كشف استطلاع للرأي أن الأغلبية العظمى من أعضاء حزب المحافظين في بريطانيا، ترغب بخروج كامل من الاتحاد الأوروبي، بينما لا يرغب 9 من بين عشرة منهم باستفتاء ثان على بريكست.
وأكد استطلاع الرأي، الذي شمل أعضاء الحزب في جميع أنحاء البلاد، أن نحو ربع المستطلعة آراؤهم من قواعد الحزب يرغبون برؤية بريكست مخفف، إذ يريد 25 في المائة البقاء في السوق المشتركة، و27 يرغبون في البقاء في الاتحاد الجمركي.
وكشف الاستطلاع ذاته أن 78 في المائة من أعضاء حزب العمال يريدون استفتاء ثانياً حول بريكست، ونحو 9 من بين كل عشرة يرغبون ببريكست مخفف. وتشكل هذه النسبة من التأييد لاستفتاء ثان ضغطاً على رئيس الحزب، جيريمي كوربن، لتبني هذا المطلب.
ويكشف الاستطلاع، الذي أجرته جامعة الملكة ماري في لندن بعد الانتخابات العامة العام الماضي، حجم الهوة بين أنصار الحزبين الرئيسيين في البلاد. كما يعكس الفروقات الواضحة بين آراء المنتمين لحزب المحافظين، ومنتمي الأحزاب الأخرى حول عدد من القضايا.
على سبيل المثال، وفي ما يتعلق بالاقتصاد، يعتقد 11 في المائة من أنصار الحزب الحاكم أن سياسة التقشف مبالغ فيها مقارنة بنحو 98 في المائة من أنصار العمال، و93 في المائة من أنصار الحزب القومي الإسكتلندي، و75 في المائة من أنصار الديمقراطيين الأحرار.
كما يعتقد 19 في المائة من أنصار المحافظين أن الطبقة العاملة لا تحصل على حصة عادلة من الناتج الوطني، مقارنة بنحو 97 في المائة من حزب العمال، و95 في المائة من أنصار الحزب القومي الإسكتلندي، و79 في المائة من أنصار الديمقراطيين الأحرار.
وتأتي نتيجة هذا الاستطلاع في وقت حذر رئيس الوزراء البريطاني السابق والزعيم السابق لحزب العمال، طوني بلير، من أن يصبح الحزب "خادماً للبريكست" إذا ما استمرت مقاربته الخجولة تجاه الموضوع.
وطالب بلير، الذي يعرف بمواقفه المؤيدة للاتحاد الأوروبي، بأن يتخذ حزب العمال موقفاً واضحاً في معارضته لرغبة الحكومة في الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ويعتقد بلير، في مقال نشره على موقعه الخاص، بأن نتيجة الاستفتاء على الخروج من الاتحاد، الذي جرى عام 2016، غير ملزمة، لكونها لم تحتو أية تفاصيل عن طبيعة المستقبل الذي ينتظر البلاد بعد البريكست، رغم تأكيده على أن القرار يعود في نهاية المطاف للشعب البريطاني.
وبينما هاجم بلير السياسة المتخبطة لوزراء الحكومة المحافظة الحالية حيال البريكست، طالب جريمي كوربن باتخاذ موقف محدد من البريكست، وانتقد السياسة الحالية التي تعتمد على الغموض.
واختتم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق مقاله بالقول إن حزب العمال "يجب أن يكون على رأس حربة السياسات التقدمية، وأن يشرح لماذا تعد عضوية الاتحاد الأوروبي أمراً صائباً من ناحية المبدأ، وأيضاً لأسباب سياسة واقتصادية راسخة".
ورأى في سياسة الغموض الحالية التي يتبعها حزب العمال "خطأ تكتيكياً"، لأن الحزب لا يستطيع مهاجمة حكومة تيريزا ماي لإهمالها قضايا مثل الخدمات الصحية الوطنية ودعم الشرطة.
ومن ناحية أخرى، توجه وزير البريكست في الحكومة المحافظة، ديفيد ديفيس، بتحذير إلى الرأي العام البريطاني بأن الجولة المقبلة من مفاوضات البريكست ستكون بالصعوبة ذاتها التي كانت عليها مفاوضات المرحلة الأولى.
واتهم ديفيس الاتحاد الأوروبي بـ"محاولة الانتقاء من بين الشروط المطروحة للوصول إلى اتفاق تجاري بين الطرفين"، بعد أن نفى رئيس مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا، ميشيل بارنييه، ضم الخدمات المالية إلى الصفقة التجارية.
وقال ديفيس "الصفقة التي يتم التوصل إليها في بعض أوجه علاقاتنا الاقتصادية ولا تشمل النواحي الأخرى، هذا ما يمكن وصفه بأنه انتقائية في التعامل".
وتأتي تصريحات ديفيس في ظل التكهنات باتجاه تيريزا ماي نحو إعادة هيكلة حكومتها الأسبوع المقبل، والتي يتوقع بنتيجتها أن يتم تهميش وزير البريكست في الحكومة المحافظة، حيث يتوقع أن ينقل بوريس جونسون من وزارة الخارجية إلى منصب ذي تأثير أكبر على مفاوضات بريكست.