بحسب الأرصاد الجوية، فإن درجة الحرارة في مناطق سيدني وغيرها كانت العليا منذ 80 عاماً، في المقابل، تجمدت مناطق عديدة في شرق الولايات المتحدة وكندا، بتسجيل 39 درجة تحت صفر، خاصة في جبل واشنطن، وهي درجة أدنى من درجات الحرارة في القطب الشمالي.
كما تعرضت أوروبا أيضاً منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إلى موجة من الصقيع والبرد لم تحدث منذ سنوات، وقد تسببت العواصف الثلجية، في شلل الحياة في أكثر من مدينة حول العالم، كبرلين، وغيرها. وبحسب التقارير، فإن سرعة الرياح في أوروبا بلغت 168 كيلومتراً في الساعة، وتسببت العاصفة في انقطاع التيار الكهربائي عن 225 ألف منزل في فرنسا، وعن 27 ألف منزل في بريطانيا، و14 ألف منزل في سويسرا.
أدى هذا التطرف المناخي إلى اختلال التوازن البيئي، وانعكس سلباً على حياة العديد من الكائنات الحية، حيث بدأت تختفي أنواع كثيرة من الأعشاب والطحالب البحرية، وهدد باختفاء العديد من الفواكه والثمار، والأهم أن هناك بعض الحيوانات التي ستصبح منقرضة في حياة أحفادنا.
هذا ما سيحل بنا بسبب الاحتباس الحراري خلال السنوات القادمة، شاهد "الفيديو":
حيوانات منقرضة
تشير الدراسات إلى أن التغير المناخي، ارتفاع درجات الحرارة، من العوامل الرئيسية التي ساهمت في انخفاض أعداد كبيرة من الحيوانات، وقد أدت هذه الظروف إلى انخفاض أعداد الفيلة خاصة فيلة أفريقيا خلال مائة عام لأكثر من 60 في المائة. ووفق تقرير بثته قناة "سي أن أن" الأميركية، فإن عدد الفيلة في أفريقيا بلغ 10 ملايين فيل بداية القرن العشرين، وانخفض العدد إلى 326 ألف فيل فقط في العام 2016. ومن المتوقع أن ينخفض العدد إلى 160 ألف فيل حتى العام 2025. واللافت أنه خلال الأعوام 2007 و2014، انقرض نحو 140 ألف فيل.
كذلك الأمر بالنسبة للأسد الأفريقي، وبحسب منظمة جمعية حفظ الحياة البرية، فإن هذه الفصيلة من الأسود ستنقرض في العام 2050. كما أن هناك 6 فصائل من أصل 8 فصائل من الدببة، مهددة أيضاً بالانقراض خلال سنوات. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الحيوانات البحرية، مهددة أيضاً بالانقراض، بسبب التغير المناخي.
تأثيرات سلبية
تفيد دراسة نشرت في مجلة تغير مناخ الطبيعة العام الماضي، بأن التنوع البيولوجي حول العالم سيتأثر بشكل كبير إذا ارتفعت درجة الحرارة أكثر من درجتين مئويتين، وقام فريق دولي من الباحثين بالنظر إلى تأثير ارتفاع درجة الحرارة على نحو 50 ألف نوع من الأنواع الشائعة من النباتات والحيوانات.
وتبين من خلال الدراسة، أن نحو 34 في المائة من أنواع الحيوانات و57 في المائة من النباتات ستفقد أكثر من نصف النطاقات المعيشية الحالية الخاصة بها.
كما تشير تقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية، إلى أن قياس الآثار الصحية المترتبة على تغيّر المناخ يمكن أن يكون تقديرياً بدرجة كبيرة. وعلى الرغم من ذلك، فقد خلصت التقديرات التي أجرتها المنظمة، إلى أن تغير المناخ قد يتسبب في وفاة ما يقرب من 250 ألف حالة إضافية سنويا بين عامي 2030 و2050، وتعرض 38000 حالة من كبار السن لحالات مرضية ووفاة بسبب درجات الحرارة المرتفعة، كما سيصاب نحو 48000 بالعديد من الأمراض، منها الإسهال، وسيتسبب التغير المناخي أيضاً في ارتفاع نسب المصابين بمرض الملاريا، حيث تصل النسبة إلى 60000 وفاة خلال 2030 و2050.
وداعاً أيضاً للقهوة والشوكولاتة
لمحبي القهوة والشوكولاتة، إليكم ما لا يسركم. بسبب التغير المناخي، فإن هاتين السلعتين مهددتان أيضاً بالاختفاء خلال السنوات المقبلة. وكانت صحيفة "التايمز البريطانية"، قد نشرت دراسة تؤكد أنه خلال سبعين عاماً ستختفي نبتات البن، وأشجار الكاكاو المصدر الرئيسي للشوكولاتة من كوكب الأرض.
2017 عام الكوارث
يعتبر العام 2017 من أسوأ الأعوام لارتفاع نسب الكوارث المناخية في مناطق عديدة حول العالم، وتسببت هذه الحوادث في خسائر كبيرة، بلغت مئات الملايين من الدولارات، وبحسب الأرقام المعلنة، فإن تكلفة الخسائر بلغت نحو 300 مليار دولار، بنسبة ارتفاع بلغت 63 في المائة عن العام 2016. في الولايات المتحدة، وصلت خسائر إعصاري هارفي وإرما العام الماضي إلى 290 مليار دولار.