لا أحد يعرف كيف يقيّم أداء المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، لكنْ لعلّ الصفة الأكيدة، التي تلتصق به التصاقاً وثيقاً، هي الوقاحة.
يحاول أدرعي مخاطبة العالم العربي عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي. يبدو طريفاً أحياناً، يبدو غبياً أحياناً كثيرة أخرى... ويبدو وقحاً في كل الأوقات. فقبل أيام قليلة، وبينما كانت المواجهات مندلعة بين الفلسطينيين المقدسيين، وبين جيش الاحتلال وبعض المستوطنين، رفع أدرعي على حسابه صورة لجنديين من جنود الاحتلال، واحد منهم يضع منظاراً على عينيه، ويراقب القدس المحتلة. وفوق الصورة كتب: "عيوننا إليك ترحل كل يوم"، مقتبساً أغنية فيروز. هي التفاصيل الصغيرة المزعجة، إزعاج صغير يضاف فوق جرائم الاحتلال.
يفاجئ أدرعي المتلقي، في كل مرة نظنّ أنه بلغ فيها حدّه الأقصى، بأنه ينجح في التفوّق على نفسه: يشارك آيات من القرآن الكريم، يوم الجمعة، يخبرنا أنّه يحب أغاني فيروز يوم الأربعاء، ويوم الثلاثاء مثلاً يتحفنا برأيه عن السلام بين العرب والاحتلال الإسرائيلي. وغالباً ما يأتي حديث السلام هذا، بينما يشيع الفلسطينيون المزيد من الشهداء، أو بينما تُدَكُّ غزة بالصواريخ. المهمّ، أفيخاي أدرعي يلعب لعبة "الطرافة ـ المفاجأة" مع المتلقي العربي: "يقول صديقي المسلم من الضفة الغربية: اللهم صبحهم بما يسرّهم، وكُفّ عنهم ما يضرّهم، ويسّر لهم دروبهم ونوّر بنورك يومهم جمعة مباركة الجميع".
أفيخاي أدرعي قد يحاول جرّ البعض إلى فخ التطبيع، قد يحاول الظهور بمظهر الإسرائيلي الطيب أو الطريف أو المتسامح، لكنّه في النهاية إسرائيلي، هو الإسرائيلي... الوقح.