ألعاب خطيرة في العيد

05 يوليو 2016
تشتري الألعاب من أحد الأسواق الشعبية (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
يزيد الإقبال في تونس عادةً على محال الألعاب قبل العيد وخلاله. ودائماً ما يجد المواطنون أسواقاً موازية تباع فيها مئات الألعاب بأرخص الأسعار. وفي العيد، غالباً ما تباع الألعاب البلاستيكية التي على شكل أسلحة والمفرقعات، علماً أن القانون يمنع استيرادها وتوزيعها. مع ذلك، تجدها في غالبية الأسواق التونسية.

بطبيعة الحال، يلجأ الفقراء إلى شراء هذه الألعاب كونها رخيصة، على الرغم من التحذيرات المستمرّة من مصالح الصحة، وتسجيل مئات الإصابات سنوياً بسببها. كان الطفل حمد سيف المولهي قد أصيب في عينه اليمنى عام 2014، بسبب أحد المسدسات التي تباع في العيد، وتطلق كرات بلاستيكية صغيرة. أجرى عملية جراحية لها لكنّه فقد البصر. تقول والدته كريمة الصالحي إنّ ابنها أصيب خلال اللعب مع أحد أصدقائه في الحي. وعلى الرغم من إجراء عملية جراحية وإخراج الكرة الصغيرة، إلا أنّه فقد البصر.

من جهتها، تقول مفيدة عبد الرحمن إنّ ابنها قد تعرّض لحروق في يديه وقدميه جرّاء اللعب بالمفرقعات، متابعة أن "إبن الجيران تتضرّر أيضاً منها". تشرح أن "حروقهما لم تكن بسيطة، بل أدت إلى تشوّهات في الجلد".

في هذا الإطار، تقول طبيبة العيون أحلام فرحات لـ "العربي الجديد" إنه سنوياً، يأتي إليها كثيرون، تحديداً في أيام العيد، جراء إصابتهم بـ "الفوشيك" (الألعاب النارية)، أو المسدسات البلاستيكية. تلفت إلى أنها في العيد، تستقبل خمس حالات يومياً، مضيفة أن "خطورة الإصابات تتفاوت، لكنها تصل في بعض الحالات إلى حدّ فقدان البصر". تضيف أن الإصابات المسجلة بسبب الألعاب النارية لا تؤثر على العين فقط، بل تسبب حروقاً على مستوى الوجه واليدين. وقد سجّلت إصابات لدى بعض الكبار أيضاً، الذين أصيبوا بطلقات أثناء لعب الأطفال.



بدوره، يوضح رئيس مصلحة السلامة في مختبر لمراقبة جودة الألعاب التابع لوزارة التجارة، أحمد بالشيخ، أنّ "غالبية الألعاب التي تباع في السوق التونسيّة بشكل خاص، تشكّل خطراً على الأطفال. كما أن أكثر من نصف تلك الألعاب التي تحلّل في المختبر غير مطابقة للمواصفات والشروط المطلوبة"، محذراً من أن بعضها يشكل خطراً على سلامة الأطفال. يضيف أنه على أبواب عيد الفطر، يكثر الإقبال على شراء ألعاب الأطفال.

ويشير إلى "أننا نحلّل العينات التي تصل من وزارة التجارة قبل توزيعها على المتاجر الكبرى أو محال بيع الألعاب"، مضيفاً أنّ "غالبية الألعاب المستوردة من الصين لا تتضمّن أي معلومات أو نصائح للاستعمال، باستثناء نسبة قليلة منها وهي الموجودة في المتاجر الكبرى، خصوصاً أنها تخضع لرقابة مستمرة".

من جهتها، حذّرت وزارة الصحة الأهالي من شراء بعض الألعاب، خصوصاً تلك التي تشبه الأسلحة النارية والقاذفات وغيرها. ويشير مدير الوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية للمنتجات حمادي دخيل إلى أنّ "الأطفال يستخدمون سنوياً نحو 10 آلاف لعبة خاصة، منها الأسلحة البلاستيكية والمسدسات، بالإضافة إلى 24 ألف خرطوشة بلاستيكية، وأكثر من 30 ألف قطعة ألعاب نارية، ونحو 600 سلاح ليزر". ويلفت إلى أن هذه الألعاب تنتشر في الأسواق الموازية، التي عادة ما تلجأ إلى البضائع المهرّبة عبر الحدود التونسية ــ الجزائرية، أو المستوردة من الصين بنسبة 90 في المائة. ويشير مدير الوكالة إلى أنه يتمّ تسجيل نحو 25 حادثاً خطيراً في العيد، نتيجة الألعاب الخطيرة وغير المراقبة.

تجدر الإشارة إلى أن غالبية تلك الحوادث هي نتيجة الألعاب النارية التي تسمّى "الفوشيك" في تونس، وذلك على الرغم من إحباط عشرات عمليات التهريب سواء من الحدود الجزائريّة أو الليبية، وحجز آلاف القطع، آخرها إحباط تهريب نحو 56 ألف قطعة منذ أيام قليلة في محافظة قابس في الجنوب التونسي، بالإضافة إلى حجز كميات كبيرة تباع خلسة في غالبية الأسواق الشعبية.

دلالات