أفلام "مرسكلة".. أفضل من النسخة الأصلية أحياناً

لا تزال الرؤى الفنية، خصوصًا السينمائية منها، تتكئ على الأسلوب أكثر من القصّة، ونجد عبر استعراض بسيط لكثير من الأعمال السينمائية كثيراً من الاقتباسات للنص الأدبي ذاته، أو إعادة تصنيع لأفلام سابقة، سواءً كانت تحمل ذات القصص بوجوه جديدة أو معالجة مختلفة لأعمال ذاع صيتها سابقًا.

ويبدو واضحًا للعيان كثرة أفلام الرعب التي يُعاد تصنيعها بهدف استغلال تطوّر المؤثرات البصرية، وكذلك نقل أعمال من السينما الآسيوية والأوروبية إلى نظيرتها الأميركية مثل فيلم "عطر امرأة" 1974 الإيطالي و فيلم"Oldboy" 2003 الكوري الجنوبي، والأمر ليس حكرًا على هذه الحالات؛ فيتم التجهيز حاليًا لإعادة تصنيع فيلم "3 idiots" الهندي الشهير بنسخة مكسيكية.

ومع أن بعض الأفلام المعاد إنتاجها للكلاسيكيات الشهيرة خابت على المستويين الجماهيري والنقدي مثل محاولات إعادة إحياء "Breathless" و"12 Angry men"، نرى بين الفينة والأخرى إنتاجًا جديدًا يحصل على الاحتفاء الكبير كما فيلم "The Beguiled" الذي حازت مخرجته صوفيا كوبولا على جائزة أفضل مخرج في مهرجان "كان" الماضي، وفيما يلي قائمة بأربعة عشر فيلمًا تندرج تحت صنف الـ Remake شكلّت مشروعًا فنيًا يستحقّ المشاهدة والاهتمام بما تمثلّه.

Scarface 1983
يعدّ العمل من أيقونات أفلام الجريمة، من بطولة آل باتشينو وإخراج برايان دي بالما، وهو إعادة لفيلم هوارد هوكس عام 1932 الذي يحمل الاسم نفسه، المستند إلى قصّة زعيم المافيا ألفونسو كابوني، ونقل الفيلم الجديد أحداثه إلى ميامي وتمحور حول اللاجئ الكوبي توني مونتانا الذي يصعد في هرمية العصابات موسعًّا نفوذه، واشتهر الفيلم بدمويته ولغته الخادشة، وقد أعد السيناريو أوليفر ستون. ومؤخرًا انتشرت أخبار عن احتمال إنتاج نسخة جديدة في العام المقبل.

The Secret in Their Eyes 2015
هو عملٌ مقتبس من الفيلم الأرجنتيني الشهير الذي حاز أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2009 وهما يحملان الاسم نفسه، النسخة الأميركية من بطولة نيكول كيدمان وجوليا روبرتس، ولم تلق صدىً مشابهًا للفيلم الأصلي حيث تم تغيير النهاية والعبث بخطوط القصة الأصلية.

Cape Fear 1991
يتحدّث الفيلم عن الصراع بين المجرم الخارج حديثًا من السجن، والمحامي الذي كان سبب بقائه في السجن لثمانية أعوام، استنادًا للفيلم الذي يحمل العنوان نفسه، وهو منتج عام 1962 من إخراج جي ثومبسون، كلا الفيلمين اقتباس لرواية "الجلادون". قدّم روبيرت دي نيرو دور الشرير مفتول العضلات بكفاءة ومنح سكورسيزي بعدًا ما ورائيًا للقصة، فقوبل الفيلم بنجاح جماهيري ونقدي.

3-10 To Yuma 2007
فيلم ويسترن من بطولة كريستيان بيل وراسل كرو، وهو إعادة لفيلم بالاسم نفسه عام 1957، يحكي قصّة رجل أصيب في الحرب الأهلية الأميركية تقع على عاتقه إعادة أحد أخطر المطلوبين إلى المحاكمة في يوما وذلك على متن رحلة قطار.

The Fly 1986
عملٌ مقتبس من فيلم يعود إلى عام 1958؛ شكّل الفيلم الجديد ظاهرة في عالم أفلام الرعب وحاز جائزة أوسكار لأفضل ماكياج وتصفيف شعر، يصوّر الفيلم قصّة عالم عبقري ومعتوه في آن معًا، يتشكّل بفعل إحدى تجاربه إلى مسخٌ يجمع بين الإنسان والحشرات.

Insomnia 2002
حشد كريستوفر نولان لهذا الفيلم آل باتشينو وروبين ويليامز وهيلاري سوانك، يتناول الفيلم قصة تحقيق في جريمة قتل مراهقة في شمالي البلاد، وينعكس الأرق الذي يعاني منه المحقّق بعد مقتل شريكه في القضية، وتزداد حدّة الأمور إثر تدخل ضابطة محليّة في محاولة حل القضيتين. الفيلم مستوحى من فيلم نرويجي بالعنوان نفسه عام 1997.

Fistfull of Dollars 1964
فيلمٌ من إخراج سيرجيو ليوني، وهو أوّل بطولة مطلقة لـ كلاينت إيستوود، يعتبر الفيلم بداية نوع الـ Spaghetti Western أي أفلام الغرب الأميركي التي تتبع المدرسة الإيطالية في أسلوب الإخراج، وهي الموجة التي تصدرت الإيرادات في الستينيات. الفيلم هو الأول من ثلاثية الدولارات للمخرج، وتبعه فيلمان For a Few Dollars More والعنوان الأشهر The Good ، The Bad ،and The Ugly. اعتبر الفيلم إعادة إحياء غير شرعي لفيلم Yojimbo للمخرج الياباني آكيرا كيراساوا، وربح منتجو الفيلم الآسيوي القضية.

The Magnificent Seven 1960
فيلمٌ من كلاسيكيات أفلام الويسترن، الفيلم اقتباس للفيلم الياباني الشهير Seven Samurais 1954 للمخرج آكيرا كيراساوا أيضًا، يحكي الفيلم قصّة سبعة مقاتلين يتم استئجارهم لحماية قرية مكسيكية، وصدر العام الماضي فيلم آخر يحاكي القصة ذاتها بالعنوان نفسه، من بطولة دينزل واشنطن من كتابة نيك بيزولاتو مؤلف مسلسل True Detective.

Ocean’s 11 2001
قد يكون أكثر الأفلام شهرة في هذه القائمة، بطولة براد بيت وجورج كلوني وجوليا روبرتس ومات ديمون وكيسي آفليك، يدور الفيلم حول سرقة ثلاثة كازينوهات في الوقت نفسه. وهو نسخة عن فيلم أنتج عام 1960 تحت التسمية نفسها من بطولة فرانك سيناترا ودين مارتين.

True Lies 1994
فيلم حركة بقالب كوميدي، أخرجه جيمس كاميرون وأسندت البطولة لأرنولد شواريزنغر، يتحدّث الفيلم عن رجل يعيش حياة مزدوجة بكونه عميلًا سريًا دون إخبار أسرته، حقّق الفيلم إيرادات كبيرة حول العالم وزاد من الاهتمام بالمؤثرات البصرية التي يتقن كاميرون صناعتها، فيما بقي الأصل الفرنسي la Totale 1991 في الظل بسبب تفوّق النسخة الأميركية.

True Grit 2010
فيلم من اقتباس الأخوين كوين عن فيلم بالتسمية نفسها أنتج عام 1969، ويتمحور حول رحلة فتاة صغيرة في سبيل أخذ الثأر من قاتل أبيها بمساعدة المارشال روستر؛ الفيلم من بطولة جيف بريدجز وهيلي ستاينفلد ومات ديمون، ترشّح لعشر جوائز أوسكار من دون أن يربح أيًا منها.

Floating Weeds 1959
فيلم ياباني للمخرج ياسوجيرو أوزو، أعاد به المخرج صياغة فيلمه A Story of Floating Weeds 1934، وغيّر بعض خطوط القصّة في فيلمه الأحدث، فالأوّل كان فيلمًا صامتًا وصُوّر بالأبيض والأسود، بينما منح استخدام الألوان مزيدًا من الجمالية التي يملكها أسلوب المخرج، ويتحدّث الفيلم عن ممثل جوال يتوقّف لزيارة بيت عشيقته وابنه الذي يجهل وجوده ويظن أنه عمّه.

The Man Who Knew Too Much 1956
بطولة جيمي ستيوارت ودورس داي من إخراج ألفريد هيتشكوك، نالت أغنيته Que Sera، Sera أوسكار أفضل أغنية. أعاد هيتشكوك صناعة فيلمه السابق بالعنوان نفسه الصادر عام 1934، ويقول عن هذه التجربة إن الفيلم الأوّل من صنع هاوٍ مبتدئ أما الثاني فهو صناعة محترف، ويعتبر الفيلم من كلاسيكيات هيتشكوك.

The Departed 2006
يتوغّل الفيلم في حياة الجريمة في جنوب بوسطن، باستعراض حكاية شرطي يعمل متخفيًّا لدى عصابة، وعميل للعصابة في الشرطة، بما يشبه لعبة القط والفأر حتى تخرج الأمور عن السيطرة، من بطولة جاك نيكلسون، مات ديمون، ليونارديو دي كابريو، مارك وولبرغ. نال الفيلم أربع جوائز أوسكار من بينها الأوسكار الوحيد للمخرج مارتين سكورسيزي كأفضل مخرج.