تجمع عدد من الأطفال حول القاصة الفلسطينية، هبة الأغا، داخل مركز القطان للطفل وسط مدينة غزة لسماع قصة الشاعر الأصمعي مع الخليفة أبو جعفر المنصور، وعدد من قصص التراث العربي. وبدا الانسجام واضحاً على ملامحهم التي اكتستها الابتسامة.
انسجام وتركيز الأطفال في زاوية "خيمة سوق عكاظ" لا يفتران، كما الحال في باقي الزوايا التي نظمها المركز بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية والذي يصادف في 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري. إذ ضمت جنباته مجموعة من الأنشطة المتنوعة، في محاولة لزيادة الألفة بين الأطفال ولغتهم الأصلية والأصيلة.
وتقول منسقة خدمات المكتبة في مركز الطفل، منار العزايزة لـ"العربي الجديد": "بدأ المركز تنفيذ فعاليات إحياء اليوم العالمي للغة العربية منذ إقرار منظمة يونيسكو اللغة العربية لغة عالمية، بهدف خلق جيل ينشأ على حب اللغة وحب القراءة والمطالعة، من خلال أنشطة مختلفة وأصيلة تعكس أهمية اللغة العربية، خاصة في ظل العولمة وثورة تكنولوجيا المعلومات".
طرقات المركز كانت مكتظة بعشرات الأطفال الذين توزعوا بين الأنشطة، والتي كان من أبرزها زاوية "بدون نقاط" والتي ضمت نشاطا تفاعليا مع الأطفال، يركز على كتابة مقولة أو بيت شعر بالرسوم بدل حروف، ثم يحاول الأطفال قراءة العبارات، في دلالة على سهولة اللغة العربية وعدم تعقيدها.
وقرأت الطفلة مها سمير (11 عاماً) بيت شعر كتب بدون نقاط وهو "ألا ليت الشباب يعود يوماً .. فأخبره بما فعل المشيب"، في حين شرحت صديقتها سلاف أبو حجر بيت الشعر، والعبرة التي أراد الشاعر إيصالها.
مجموعة أخرى من الأطفال تجمعت حول "مسرح الظل" ضمن فقرة "نوادر العرب" وهو عبارة عن مجسم له واجهة زجاجية، ويحمل شخص من الخلف دمى تعكس ظلها على الزجاج ويسرد القصص للأطفال، الذين يشدهم مشهد تحريك العرائس والدمى.
وعن ذلك النشاط تقول الطفلة مها سلامة (7 سنوات) إنها استمتعت برفقة صديقاتها وهم يستمعون إلى القصة، وإنها لم ترَ مسرح الظل قبل ذلك سوى على شاشة التلفاز، أما صديقتها عبير كرم والتي شاركت في مختلف الزوايا فأكدت أنها فرحت بما شاهدته.
وتعرف الأطفال ضمن زاوية "جدارية الحروف" إلى الحروف التي عرضت بأسلوب فني، كما استمتعوا في زاوية "الخط العربي" بمشاركة الخطاط محمد اشتيوي الذي خط أسماءهم على الورق الملون، مستخدماً خط النسخ والرقعة والخط الديواني.
ومن المقرر أن تتوج الفعاليات على مدى يومين بأمسية شعرية، تقدم خلالها مجموعة من الأشعار والقصائد التي كتبها أطفال نادي الأدب التابع لمركز القطان للطفل، ويسبقها نشاط "صورة وكلمة" لمطابقة الكلمة مع الصورة، ونشاط الأشغال الفنية للحروف.