أطفال غزّة يتضامنون مع الطفل السوري الغريق

07 سبتمبر 2015
وقفة الأطفال التضامنية ضد الظلم والقتل(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
وقفت الطفلة الفلسطينية نوفا الفرا وابنة خالتها هيلين السيقلي أمام مجسم رملي نُحت على رمال شاطئ بحر غزة لجسد الطفل السوري الغريق عيلان الكردي، بعدما ألقتا الورد عليه، تتأملان جسده الصغير الذي قذفه البحر جثة هامدة.

الطفلتان كانتا إلى جانب مجموعة كبيرة من أطفال روضة "أرض الطفولة" الذين حملوا أعلام فلسطين، ولبسوا قمصاناً طُبعت على صدورها صور الطفل الغريق، إلى جانب صور الطفل الفلسطيني الحريق علي دوابشة، في رسالة للعالم بأن يقف ضد الظلم الممارس بحق الطفولة.

وقام بصناعة مجسم الطفل الغريق عيلان، الفنان الشاب أسامة سبيتة، عبر رمال البحر، ومستخدماً كذلك الألوان.

وتقول نوفا ابنة الأربعة أعوام: "يكفي حرقاً وقتلاً للأطفال في كل مكان، ما زلت أعاني من الحرب الإسرائيلية التي قتلت عمتي عواطف وابنتها لُجين وابنها عبد الرحمن، كنت أحبهم وألعب معهم، أوقِفوا الظلم الذي يدفع ثمنه الأطفال الصغار الأبرياء".

وتضيف ابنة خالتها هيلين في ذات عمرها: "حزنت كثيراً عندما شاهدت جثة الطفل ملقاة إلى جانب موج البحر، وخفت كثيراً عندما سمعت عن قصة الطفل (علي) دوابشة الذي أحرقته قوات الاحتلال، ما ذنب الأطفال الذين يموتون يوماً بعد الآخر".

اقرأ أيضاً:حرق الرضيع دوابشة يجدد أحزان حرق أبو خضير

وتقول شاريهان الفرا والدة الطفلة نوفا إنها بكت كثيراً عندما شاهدت الجرائم التي ارتكبت بحق الأطفال في سورية وفلسطين وفي كل مكان بالعالم، مشيرة إلى أنه "في كل مرة كنت أتخيل ابنتي مكان الضحية، وأشعر كثيراً بشعور والدته ووالده وعائلته، إن بقيت حية".

وتشير الأم شاريهان لـ"العربي الجديد" إلى أنّ تضامن الشعب الفلسطيني مع الشعوب المظلومة قوي بسبب الظلم الواقع عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لافتة إلى أنّ تلك الممارسات تساهم بسوء الحالة النفسية للأطفال الذين يتابعون الأخبار، ويشاهدون تلك الفظائع.

من جانبها، تبين مديرة روضة أرض الطفولة صابرين أبو شاويش، أنّ إدارة الروضة هدفت من خلال تنظيم الفعالية إلى إيصال رسالة للشعب السوري ولعائلة الطفل دوابشة ولكل مظلوم في العالم أن أطفال غزة إلى جوارهم، يشعرون بمعاناتهم، ويتمنون زوال أشكال الظلم كافة عنهم.

اقرأ أيضاً:والد الطفل السوري الغريق يرفض الجنسية الكندية 

وتشير إلى أن الظلم الإسرائيلي للشعب الفلسطيني في مختلف المجالات ساهم بزيادة الإحساس بأي ظلم يقع في أي منطقة جغرافية في العالم بحق الشعوب، مضيفة: "سنطلق البالونات بألوان العَلَمين الفلسطيني والسوري، وسنطلق حملة تواقيع للكبار والصغار ضد الظلم الممارس بحق الأطفال"، معتبرة أن تلاحق الأحداث والظلم بحق الشعوب بمختلف شرائحها، وتحديداً بحق الأطفال، استدعى تنظيم مثل هذه الوقفة، مشيرة إلى أن نثر الورود والألوان والأمل بمستقبل أفضل يعتبر رسالة قوة.

وشارك في الوقفة التي تم تنظيمها على شاطئ بحر غزة نحو 110 أطفال فلسطينيين وعائلاتهم، حملوا خلالها الشعارات المطالبة بوقف الانتهاكات بحق الطفولة، وصور الأطفال الضحايا، على نغمات أغاني الفلكلور الفلسطيني.

اقرأ أيضاً:دراسة:خُمس الأطفال السوريين اللاجئين يعانون "اضطراب ما بعد الصدمة"
دلالات