترام حق التظاهر السلمي في أعقاب قرار فيرغسون"، إن "عناصر إنفاذ القانون في ولاية ميزوري الأميركية يجب ألا يلجأوا إلى الاستخدام المفرط للقوة ضدّ المتظاهرين".

وقال المدير التنفيذي لفرع المنظمة في الولايات المتحدة ستيفن دبليو هوكينز إنه "لا يمكن أن يكون هناك تكرار للانتهاكات التي وقعت خلال تعامل الشرطة مع الاحتجاجات في أغسطس/ آب الماضي. الحق في التظاهر السلمي هو حق من حقوق الإنسان التي يجب حمايتها باحتراس".

وأضاف: "يجب أن يطمئن الناس أنه سيتم اتخاذ تدابير لمنع القوة غير الضرورية أو المفرطة. وإجراءات إنفاذ القانون في الأيام القليلة المقبلة ستكون في غاية الأهمية لتوفير الثقة اللازمة بأن هناك دروس مستفادة. منظمة العفو الدولية، بل والعالم، سيراقبان".
المساهمون