ألمانيا عن المحاكمة السعودية بقضية خاشقجي: افتقرت للشفافية

09 سبتمبر 2020
من تظاهرة في برلين تطالب بالقصاص من قتلة خاشقجي(عبد الحميد حصباس/ الأناضول)
+ الخط -

أعلنت الحكومة الألمانية، اليوم الأربعاء، أن سير المحاكمة التي أجرتها المحكمة الجزائية السعودية، بشأن قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، افتقر للشفافية.

جاء ذلك ردًا على سؤال طرحته "الأناضول"، على المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا أديباهر، خلال مؤتمر صحافي عقدته، في المركز الصحافي الفدرالي بالعاصمة برلين. وأوضحت أديباهر أن الخارجية الألمانية لم تتمكن من متابعة قضية مقتل خاشقجي في السعودية، ولم تحصل على أي معلومة بحق المدانين.

وأضافت: "سير القضية لم يكن شفافا، ما زالت هناك أسئلة تحتاج إلى أجوبة وتوضيح". ولفتت إلى أن الخارجية تتابع القضية وتنتظر تصريحا بشأن الحادثة، مشيرة إلى وجود دعوى قضائية بشأن مقتل خاشقجي في تركيا.

ولأن ألمانيا تعارض عقوبة الإعدام، رحبت أديباهر بعدم إصدار حكم الإعدام على المتهمين.

والإثنين، تراجعت محكمة سعودية بشكل نهائي عن أحكام الإعدام التي صدرت بحق مدانين في قضية خاشقجي، الذي قتل في إسطنبول قبل نحو عامين، مكتفية بسجن 8 أشخاص بأحكام متفاوتة بين 7 -20 عاماً، وغلق مسار القضية.
 

وتحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في افتتاحيتها الثلاثاء، عن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي ينتظر أن يكون أول قائد عربي يستضيف قمة لـ مجموعة العشرين في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ما زال يُنظر إليه في عدد من دول المجموعة على أنه شخص منبوذ بسبب قصفه العسكري الممنهج لأهداف مدنية في اليمن، وقمعه الوحشي لمنتقديه المحليين.

وتذكر الصحيفة أنه من هنا جاءت خطوة جديدة الإثنين في سياق محاولات بن سلمان لتبييض سمعته، مع صدور الحكم بحق ثمانية أشخاص دينوا بقتل وتقطيع جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

وتقول الصحيفة إن الحكم المفترض الصادر عن محكمة في الرياض كان يفتقر تماماً للشفافية، حيث إنه لم يتمّ الإبلاغ عن هويات المدانين، ولا تفصيل الجريمة التي ارتكبوها، كما تمّت تبرئة كلّ من أحمد العسيري وسعود القحطاني، المسؤولين الكبيرين في السعودية، اللذين حدّدهما المدّعي العام السعودي بأنهما معدّا فريق الاغتيال الذي استهدف خاشقجي، والمؤلف من 15 عضواً.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كان المدانون، الذين قيل إنه تمّ الحكم عليهم بالسجن بين 7 و20 سنة، هم في الواقع مسجونون.

ووصفت المقرّرة الأمميّة الخاصّة المعنيّة بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أغنيس كالامارد، الإثنين، الأحكام المعلنة بأنها محاكاة ساخرة للعدالة، لأن المسؤولين الكبار الذين خططوا لعملية قتل خاشقجي بُرئوا من البداية. وقالت الصحيفة إن هذه الأحكام لم تكن لإرضاء كالامارد، بل تهدف لتأمين "غطاء" للقادة الديمقراطيين مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بشكل يسمح لهم بتشريف بن سلمان بحضورهم إلى الرياض، وبذلك لا يَبدو أنهم يتغاضون عن قتل صحافي مشهور بدم بارد.