أموال الدعاية الانتخابية تزعزع وحدة التحالفات العراقية

24 ابريل 2018
انتقادات لـ"البذخ" في بعض الدعايات الانتخابية (صباح أرار/فرانس برس)
+ الخط -

تسببت أموال الدعاية التي تقوم التحالفات الانتخابية بتوزيعها على المرشحين بنشوب خلافات عميقة وصلت إلى حد تلويح بعض المرشحين بالانسحاب من العملية الانتخابية.

وأكد أحد مرشحي "تحالف بغداد" وجود تفاوت كبير في أموال الدعاية الانتخابية التي تمنح للمرشحين من أجل إدارة حملاتهم الانتخابية، موضحا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "بعض مرشحي التحالف حصلوا على مبالغ مالية بسيطة لا تكاد تكفيهم لتغطية نفقات الدعاية في شارع واحد".

وأضاف: "بعض المرشحين حصل على خمسة ملايين دينار عراقي (ما يعادل 4000 دولار أميركي) فقط، في حين حصل آخرون على مبالغ وصلت إلى مئات الآلاف من الدولارات"، مبينا أن "هذا الأمر تسبب بتذمر داخل التحالف بعد أن شعر بعض المرشحين بعدم العدل".

وأشار إلى تلويح عدد من أعضاء التحالف المرشحين للانتخابات بـ"الانسحاب في حال لم تتم مساواتهم بالذين استلموا أموالا مكنتهم من تغطية جميع أحياء ومناطق بغداد بصورهم والمنشورات التي تدعو إلى انتخابهم".

وفي السياق، قال زيد العاني، وهو سياسي مقرب من تحالف "القرار العراقي"، إن "قيادة التحالف ميّزت بين المرشحين على أساس فرصهم في الفوز"، مؤكدا لـ"العربي الجديد أن الموازنة التي صرفت للمرشحين من أعضاء البرلمان الحاليين والسابقين، والمسؤولين التنفيذيين الحاليين والسابقين، تختلف عن المبالغ التي منحت للمرشحين الجدد.

ولفت العاني إلى أن "هذا الأمر تسبب بحساسية لدى بعض المرشحين، لا سيما أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين الذين وجدوا أنفسهم مرشحين من الدرجة الثانية"، مؤكدا "حدوث مشاكل وتلويح بالانسحاب من قبل بعض المرشحين".

وأضاف: "لا يقتصر الأمر على (تحالف القرار)، إذ تعاني أغلب التحالفات الانتخابية من عدم المساواة في صرف مبالغ الدعاية الانتخابية"، مؤكدا أن "بعض المرشحين استعانوا بعشائرهم وأقاربهم من الأثرياء ورجال الأعمال لتسيير أمورهم".


إلى ذلك، قال السياسي العراقي المرشح للانتخابات، إبراهيم الصميدعي، إن المبالغ التي صرفت على الدعاية الانتخابية وصلت إلى ملايين الدولارات، مؤكدا أن "قادة التحالفات السياسية صرفوا أموالا هائلة في التحضير للانتخابات المقبلة"، وأشار إلى أن الدعاية الانتخابية لبعض المرشحين "تجاوزت المليون دولار أميركي". 

في غضون ذلك، انتقد عراقيون "البذخ" في عملية الدعاية الانتخابية.

وقال العميد المتقاعد حسين الصفار إن التحالفات السياسية الكبيرة، كـ"النصر" و"ائتلاف دولة القانون" و"الفتح" و"القرار" و"تحالف بغداد" و"الوطنية ملأت الشوارع بصور مرشحيها، مؤكدا لـ"العربي الجديد أن الأموال التي صرفت على الدعاية الانتخابية "لو جمعت ووزعت على الفقراء والعاطلين لساهمت في حل جزء من المشكلة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد".

وتساءل الصفار: "ما سبب نشر صور كبيرة جدا لنائب الرئيس العراقي، أسامة النجيفي، في حي اليرموك ببغداد على الرغم من أنه مرشح في الموصل؟"، مبينا أن "هذه الظاهرة تتسبب بالألم للعراقيين الذين صدموا بسياسييهم الذين لم يفكروا يوما بغير مصالحهم".

دلالات