وكان القيادي في "طالبان أفغانستان" المولوي عبيد الله هنر، قد أعلن انشقاقه عن الحركة، مُتهماً زعيم الحركة الملا أختر منصور بالعمالة للاستخبارات الأجنبية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات لاحقة بين الطرفين.
وتفيد التقارير القبلية والأمنية الواردة من إقليم غزنة، بأن المعارك الشرسة التي بدأت بين أنصار منصور وهنر في إقليم بكتيكا قبل أيام، قد امتدت اليوم الأربعاء، إلى إقليم غزنة، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في مديرية ناوي، مما أدى إلى مقتل 30 مسلحاً بينهم قيادي مهم في جماعة أختر منصور، فضلاً عن إصابة عشرات آخرين.
وبينت المصادر عينها، أن من بين القتلى القيادي في طالبان (جماعة الملا أختر منصور) المولوي شمس الله، وأن معظم القتلى من هذه الجماعة، لافتةً إلى أن المعارك متواصلة وأن الطرفين يستخدمان أسلحة ثقيلة وخفيفة خلال المعارك.
وقال أحد سكان غزنة، يدعى عبد السميع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعارك ضارية وقوية، وإن الطرفين يستعدان لقمع الطرف الآخر، وإن الجيوش القبلية الموالية للحكومة استغلت هذه الفرصة، وهاجمت مسلحي طالبان (جماعة الملا أختر منصور) في عدد من المناطق وقتلت ثلاثة منهم على الأقل".
وفي السياق، أكّدت مصادر قبلية أخرى، أن المواجهات العنيفة التي بدأت بين أنصار منصور وهنر قبل أيام في مديرية غومل بإقليم بكتيكا المجاور للحدود الباكستانية في الجنوب، لاتزال متواصلة في فترات متقطعة، وأنها أدت إلى مقتل أكثر من 100 مسلح من الطرفين.
وفي وقت سابق، بثّ القيادي السابق في "طالبان"، تسجيلاً مصوراً اجتمع فيه بمئات من أنصاره، وأعلن من خلاله الانشقاق عن الحركة، مُتهماً الزعيم منصور بأنه يعمل لصالح الاستخبارات الباكستانية، وضد المصالح الأفغانية.
كما توعد الملا هنر وعدد من المتحدثين في التسجيل كل من يعمل لصالح الاستخبارات الأجنبية، على حد تعبيرهم.
وأضاف هنر، أن له أنصاراً في عدد من الأقاليم الجنوبية، وأنهم سيعملون بحزم ضد الملا أختر منصور وكل من يعمل ضد أفغانستان.
ويعد انشقاق هنر هو الثاني في "طالبان"، بعد الإعلان عن وفاة زعيم الحركة الراحل الملا عمر في يوليو/تموز الماضي، حيث انشق آنذاك الملا محمد رسول وقياديون بارزون في الحركة، التي يتزعمها الملا أختر منصور بسبب الخلافات الداخلية، ودارت معارك ضارية بين الجماعتين في أقاليم مختلفة.
وكما تعتبر الانشقاقات الداخلية صفعة قوية في وجه الحركة، إذ أنها أدت إلى تشتت قوة هذه الجماعة المعروفة أيام الملا عمر بالتماسك الداخلي، فهي كذلك تعد عقبة في وجه عملية المصالحة الأفغانية، التي تشرف عليها حالياً بكين وواشنطن، وتشارك فيها كابول وإسلام أباد.
اقرأ أيضاً: أفغانستان: انشقاق في حركة "طالبان"