والدة الأسير أحمد دويكات المحكوم بالسجن مدى الحياة، سلمت نائب مدير وكالة الغوث في منطقة نابلس، محمد الأشقر، رسالة أهالي الأسرى، التي تضمنت نداء إنسانياً عاجلاً للوكالة، والمؤسسات الدولية كافة، أن يتوقفوا عند مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتلبية مطالب الأسرى قبل أن يستشهد أحدهم داخل سجون الاحتلال.
ودعت كافة مكونات اللجنة الوطنية لدعم الأسرى في مدينة نابلس، من خلال الرسالة التي أبرقتها للأمين العام للأمم المتحدة، إلى أن يكون للمؤسسة دور واضح في إجبار الاحتلال الإسرائيلي على الانصياع للقوانين الدولية، وإلزامه بوقف كافة ممارساته المجحفة بحق الأسرى والمتعارضة بشكل صارخ مع القانون الدولي الإنساني، كالعقاب الجماعي والعزل الانفرادي والتغذية القسرية، والتنقلات والاقتحامات المتكررة، والمنع الأمني من الزيارة للأهل، وكثير من الإجراءات التعسفية.
وأشارت الرسالة إلى ضرورة الضغط على الاحتلال من أجل الموافقة على مطالب الأسرى الإنسانية العادلة، وإجبار المحتل على وقف السياسات الظالمة والمخالفة للقانون الدولي الذي يكفل حق المعتقل الفلسطيني بالكرامة والمعاملة الإنسانية كونه أسير حرب. بالإضافة إلى تشكيل لجنة تحقيق أممية للوقوف عن كثب على ما يجري في السجون من انتهاكات جسيمة ترتقي لجرائم الحرب بحق الأسرى.
كما دعت رسالة أهالي الأسرى وكالة الغوث والمؤسسات الدولية إلى إرسال لجان طبية وصحية دولية لمعاينة الوضع الصحي للأسرى لوقف الكارثة الإنسانية والتدهور الخطير في حالات الأسرى المرضى جراء سياسة الإهمال الطبي، كما طالبت بشكل فوري بإجراءات حاسمة وواضحة بمعاقبة "إسرائيل" ومحاسبتها على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني والحركة الأسيرة على وجه الخصوص وفرض عقوبات دولية عليها.
أمام وكالة الغوث، وبعد انتهاء قراءة الرسالة وتسليمها نائبَ مدير الوكالة، تجمعت أمهات الأسرى يرفعن صور أبنائهن يحكين عنهم وعن معاناتهم داخل السجون، إذ تقول والدة الأسير صالح القني والمحكوم مدى الحياة: "24 يوماً وابني صالح مضرب عن الطعام ولا نعرف أي شيء عنه" ثم تبكي، علماً أن الأسير القني مضرب عن الطعام منذ بداية الإضراب في السابع عشر من أبريل/نيسان الماضي.
كذلك أمهات الأسرى اللاتي رافقنها، وبدأن يستصرخن الضمائر الحية، أن يتحركوا من أجل السماح لأمهات الأسرى بزيارة أبنائهن المضربين والاطمئنان عليهم في أسرع وقت ممكن، وتوفير خط اتصال معهم عن طريق المحامين والصليب الأحمر لمعرفة أخبارهم في ظل مواصلتهم الإضراب، وتبدي أمهات الأسرى قلقاً كبيراً على أبنائهن الذين لا يعرفن عنهم إلا القليل من الأخبار.
في السياق، نظمت أمهات الأسرى المضربين، مؤتمراً صحافياً عقد في مدينة نابلس، حملن فيه حكومة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية أي مكروه يصيب الأسرى نتيجة إضرابهم وتعنت إدارة مصلحة السجون في تلبية مطالبهم.
كما طالبت أمهات الأسرى عبر بيان صحافي، القيادة الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها تجاه الأسرى، داعية منظمة التحرير الفلسطينية وسفارتها في كافة البلدان خارج فلسطين، إلى إعطاء قضية الأسرى الأولوية القصوى، ووضع حكومات وشعوب العالم والمنظمات الدولية أمام مسؤولياتهم.
وأشارت أمهات الأسرى إلى أن قضية الأسرى مقدمة على كافة القضايا الحالية، من ضمنها الانتخابات المحلية التي ستعقد السبت القادم، حيث إن اللجنة الوطنية لدعم الأسرى ليست ضد الانتخابات، إلا أنها طالبت مراراً وتكراراً بتأجيلها حتى نهاية معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى ولكن دون جدوى، وفق ما جاء في البيان الصحافي.
ودعت أمهات الأسرى جميع الفصائل الفلسطينية للتحرك بشكل سريع، وتحويل الحراك الشعبي إلى اشتباك في نقاط التماس مع قوات الاحتلال، للضغط على الاحتلال للرضوخ لمطالب الأسرى، مؤكدة أن أوضاع الأسرى لا تبشر بخير، وأن نصرتهم حق وواجب على كل مسؤول ومواطن فلسطيني.