أليكس سالموند... زعيم الاستقلال الاسكتلندي

17 سبتمبر 2014
يدعو سالموند دائماً لتحقيق "الحلم الاسكتلندي في الاستقلال"(مات كاردي/Getty)
+ الخط -
على خلاف قواعد الأعراف السياسية البريطانية العريقة، لم يرث الزعيم القومي الاسكتلندي أليكس سالموند السياسة عن أب أو جد، بل اخترق المسرح السياسي البريطاني من أبوابه الخلفية، بعد أن ظهر اهتمامه السياسي منذ نعومة أظافره. كان الطفل سالموند، يجلس في حضن جده ليستمع إلى قصص تمجّد التاريخ الاسكتلندي. ورث الطفل نزعاته الانفصالية من جده، وحملها في صدره شاباً في جامعة "سان أندروز". يقول صديق عمره بيتر برانسكيل، إن أليكس الشاب كان يطوف الأحياء والشوارع، حتى في أيام الشتاء القارس، مبشّراً باسكتلندا المستقلة، وداعياً إلى العمل من أجل تحقيق الحلم الاسكتلندي في الاستقلال.
 

التحق سالموند بالحزب القومي الاسكتلندي في السبعينيات من القرن الماضي، وانتُخب في عام 1987 نائباً في البرلمان البريطاني عن دائرة "باناف وبوشان" في الساحل الشمالي الشرقي من اسكتلندا. ولما كان الحزب القومي الاسكتلندي حزباً صغيراً، كان سالموند واحداً من ثلاثة نواب فقط يمثلون الحزب في برلمان لندن الذي يضم 650 نائباً.

في سنوات عمره الأولى في البرلمان اشتهر الرجل بروحه المرحة، رغم أنه لم يكن يفوت فرصة لمهاجمةرئيسة الحكومة البريطانية مارغريت تاتشر وسياسات حزب المحافظين، كما كان يُلحّ على تذكير سامعيه ب،"استغلال لندن لخيرات اسكتلندا النفطية"، وتهميش حكومات لندن للمناطق النائية، حيث يشقى المزارعون والحرفيون والصيادون لكسب قوت يومهم.

وكان دائماً ما ينادي بشعارات من قبيل "حرية اسكتلندا للتصرف بخيراتها وتقرير مصيرها". وكانت كلماته تلاقي تجاوباً كبيراً في عقول وقلوب الاسكتلنديين الذين عانوا من انهيار صناعتهم بسبب سياسات تاتشر وحكوماتها.

أصبح سالموند رئيساً للحزب "القومي الاسكتلندي" في عام 1990، ومنذ ذلك التاريخ بدأ الحزب يعزز مكانته على الخارطة السياسية البريطانية والاسكتلندية. في عام 1997 نجح الحزب في إيصال ستة نواب إلى البرلمان البريطاني.

تخلى الرجل عن قيادة الحزب في عام 2000، ولكنه سرعان ما اضطر إلى العودة في عام 2004. وفي عام 2011 استطاع الزعيم القومي أن يكتسح أغلبية المقاعد في البرلمان الاسكتلندي، وهو الأمر الذي جعله يكسب الرهان بجعل مسألة استقلال اسكتلندا أقرب إلى الحقيقة منها إلى الحلم.

حتى أن بعضهم قال إن أليكس سيصبح عاطلاً عن العمل، سواء تحقق حلمه أو تبدد، بعد الثامن عشر من سبتمبر/أيلول، موعد الاستفتاء على استقلال اسكتلندا، لأن الرجل لا يتقن شيئاً غير الحديث عن استقلال اسكتلندا.

ويقول المعلقون إنه مهما اختلفت مع الرجل أو اتفقت معه، لا يمكنك إلا أن تُقدّر مسيرته السياسية وإنجازاته. على المستوى الشخصي، هو عنيد، محافظ في حياته الشخصية والعائلية، مشهور بابتسامته العريضة، وخفة دمه، وحميمية علاقته بالصحافة والإعلاميين. ويقول أحد أصدقاء طفولته وشبابه، إن أليكس مثابر في عمله، ولديه شغف غير محدود بالسياسة، ولكنه غير مستعد لسماع وجهة نظر الآخرين. يحب الحوار مع الآخرين، لكنه لا يرغب في الاستماع إليهم.

يقف سالموند اليوم، على أعتاب عقده السابع وعلى حافة مصير إما أن يجعل منه زعيماً قومياً يدخل التاريخ من أوسع أبوابه بعد تحقيق حلم طفولته، وربما حلم جده في ولادة اسكتلندا مستقلة، أو تتهاوى كل أحلامه، ويسدل الستار على مسيرته السياسية التي استمرت ما يقارب الأربعين عاماً، ومعها يسدل الستار على حلم استقلال اسكتلندا حتى إشعار آخر أو ولادة أليكس سالموند جديد.

المساهمون