على بعد 9 أيام من بدء الانتخابات البلدية في فرنسا، جاء المقياس السنوي لصورة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، الذي كان سابقاً يحمل اسم "الجبهة الوطنية"، ليُقدّم أرقاماً سارة للحزب وأنصاره، ومقلقة لمن عداه.
وأظهر تقرير أعدته شركة "كانتار وان بوان"، لصالح صحيفة "لوموند" وإذاعة "فرانس إنفو"، نشرت نتائجه اليوم الجمعة، أنّ 56% من الفرنسيين يعتقدون أنه "يمكن لحزب التجمع الوطني أن يصل يوماً ما إلى السلطة"، في زيادة قدرها 9 نقاط عن السنة الماضية، و16 نقطة خلال عامين.
والملفت أنّ هذه الإمكانية باتت متوقعة، أكثر من أي وقت مضى، بين صفوف الجمهور اليساري نفسه، إذ يرى 57% من المستطلعين بصفوفه أنّه يمكن لليمين المتطرف الوصول إلى السلطة، في زيادة قدرها 15 نقطة عن العام الماضي.
ويرى 51% فقط من المستطلعة آراؤهم أنّ الحزب "يشكّل خطراً على الديمقراطية"، وهو رقم في انخفاض مستمر منذ عدة سنوات، وأقل بـ7 نقاط عن عام 2017.
Twitter Post
|
وكما يكشف التقرير، فإنّ هذه الأرقام تشير إلى "استقرار التجمع الوطني في المشهد السياسي"، وإلى انحسار "شيطنته" نسبياً.
وحذّرت صحيفة "لوموند"، في افتتاحية تعليقاً على هذه الأرقام، من "خطر التعوّد" على الحزب المتطرف وأفكاره في الرأي العام.
وكتبت الصحيفة أنّ هذا التعوّد الذي تعمل رئيسة الحزب مارين لوبان على تكريسه، "يغذي إمكانية" وصول الحزب إلى السلطة، خصوصاً في ظل "الهشاشة" التي تعتري أي صف سياسي يريد أن يشكل حاجزاً أمام وصول اليمين المتطرف إلى السلطة.
Twitter Post
|
وذكرت الصحيفة أنّ ارتفاع نسبة الذين يتوقعون وصول اليمين المتطرف إلى السلطة بين جمهور اليسار، يظهر القطيعة بينهم وبين الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون "الذي لا يبدو لهم الحاجز المناسب" أمام لوبان.
وفي افتتاحيتها، لفتت "لوموند" إلى أنّ نتائج الاستطلاع تحمل تحذيراً جدياً لرئيس الجمهورية، معتبرة أنّ استراتيجيته بأكملها تقوم بالأساس على الفكرة التي تقول إنّ لوبان لن تطأ قدمها عتبة قصر الإليزيه، باعتبار أنّ "جبهة جمهورية" ستنشأ لمواجهة هذا الأمر.
وأضافت الصحيفة أنّ هذا الحاجز ما يزال قائماً فعلياً، لكنه يتآكل بفعل توقعات الناخبين الذين يعتبرون أنفسهم اليوم مثل "يتامى سياسيين".
وأوضحت أنّ نسبة من يرون أن "التجمع الوطني في إمكانه الوصول يوماً ما إلى السلطة" تزايد بشكل خاص في أوساط المتعاطفين مع اليسار، بزيادة 15 نقطة في عام واحد، مؤكدة أنّ هؤلاء في حالة قطيعة مع سياسات الرئيس الفرنسي.