نحو 16 مليون فتاة تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً، ونحو مليون فتاة دون سن الخامسة عشرة يلدن سنوياً حول العالم، وفق منظمة الصحة العالمية. والنجاح في خفض معدلات حمل المراهقات يسير بطيئاً، خصوصاً في الدول المنخفضة الدخل، رغم جهود المنظمات الدولية المعنية بقضايا المرأة والطفولة في التوعية والمساعدات. وتعود الأسباب إلى ضعف أو انعدام القرارات الحكومية المتعلقة بتقييد القوانين الخاصة بسن الزواج وتنظيم الأسرة وإلزامية التعليم وخطط التنمية، فحيث وجد الفساد والنزاعات المسلحة والإساءة لحقوق الإنسان يسيطر الجهل والأزمات.
المعادلة واضحة والإحصاءات تؤكد أن حمل المراهقات يبلغ أعلى معدلاته في دول القارة الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، إذ تسجل 101 ولادة لأم مراهقة مقابل كل 1000 امرأة يتراوح عمرها بين 15 و19 عاماً. تليها دول أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي بمعدل 64 ولادة لمراهقات من الفئة العمرية ذاتها. يأتي بعدها دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعدل 42 ولادة، وفي شرق آسيا والمحيط الهادئ تُسجل 22 ولادة، أما في أوروبا وآسيا الوسطى ينخفض المعدل إلى 17 ولادة، ويتدنى المعدل في دول الاتحاد الأوروبي إلى 10 ولادات، وذلك وفق معطيات البنك الدولي عام 2015.
وتتعرض ثلاث ملايين فتاة بين 15 و19 عاماً لعمليات إجهاض غير مأمونة سنوياً. ويواجه الأطفال المولودون لأمهات مراهقات خطر الوفاة، إذ تعد مضاعفات الحمل والولادة السبب الثاني للوفاة بالنسبة للفتيات في تلك الأعمار على الصعيد العالمي.
حمل المراهقات في الشرق الأوسط
ما يزيد عن المليار هو عدد الفتيات في العالم، وفق تقدير أدرجته منظمة الأمم المتحدة اليوم 11 أكتوبر، لمناسبة يوم الفتاة العالمي، معربة عن أملها أن تكون المناسبة نقطة البداية لجهود ستبذل على صعيد العالم للفت الانتباه إلى التحديات التي تواجهها الفتيات أثناء الطوارئ والأزمات، والفرص المتاحة أمامهن.
وتطرح المناسبة واقع الفتيات اللواتي يعشن حروباً وأزمات تؤدي تبعاتها القسرية إلى تزويجهن صغيرات، أو تعريضهن للعنف والاعتداء، فيصبحن حوامل برغبتهن أم قسراً، وهن بأمسّ الحاجة لعيش مرحلتي الطفولة والمراهقة طبيعياً.
والجدير بالذكر أن تقديرات البنك الدولي لم تلحظ حالات الحمل التي تحصل خارج إطار الزواج ولا تسجل ولا يبلغ عنها للجهات الرسمية طبعاً، وإن زيجات كثيرة تعقد في بلاد النزوح ولا تسجل بدورها. وتخضع فتيات حوامل في سن المراهقة لعمليات إجهاض غير قانونية مداراة لـ"الفضيحة"، وفي بعض البلدان العربية يجري التخلص من الفتاة الحامل وجنينها تحت مسمى "جرائم الشرف".
ووفق تقرير البنك الدولي فإن حمل المراهقات لكل 1000 فتاة بين 15 و19 عاماً في دول عربية هي: فلسطين 85 حالة حمل لمراهقة، العراق 85، موريتانيا 78، السودان 72، اليمن 61، مصر 51، سورية 39، المغرب 31، الإمارات 30، الأردن 23، لبنان 12، قطر 10، الكويت 9، السعودية 8، عمان 8، تونس 7، ليبيا 6.
أميركا الأولى غربياً ... وبريطانيا الأولى أوروبياً
تتصدر الولايات المتحدة معدلات الحمل المبكر بين الدول الصناعية الغربية، ويرتفع المعدل في الغالب بين المراهقات من أصول أفريقية وإسبانية.
وولد في الولايات المتحدة 229.715 طفلاً من أمهات تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً عام 2015 وفق البنك الدولي، أي بمعدل 22.3 مولود لكل 1000 امرأة في هذه الفئة العمرية. وهو انخفاض قدره 8 في المائة عن عام 2014. وتجدر الإشارة إلى أن 26 في المائة من حمل المراهقات ينتهي بالإجهاض رغم حظر القوانين، بالمقارنة مع السويد التي تصل نسبة إجهاض الحمل البكر فيها إلى 70 في المائة مع إباحة القوانين للإجهاض.
وتحتل المملكة المتحدة المرتبة الأولى في أوروبا الغربية لجهة المعدل الأعلى في حمل المراهقات. وتشهد الدولة 14 ولادة من أم مراهقة لكل 1000 امرأة بين 15 و19 عاماً، إذا ما قورنت بالدول الصناعية الكبرى في القارة العجوز. وتأتي الأرقام في أوروبا على الشكل التالي: 3 حالات حمل لمراهقات في سويسرا، 4 في سلوفينيا وهولندا والدنمارك، 5 في قبرص، و6 حالات لكل من النرويج والسويد وألمانيا وفنلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ وإيسلندا،7 في اليونان والنمسا، 8 في إسبانيا والبوسنة وبلجيكا، 9 في فرنسا وكرواتيا والبرتغال، 10 في جمهورية التشيك وإيرلندا، 12 في إستونيا وألبانيا، 13 في لاتفيا وبولندا، 18 في المجر، 19 في صربيا، 20 في سلوفاكيا، 22 في ألبانيا، 37 في بلغاريا.
وفي تركيا وصل عدد الأمهات القاصرات 2833 أماً بين 15 و17 عاماً خلال السنوات حتى نهاية 2015، وفق تقرير نشره "العربي الجديد".
تزداد فرص التعليم... فيقل حمل المراهقات
في كندا يبلغ عدد المواليد لأمهات مراهقات 9 لكل 1000 امرأة للفئة العمرية ذاتها. ويرى مراقبون أن معدل حمل المراهقات يتناقص في المحافظات المزدهرة اقتصادياً. وإن المراهقين الذين لديهم فرص متدنية لإنهاء تعليمهم تزداد معاناتهم الاجتماعية والاقتصادية، ويرتبط ذلك بضعف التخطيط للمستقبل وزيادة الولادات في عمر مبكر.
على الرغم من تصنيف نيوزيلندا ضمن البلدان ذات الدخل المرتفع في جميع أنحاء العالم، إلا أنها لا توفر لمواطنيها معرفة غنية عن الجنس الآمن. ويصل عدد المواليد من حمل المراهقات إلى 23 لكل 1000 امرأة. وهو المعدل ذاته التي سجلته روسيا.
وتبقى النسب متدنية في اليابان بمعدل 4 حالات حمل، وبمعدل حالة واحدة في كوريا الشمالية، وبمعدل حالتين في كوريا الجنوبية. وترتفع المعدلات في دول شرق آسيا والمحيط الهادئ ومنها: 83 حملَ مراهقة في بنغلاديش، 71 في نيبال، 63 في الفيليبين، 52 في كمبوديا، 49 في إندونيسيا، 45 في تايلند، 39 في فيتنام، 38 في باكستان، 23 في الهند، 16 في بورما.
القارة الأفريقية... فتيات منهكات وحكومات تتصارع
تتراجع معدلات تعليم الفتيات في غالبية دول أفريقيا لا سيما الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، مع تراجع التنمية عموماً بسبب الفساد والحروب. وتنشغل أغلب تلك الدول بالنزاعات المسلحة التي تشرد سكانها وتهجرهم وتترك الفئات الفقيرة منهم تحت رحمة التشرد في مخيمات تلقي أسوأ آثارها على الأطفال والمراهقين، خصوصاً الفتيات منهم.
أعلى معدلات حمل المراهقات سجلته النيجر، مع 201 حالة لكل 1000 فتاة بين 15 و19 عاماً، في حين سجلت إثيوبيا المعدل الأدنى مع 57 حالة. وتمعن الأزمات الاجتماعية في إبقاء الجهود المبذولة في بعض تلك الدول دون المستوى المطلوب، وليس حمل المراهقات سوى دليل واضح على التراجع في تطبيق اتفاقية حقوق الطفل وغيرها.
وباستعراض معدلات حمل المراهقات، تشير الأرقام إلى: 174 حالة في مالي، 162 في أنغولا، 140 في غينيا، 137 في موزامبيق وساحل العاج، 135 في مالاوي، 130 في تشاد، 118 في تنزانيا، 117 في سيراليون، 112 في غامبيا، 109 في أوغندا، 107 في ليبيريا وبوركينا فاسو، 103 في الصومال، 91 في جمهورية أفريقيا الوسطى، 90 في كينيا، 88 في غينيا بيساو، 82 في بنين، 77 في السنغال، 66 في غانا، و63 في جنوب السودان.
أميركا اللاتينية....تسرب الفتيات من التعليم
يرى صندوق الأمم المتحدة للسكان أن حمل المراهقات مرتبط بالفقر، وعدم المساواة بين الجنسين، والتمييز، وانعدام فرص الحصول على الخدمات، وصورة الفتيات والنساء لدى المجتمع. ويشير إلى أن 20 ألف ولادة لفتاة دون سن 18 عاماً تحصل يومياً في العالم، وفق تقريره عام 2015، 95 في المائة منها في العالم النامي.
ويعتبر الصندوق الأممي أن البرازيل على سبيل المثال، يمكنها زيادة إنتاجيتها بما يعادل 3.5 ملايين دولار، إذا تأخرت المراهقات في الحمل حتى العشرينات من عمرهن. إذ يمكن للفتاة بإذن من أحد الوالدين أن تتزوج بعمر 16 عاماً وتنجب.
ويعتبر خبراء أن التصدي لحمل المراهقات لا يتعلق بالحصول على وسائل منع الحمل والتثقيف الجنسي فقط، وإنما يتعلق بإبقاء الفتيات في المدارس وتوفير فرص أكبر لهن.
ومن معدلات حمل المراهقات في أميركا اللاتينية نجد 97 حالة حمل لمراهقة في الدومنيكان، 89 في كولومبيا، و88 في نيكاراغوا، 80 في غواتيمالا، 79 في فنزويلا، 76 في الإكوادور، 74 في باناما، 70 في بوليفيا، 67 في البرازيل، 65 في السلفادور، 64 في الأرجنتين وهندوراس، 62 في المكسيك، باراغواي 57، 56 في أوروغواي، 48 في بيرو وشيلي، و45 في كوبا.