أفضل عشرة أفلام في مسيرة فاتن حمامة

28 مايو 2016
سيدة الشاشة العربية (Getty)
+ الخط -
لا يوجد ممثلة مصرية امتلكت العدد الضخم من الأفلام السينمائية المهمة مثل فاتن حمامة، لدرجة أن اختيار 10 أفلام فقط هي مهمة صعبة في ذاتها، في ذكرى ميلادها الـ85.


ولكنْ بداخل الرحلة الصعبة هناك 50 عاماً من السينما، وأجيال متتالية من المخرجين والممثلين والكتاب، وحكايات مختلفة في المكان والزمان والشخصيات، ويجمع فقط بين كل هذا فاتن حمامة. نختار هنا أفضل 10 أفلام لها:



(10) أرض الأحلام (داوود عبد السيد – 1993)

آخر أفلام فاتن حمامة في السينما هو فيلم جميل، تقوم فيه بدور سيدة كبيرة في السن ستهاجر إلى أميركا، ولكن في الليلة الأخيرة قبل سفرها تكتشف فقدانها للباسبور، وتخوض رحلة قاهرية غير متوقعة من أجل استعادته، فيلم حميمي للغاية منحته فاتن حمامة الكثير من الثقل، خصوصاً مع التناغم المميز بينها وبين ممثل من جيل آخر مثل يحيى الفخراني.


(9) إمبراطورية ميم (حسين كمال – 1972)

واحد من أجمل الأفلام الاجتماعية التي قدمتها السينما المصرية، فرضية ذكية عن الأسرة الكبيرة التي تقرر إجراء انتخابات داخلية لاختيار المسؤول عنها بدلاً من الأم، ومن خلال شخصيات ومواقف وتفاصيل مختلفة وتصاعد الحدث عن طريق الانتخابات يكتشفون –ونكتشف- الكثير عنهم والكثير بينهم.


(8) المنزل رقم 13 (كمال الشيخ – 1952)

لم تختلف فاتن حمامة كثيراً منذ أن كانت (ممثلة شابة في العشرين) أو (ممثلة عظيمة في الستين)، في كلتا الحالتين كانت تقف بجانب مخرجين جدد وتخوض تجارب ورهانات مختلفة، من أهم تلك الرهانات كان قرارها العمل مع المخرج كمال الشيخ –الذي سيكون فيما بعد من أهم مخرجي مصر- في عمله الأول، الإثارة النفسية المختلفة عما كان يقدم في مصر حينها، عن الطبيب النفسي الذي يستغل مريضا عنده لتنفيذ جريمة عن طريق تنويمه مغناطيسياً، ووجود فاتن حمامة كبطلة كان سبباً لإنتاج الفيلم من الأصل.


(7) نهر الحب (عز الدين ذو الفقار – 1960)

ثلاثي هذا الفيلم (فاتن حمامة.. عمر الشريف.. المخرج عز الدين ذو الفقار) هو ثلاثي أيضاً في الحياة الحقيقية، حيث كانت "حمامة" متزوجة من "ذو الفقار" قبل طلاقها وزواجها من "الشريف"، وداخل الفيلم يحكون أيضاً عن مثلث حب ثلاثي مقتبس عن رواية أنا كارنينا –في اقتباس مصري ذكي جداً- عن السيدة التي تترك زوجها الكبير في السن وتحب شاباً صغيراً، كل تلك التفاصيل منحت التجربة كلها روحاً مختلفة وفي النهاية أصبح كلاسيكية رومانسية مهمة في السينما المصرية.


(6) الباب المفتوح (هنري بركات – 1963)

رواية لطيفة الزيات التي تعتبر من أكثر الروايات تعبيراً عن المرأة في تاريخ الأدب المصري تقتبس هنا في فيلم رائع، عن ليلى التي تحاول اكتشاف نفسها وما تؤمن بها ومكمن قوتها الداخلية عبر المرور بثلاث قصص حب قبل أن تصل لسلام نهائي. حوار شديد الذكاء وتفاصيل حكاية صادقة، والأهم فاتن حمامة التي تمنح الشخصية كل تقلباتها وعمقها الداخلي.


(5) الحرام (هنري بركات – 1965)

حين عرض هذا الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" عام 1965 وصفه أحد النقاد بأنه "أكثر فيلم يحمل روحاً مصرية شاهده في حياته"، وكان المقصود تحديداً هو مقدار الصدق في نقل تفاصيل الحياة الريفية، والتي لم تأت في فيلم آخر مثلما جاءت في هذا الفيلم. القصة الميلودرامية –المقتبسة عن رواية ليوسف إدريس- عن جنين يجده أهالي قرية في الحقل ويبدؤون في تتبع من هم أهله، ومن خلال ذلك يتساءل الكاتب "ما هو الحرام فعلاً؟ وفي عرف من؟".. تلك القصة كانت نابضة جداً بالحياة مع هنري بركات، وفاتن حمامة في واحدة من ذرواتها الأدائية.


(4) يوم مُر ويوم حلو (خيري بشارة – 1988)

كيف أقنع خيري بشارة فاتن حمامة في الستينيات من عمرها أن تنزل معه إلى منطقة شبرا في القاهرة؟ تتنقل في أماكن التصوير العديدة.. وتخالط الأشخاص الذين يفترض أن تكون شخصيتها في الفيلم منهم؟ وتقوم بتجربة لم تعتد عليها في التصوير بالشارع بتلك الكثافة؟

جانب من الأمر هو استعداد فاتن حمامة نفسها للتجريب وترك نفسها لمخرج من جيل مختلف اكتشف نفسه في تلك المرحلة، ولكن الجانب الآخر هو إيمانها بصدق وجودة هذا الفيلم، والذي خرج متجاوزاً ميلودراميات الفقر المعتادة –والتي قدمتها هي نفسها سابقاً- لصالح صورة حقيقية وقريبة جداً من الحياة وتفاصيلها.


(3) صراع في الوادي (يوسف شاهين – 1954)

يوسف شاهين كان عائداً من أميركا بآمال عظيمة وأفكار كبرى، من ضمنها كان هذا الفيلم الذي يتحرك بطموح تقديم فيلم "نوار" في بيئة مصرية بالكامل، يقرر التصوير في صعيد مصر، وبين الآثار، ويمنح تفاصيل الحكاية ربطاً بالريف والأرض والفلاحين، وتنبع جريمة القتل من هذا (الصراع) وتكون المرة الأولى التي يشاهد فيها المتفرج المصري على شخص بريء يتم إعدامه فعلاً، ثم رحلة الانتقام المشدودة التي تنتهي بأيقونية كأي كلاسيكية سينمائية كبرى. فيلم مهم بحكايته وأثره وتصويره العظيم لأحمد خورشيد، ورغم أن فاتن حمامة ليست ضمن أبرز عناصره (في حضور زكي رستم وفريد شوقي مثلاً) إلا أن قصة الحب بينها وبين عمر الشريف (في الفيلم والحقيقة) من أجمل قصص الحب في السينما.


(2) الليلة الأخيرة (كمال الشيخ – 1963)

سيدة تستيقظ من النوم وتفاجأ بعالم مختلف عما تعرفه، الجميع يعاملها باعتبارها أختها، الزوج والابنة والخدم، وتحاول اكتشاف هل جنت أم أن هناك أسبابا أخرى لما يحدث؟! سيناريو متقن جداً من الكاتب يوسف السباعي، مع ذروة النضج الفني للمخرج كمال الشيخ في أسلوبه وتعامله مع أفلام الوتر المشدود التي يرغب في صنعها منذ بدايته، فيلم لم يصدأ رغم الزمن، ويضاهي أكبر كلاسيكيات هوليوود قيمة من ناحية الجودة والإتقان وخلق الإثارة، مع مباراة تمثيلية ثلاثية لم تتوقف إلا مع تترات النهاية بين محمود مرسي وأحمد مظهر وفاتن حمامة.


(1) دعاء الكروان (هنري بركات – 1959)

حكاية مؤثرة بأثر عاطفي قوي، جمل حوارية صار بعضها جزءاً من الثقافة الشعبية في مصر، مشاهد أيقونية لا تنسى، موسيقى أندريه رايدر الرائعة جداً، التعامل مع تيمَة "الحب .. الانتقام" بشكل ناضج وفي قصة مصرية للغاية، إعطاء الأمر روحاً ملحمية عن طريق صوت "الراوية" ثم ختامه بصوت طه حسين نفسه – وبنفس جملة خاتمة الرواية - وصولاً للنهاية ذاتها التي تُحقق عدالة شاعريّة تَليق تماماً بفيلم كلاسيكي، كلها أشياء جعلت هذا الفيلم خالدا، ولكن قبلها جميعاً كان هناك فاتن حمامة، والتنقلات الكبرى التي تصنعها في شخصية "آمنة" وتقنعنا أحياناً –وبملامح وجهها فقط- بصدق كل ما يحدث.

المساهمون