وقال غندور "الحافلات التي تقل المسلحين تحركت باتجاه إدلب (شمال غرب)"، مشيراً إلى أن الـ620 مقاتلاً يتضمنون 420 مقاتلاً من معضمية الشام و200 آخرين نزحوا إليها من مناطق مجاورة هي داريا وكفرسوسة والمزة، بالإضافة إلى عائلاتهم.
وأوضح الناشط الإعلامي لدى "المركز الإعلامي لمدينة معضمية الشام" محمد نور، لـ"العربي الجديد"، أنّ "اليوم في المعضمية، لا مشهد يعلو فوق مشهد الوداع والدموع على فراق الأرض والأهل".
وأشار إلى أنّه "منذ ساعات الصباح قام الأهالي بإنشاء سد بشري على مدخل المعضمية في محاولة منهم منع الشباب من المغادرة، وبعد أكثر من ساعة تم إطلاق عدة أعيرة نارية في الجو وفض الأهالي ليكمل الشباب طريقهم إلى الحافلات".
وأضاف أنّ "الحافلات موجودة على مدخل مطار المزة العسكري حيث تقل الشباب وعائلاتهم"، لافتاً إلى أنه "حتى الساعة 12 ظهراً تقريباً، خرج من المعضمية أكثر من 20 باصاً، وفي كل باص 55 راكباً، ما يعني أن العدد الإجمالي حتى اللحظة بلغ 1100 شخص، في حين ما زالت الباصات تتوافد".
وأوضح أن "العدد الذي كان مقرراً خروجه من المدينة نحو 1900 شخص، إلا أن هناك أشخاصاً تراجعوا عن خيار الخروج اليوم، وقرروا البقاء، إضافة إلى النازحين من داريا وكفرسوسة الذين كانوا في المدينة ويصل عددهم إلى نحو ألف شخص".
من جهته، اكتفى عضو لجنة المفاوضات في معضمية الشام محمود الخطيب، بالقول لـ"العربي الجديد"، إنّه "يوم حزين يمر على المعضمية، وعملية الخروج ستستغرق وقتاً طويلاً، وليس بالإمكان تحديد العدد النهائي، حيث هناك من تراجع عن الخروج ويريد أن يبقى في مدينته".
ويعيش في معضمية الشام أكثر من 45 ألف شخص تحت حصار خانق منذ نحو العام، سبقه حصار جزئي وقصف وقنص على مدار الأعوام الأربعة الماضية. واستناداً إلى الاتفاق الأخير، وعقب الانتهاء من عملية التهجير ستعود مؤسسات الدولة المهيمن عليها النظام إلى المدينة.
وسبقت داريا وقدسيا والهامة مدينة المعضمية باتفاقات مشابهة، ويتوقع أن تلحق بها العديد من المناطق المحاصرة في دمشق وريفها، جراء الحصار وانقطاع الدعم، تحت أنظار المجتمع الدولي ومنظماته.