كشفت وثيقة داخلية خاصة بالأمم المتحدة، أن حكومة جنوب السودان جنّدت أطفالاً خلال الأسبوع الماضي، استعداداً للنزاع المتجدّد. وأفادت بأنّ سياسياً رفيع المستوى عيّنه الرئيس سيلفا كير قاد عملية التجنيد في إحدى القرى، من خلال ترهيبهم، علماً أن عمر بعضهم لا يتجاوز 12 عاماً.
وغالباً ما تجبر الجماعات المسلّحة في جنوب السودان الأطفال على الانضمام إلى صفوفها، من خلال تهديدهم بمصادرة مواشي عائلاتهم، المصدر الرئيسي للثروة في هذا المجتمع الرعوي.
وأشارت وثيقة الأمم المتحدة إلى أن تجنيد الأطفال حصل بعد وقت قصير من موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إرسال أربعة آلاف جندي إضافي من قوات حفظ السلام إلى البلد الواقع شرق أفريقيا، لحماية المدنيين بعد تجدد القتال في العاصمة جوبا الشهر الماضي.
من جهتها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن 650 طفلاً على الأقل انضموا إلى الجماعات المسلحة في جنوب السودان هذا العام، عدا عن تجنيد نحو 16 ألف طفل منذ بدء الحرب الأهلية في ديسمبر/ كانون الأوّل من العام 2013. وأوضح المتحدّث باسم الجيش بلول رواي كوانغ، أن الشباب لم يجبروا على الانضمام إلى الجيش، لافتاً إلى أنه لا يملك معلومات عن تجنيد أطفال.
وتعهّد جيش السودان وقوات المعارضة التصدّي لتجنيد الأطفال، إلّا أنّهما واصلا التجنيد منذ اندلاع أعمال العنف في يوليو/ تموز الماضي، بحسب نائب المدير التنفيذي لـ"اليونيسف"، جوستين فورسيث. وقال الأخير: "يعتقدون أنه يمكنهم السيطرة والتلاعب بسهولة بعقول الشباب"، مضيفاً أنه يمكن للأطفال "ارتكاب أعمال وحشية، وسيقومون بما يقال لهم". تجدر الإشارة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تعتبر أن تجنيد أطفال ما دون 15 عاماً جريمة حرب.
وفي ولاية الوحدة، قال أحد الأطفال المجندين إنه توقع أن يعمل في الطبخ والتنظيف، هو الذي انضمّ إلى الجيش حين كان في السادسة عشرة من عمره. لكن بدلاً من ذلك، أرسل للقتال في الخطوط الأمامية. أضاف: "في الخطوط الأمامية، إما أن تقتل شخصاً ما أو تُقتل". وقبل أشهر، سُرّح من الجيش، علماً أنّه من بين أكثر من ألف مجند سرّحوا من الجماعات المسلحة في إطار برنامج لـ "اليونيسف". وأشار إلى أنه لم يكن سعيداً حين حصل على السلاح. لكن "إذا خفت يضربني القائد".
ومنذ اندلاع الحرب الأهلية، جند الأطفال بشكل كبير بهدف حماية مجتمعاتهم، بحسب حاكم ولاية مانيتول الشمالية، جوزيف مانويل.