تناول الصحافي الشهير ألان غريش في مقال له بموقع صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الشهرية، بتاريخ 17 أغسطس/آب افتتاحية لمدير صحيفة "ليبراسيون"، بتاريخ 14 أغسطس/آب، وكانت بعنوان "ما تخفيه دعوة حركة بي دي اس لمقاطعة إسرائيل". وفنّد غريش مغالطات لورون جوفرين، وأكد أن إسرائيل اليمينية تتجه حثيثاً نحو حل الدولة الواحدة: دولة الأبارتهايد.
وقد تداولت وسائل الإعلام، ومن بينها موقع "ميديا بارت" الإعلامي، ووسائل التواصل الجماهيري، ردّ ألن غريش على مدير صحيفة "ليبراسيون"، المعروفة، من بداياتها الأولى، بميولها الصهيونية.
في بداية افتتاحية لورون جوفرين نقرأ: "إن الاعتدال يكون خادعاً في بعض الأحيان"، وهذه "الأحيان" تكشف نيات الصحافي الفرنسي الكبير. ولكن بعد أن اعترف، على مضض، بأن نشطاء بي دي اس (BDS) اختاروا الطريق السلمي في مقاومة تصرفات الحكومة الإسرائيلية التي تمعن في احتلال الضفة الغربية، بحيث ستجعلها، في المستقبل، غير قابلة للحل ولا للتفاوض: "الحكومة الإسرائيلية تتبع سياسة احتلال لا أساس قانونياً لها"، وكذلك في توسيع المستوطنات في هذه الأراضي المحتلة، سرعان ما عاد لتوجيه سهام النقد لهذه الحركة السلمية وإدانتها: "إن المقاطعة التي لا تعرف التمييز بين كل البضائع والمنتجات الإسرائيلية، من نتائجها الأولى معاملة جميع مواطني إسرائيل على قدم المساواة ومعاقبة الإسرائيليين بمن فيهم الذين يؤيدون السلام".
ويُعقّب ألان غريش على هذا التحليل ساخراً: "إنه تبرير غريب. إذ حين كانت تنتظم حملة مقاطعة دولة جنوب أفريقيا، كانت حكومة هذا البلد تفسر بأن الأمر سيعاقب السود. وحين تؤيد صحيفة ليبراسيون العقوبات المتخذة ضد روسيا أو إيران، ألا يتمّ وضع من يساند النظامين ومن يُعارضهما في خانة واحدة؟"، وحتى يبرر الصحافي جوفرين هذا الموقف يؤكد: "لا يمكن أن نشبّه إسرائيل بديكتاتورية لا قيمة للرأي العام فيها".
وهنا يستشهد ألن غريش بمقال الصحافي الفرنسي بنجامان بارث في صحيفة لوموند، بتاريخ 12 أغسطس/آب ويقول فيه: "لقد جنح الرأي العام الإسرائيلي، خلال 20 سنة، نحو اليمين. وأمّا اليسار الإسرائيلي، وبسبب مشاركته في حكومات يقودها الليكود، تحت رعاية شارون ونتنياهو، فقد قطع الغصن الذي كان جالساً عليه". ويعلق عليه غريش بالقول: "إن قسماً لا يُستهانُ به من الرأي العام الإسرائيلي يُصوّت لأحزاب اليمين المتطرف، ذات النزوع الفاشي، وهي أحزابٌ كانت ستتعرض للمقاطعة، لو أنها وصلت إلى السلطة في أي بلد في الاتحاد الأوروبي، من قبل الدول الأعضاء".
ويُعقّب ألان غريش على هذا التحليل ساخراً: "إنه تبرير غريب. إذ حين كانت تنتظم حملة مقاطعة دولة جنوب أفريقيا، كانت حكومة هذا البلد تفسر بأن الأمر سيعاقب السود. وحين تؤيد صحيفة ليبراسيون العقوبات المتخذة ضد روسيا أو إيران، ألا يتمّ وضع من يساند النظامين ومن يُعارضهما في خانة واحدة؟"، وحتى يبرر الصحافي جوفرين هذا الموقف يؤكد: "لا يمكن أن نشبّه إسرائيل بديكتاتورية لا قيمة للرأي العام فيها".
وهنا يستشهد ألن غريش بمقال الصحافي الفرنسي بنجامان بارث في صحيفة لوموند، بتاريخ 12 أغسطس/آب ويقول فيه: "لقد جنح الرأي العام الإسرائيلي، خلال 20 سنة، نحو اليمين. وأمّا اليسار الإسرائيلي، وبسبب مشاركته في حكومات يقودها الليكود، تحت رعاية شارون ونتنياهو، فقد قطع الغصن الذي كان جالساً عليه". ويعلق عليه غريش بالقول: "إن قسماً لا يُستهانُ به من الرأي العام الإسرائيلي يُصوّت لأحزاب اليمين المتطرف، ذات النزوع الفاشي، وهي أحزابٌ كانت ستتعرض للمقاطعة، لو أنها وصلت إلى السلطة في أي بلد في الاتحاد الأوروبي، من قبل الدول الأعضاء".
ثم يبحث جوفرين عن مبرر لآخر للتهجم على حركة "بي دي اس"، ويجده في كونها: "لا تهاجم حركة حماس، والتي تحكم في قطاع غزة، من خلال ممارسة قمع شديد، والتي تستخدم وسائل قاسية في كفاحها، خلافاً للمعاهدات الدولية".
وهنا يتساءل ألان غريش عن السبب الذي يجعل جوفرين يتجاهل التذكير بأنه خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، "شاركت كل المنظمات الفلسطينية، من دون استثناء، في المقاومة"، ويتساءل غريش: "لماذا لا يتطرق جوفرين لممارسات السلطة الوطنية الفلسطينية، التي تنتهك، هي أيضاً، الحقوق البشرية، ولكن في ظل صمت من قبل الدول الغربية؟"، ويضيف غريش: "لماذا لا يتذكر جوفرين الإحصاءات الإسرائيلية التي تتحدث عن مقتل ألف مدني فلسطيني أثناء الهجوم الإسرائيلي على غزة في صيف 2014، مقابل 6 مدنيين إسرائيليين؟"، وبالسخرية المعهودة في مقالات ألن غريش يتساءل: "هل كان لورون جوفرين، سيُدينُ، أثناء حرب الجزائر، حَمَلة الحقائب الذين ساعدوا جبهة التحرير الوطني الجزائرية، والتي كان مناضلوها يضعون قنابل في مقاهٍ؟".
اقرأ أيضاً: أول صحافي يهودي يدخل إيران رسمياً:لا رغبة بتدمير إسرائيل
ولكن غريش يكتشف ويكشف أن جوهر افتتاحية جوفرين ليس في ما تحدَّث عنه سابقاً، بل في ما سيأتي: "إنّ ميثاق "بي دي اس" يشدد على العودة اللا مشروطة للاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم الأصلية"، وهذه العودة يرى جوفرين أنها: "تجعل يهودَ إسرائيل أقلية في الدولة التي أنشأوها، والتي اعترفت الأمم المتحدة بحق وجودها".
وهنا يتساءل ألان غريش عن السبب الذي يجعل جوفرين يتجاهل التذكير بأنه خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، "شاركت كل المنظمات الفلسطينية، من دون استثناء، في المقاومة"، ويتساءل غريش: "لماذا لا يتطرق جوفرين لممارسات السلطة الوطنية الفلسطينية، التي تنتهك، هي أيضاً، الحقوق البشرية، ولكن في ظل صمت من قبل الدول الغربية؟"، ويضيف غريش: "لماذا لا يتذكر جوفرين الإحصاءات الإسرائيلية التي تتحدث عن مقتل ألف مدني فلسطيني أثناء الهجوم الإسرائيلي على غزة في صيف 2014، مقابل 6 مدنيين إسرائيليين؟"، وبالسخرية المعهودة في مقالات ألن غريش يتساءل: "هل كان لورون جوفرين، سيُدينُ، أثناء حرب الجزائر، حَمَلة الحقائب الذين ساعدوا جبهة التحرير الوطني الجزائرية، والتي كان مناضلوها يضعون قنابل في مقاهٍ؟".
اقرأ أيضاً: أول صحافي يهودي يدخل إيران رسمياً:لا رغبة بتدمير إسرائيل
ولكن غريش يكتشف ويكشف أن جوهر افتتاحية جوفرين ليس في ما تحدَّث عنه سابقاً، بل في ما سيأتي: "إنّ ميثاق "بي دي اس" يشدد على العودة اللا مشروطة للاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم الأصلية"، وهذه العودة يرى جوفرين أنها: "تجعل يهودَ إسرائيل أقلية في الدولة التي أنشأوها، والتي اعترفت الأمم المتحدة بحق وجودها".
"إنه منطق غريب"، يقول غريش: "لأنه في كل حالات الحرب الأخرى، تدافع الأمم المتحدة عن حق اللاجئين، والذين غادروا أو طُرِدوا من بيوتهم، في العودة إليها؛ الكرواتيون في صربيا، والصرب في كرواتيا، إلخ. وفي ما يخص الفلسطينيين، فإن هذا الحق اعترف به قرارٌ تم التصويت عليه من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 1948، وقبلت به إسرائيل (لأنه كان شرطاً لانضمامها للأمم المتحدة)".
ويتساءل غريش عن المبدأ الذي سيتم على ضوئه رفض تنفيذ حق الفلسطينيين (الذين سيكون لديهم الحق في الاختيار بين العودة أو التعويضات): "هل باسم الهوية اليهودية؟"، ويكشف غريش أن سبب رعب جوفرين هو "خشيته من حل الدولة الواحدة على أراضي فلسطين التاريخية". وكي ينزع جوفرين المصداقية عن كل من يؤيد هذا الحل، يدّعي أن "حركة بي دي اس تلتحق، تحت ستار حركتها القانونية والسلمية، بالحركات المتطرفة، وبشكل خاص حركة حماس، والتي تقول بالدولة الواحدة"، وهنا يكتب غريش، ساخراً: "كان على جوفرين أن يُحدّد أنَّ مَن يُساهم، اليوم وعلى الأرض، وبشكل فعّال، في خلق دولة واحدة ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط، إنما هي الحكومةُ الإسرائيلية، والتي يدعمها الرأي العام الإسرائيلي، بشكل واسع".
ويرى غريش أن أهم شيء في افتتاحية جوفرين هو "غياب تصوّره عن حل الدولتين الذي يتمناه". "ما الذي يقترحه جوفرين (وكل الساسة الفرنسيين والمتحكمين في الميديا الفرنسية) لوقف حكومة نتنياهو؟" "لا شيء"، يجيب ألن غريش. "اللهمّ إلا مواصلة "مسار السلام"، والذي لم يَعُد له وجودٌ، والذي يسمح، ببساطة، لإسرائيل، بمواصلة استيطانها وتشييد دولة واحدة في فلسطين، ولكنها دولة مؤسَّسة على التفاوت القانوني والسياسي لسكانها، بكلمة واحدة، دولة أبارتهايد".
ويتساءل غريش عن المبدأ الذي سيتم على ضوئه رفض تنفيذ حق الفلسطينيين (الذين سيكون لديهم الحق في الاختيار بين العودة أو التعويضات): "هل باسم الهوية اليهودية؟"، ويكشف غريش أن سبب رعب جوفرين هو "خشيته من حل الدولة الواحدة على أراضي فلسطين التاريخية". وكي ينزع جوفرين المصداقية عن كل من يؤيد هذا الحل، يدّعي أن "حركة بي دي اس تلتحق، تحت ستار حركتها القانونية والسلمية، بالحركات المتطرفة، وبشكل خاص حركة حماس، والتي تقول بالدولة الواحدة"، وهنا يكتب غريش، ساخراً: "كان على جوفرين أن يُحدّد أنَّ مَن يُساهم، اليوم وعلى الأرض، وبشكل فعّال، في خلق دولة واحدة ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط، إنما هي الحكومةُ الإسرائيلية، والتي يدعمها الرأي العام الإسرائيلي، بشكل واسع".
ويرى غريش أن أهم شيء في افتتاحية جوفرين هو "غياب تصوّره عن حل الدولتين الذي يتمناه". "ما الذي يقترحه جوفرين (وكل الساسة الفرنسيين والمتحكمين في الميديا الفرنسية) لوقف حكومة نتنياهو؟" "لا شيء"، يجيب ألن غريش. "اللهمّ إلا مواصلة "مسار السلام"، والذي لم يَعُد له وجودٌ، والذي يسمح، ببساطة، لإسرائيل، بمواصلة استيطانها وتشييد دولة واحدة في فلسطين، ولكنها دولة مؤسَّسة على التفاوت القانوني والسياسي لسكانها، بكلمة واحدة، دولة أبارتهايد".