وقالت ناليس من برلين، إنها تريد أن تفسح المجال لإمكانية تنظيم الخلافة لكلتا الوظيفتين بطريقة منظمة، وإنها ستشرح الإثنين موقفها من الاستقالة. وتابعت ناليس: "المناقشات داخل الكتلة، والعديد من ردود الفعل ومن مسؤولين حزبيين، تفيد بأن الدعم اللازم لأداء واجبي لم يعد موجودا"، وأملت بأن ينجح الاشتراكيون الديمقراطيون في إعادة بناء الثقة والاحترام المتبادل، علما أنه ولغاية الآن ليس هناك من توجه لأن تترشح أي شخصية لمنافستها رغم الانتقادات التي تطاولها، والأزمة داخل الاشتراكي باتت مفتوحة على مصراعيها.
وفي هذا الإطار، اعتبر محللون أن ناليس لمست جدية في خسارتها لكتلة الحزب والتصويت ضدها، وهي أصبحت في عين العاصفة ولن تنجو منها مع استمرار الأمور على هذا الوضع لهذا قررت الانسحاب.
انتكاسة الحزب الاشتراكي الديقراطي في الانتخابات الأوروبية، وخسارته الانتخابات البلدية في معقله التاريخي ولاية بريمن التي حكمها بالائتلاف مع الخضر لعقود من الزمن، أحدثتا اهتزازات داخل الحزب العريق، وصار هناك ما يشبه شبه انتفاضة في وجه زعيمة الحزب ناليس وتشكيك بقدرتها على القيادة، رافقهما نزيف حاد وتسرب للمناصرين إلى الأحزاب الأخرى وبالأخص الخضر، إذ أفادت التقارير بأن الاشتراكي خسر في الانتخابات الأوروبية الأحد الماضي أكثر من مليون صوت لصالح الخضر، كما مني الاشتراكي بخسارة مدوية بعد تراجعه 12 نقطة عن انتخابات العام 2014، ولم يحصل إلا على ما نسبته 15% من الأصوات، ما يؤشر إلى أن الأحزاب التقليدية تترنح، وباتت ألمانيا أمام صبغة حزبية خضراء وزرقاء، لوني حزب الخضر والبديل اليميني الشعبوي.
وينظر خبراء في الشؤون السياسية الألمانية إلى تلك المستجدات كمؤشر على أن الحزب الاشتراكي يعاني من أزمة وجودية. ويبدو أن هناك توجها للملمة صفوفه في المرحلة الحالية والتحضير لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر/أيلول من العام الحالي في ثلاث ولايات يتمتع فيها حزب البديل من أجل المانيا بحضور قوي، بينها سكسونيا وبراندنبورغ، هذا عدا عن المطالبات بالانسحاب من الائتلاف الحاكم مع الاتحاد المسيحي، لأن الاشتراكي استهلك رصيده السياسي كاملا أمام ناخبيه بالتركيز على ملف العدالة الاجتماعية والتقاعد من دون أن تتحسن أرقامه بصورة واضحة في استطلاعات الرأي. وكان المستفيد الأكبر الخضر والليبراليون، وذلك بتركيزهم على الرقمنة والبيئة وحماية المناخ، وهذه الموضوعات هي محل استقطاب لفئة الشباب.
وعن الانسحاب من الائتلاف الحاكم، اعتبر رئيس الحزب الاجتماعي المسيحي ماركوس سودر في حديث مع مجلة "فوكس" أن البعض داخل الاشتراكي يريد إلغاء الائتلاف، وبات على الاشتراكي أن يقول بصدق كيف تسير الأمور.
ومن المخطط أن يصوت أعضاء الحزب، بعد ظهر الثلاثاء، على زعامة الكتلة البرلمانية خلفا لناليس بعد الأداء الضعيف للحزب، علما أن الزعيم السابق للاشتراكي مارتن شولتز قال اليوم الاحد لـ"دي فيلت"، إنه ولأسباب شخصية لا يعتزم الترشح لمنافسة ناليس على منصب زعامة الكتلة، فيما لم يعد مستبعدا أن يقدم في وقت لاحق ترشيحه لزعامة الحزب.
تجدر الإشارة إلى أن ناليس وصلت إلى زعامة الحزب في إبريل/نيسان 2018، وتقود كتلة الاشتراكي في البوندستاغ منذ العام 2017.