أطفال سورية يحلمون بالخبز والمدرسة ويعدون القذائف فوق رؤوسهم

22 نوفمبر 2017
أطفال الحرب في سورية(تويتر)
+ الخط -
يبدو أن الأطفال هم الخاسر الأكبر جراء الصراع الدموي الدائر في سورية منذ نحو 6 سنوات، وذنبهم الوحيد أنهم وجدوا في مناطق طالب أهلها بالحرية والكرامة، فتعرضوا للقمع والحصار والتجويع والقصف والموت.

"منذ مدة لم تسمح لي أمي أن أخرج للعب في الشارع، حتى أنها لا تسمح لي أن أصعد إلى غرفتي، فهي تخاف علينا من القذائف، التي تسقط على منطقتنا بلا انقطاع" يقول يزن عواد، أبن العشرة أعوام، في حديث مع "العربي الجديد". ويضيف "لا أعلم شيئاً عن أصدقائي أو مدرستي، سمعت أبي يحدث أمي أن مدرستي قد قصفت، وأن صديقي عمر استشهد في قذيفة مدفعية".

ويتابع "ليس هناك متسع في الغرفة التي نختبئ فيها للعب كما أنها بالكاد تتسع لنا، غالباً ما ألعب مع شقيقي ببعض الألعاب التي صنعها لنا والدنا، وفي أحيان أخرى نعد القذائف التي نسمع دوي انفجارها، ونتوقع نوعها".

أما عدنان شمس الدين، ابن السبع سنوات، المحاصر في الغوطة الشرقية، يقضي وقته في تصفح الكتاب الذي تسلمه الشهر الماضي، ويكتب بعض الأحرف والأرقام التي تعلمها. وتوضح أم عدنان أنه "كل يوم يسألني إن كان سيذهب إلى المدرسة، وأنا أخترع له حججاً يومية، وأحدثه أنني أخاف عليه من القذائف، فيجيبني إنه لا يخاف من القذائف ويريد الذهاب إلى المدرسة".

وتضيف "أخاف أن يتواصل القصف ولا يتمكن من الذهاب إلى المدرسة، حتى أن قلم الرصاص والكراسة التي معه يكاد يستهلكهما، ولا أعلم كيف يمكن أن أحصل له على قلم وكراس جديدين، فهما يمثلان كل شيء بحياته والمدرسة هي حلمه اليوم، والتي لم يزرها سوى أسابيع قليلة كانت كافية ليتعلق بها".

محرومون من حقهم بعيش طفولتهم(تويتر) 



أما حلم سعيد، ابن الثمانية أعوام، في ظل الحصار، فيقتصر على الحصول على رغيف خبز وقليل من السكر، فهو النوع الوحيد الحلو الطعم الذي تذوقه طوال السنوات السابقة، بحسب حديث والد سعيد مع "العربي الجديد".

فسحة وسط الدمار بين جولة قصف وأخرى (Getty)


ويقول: "من أصعب المواقف التي أعيشها، عندما يسألني سعيد أو شقيقه الأصغر، عن نوع ما من الفواكه أو الطبخ سمع به من شقيقته الكبرى أو أحد أقاربنا، ويريد مني أن أخبره عن شكله وطعمه، وأنا أعلم أن الجوع يقض مضاجعهم، بانتظار وجبتهم اليومية الوحيدة، التي في الغالب تكون عبارة عن طبق من شوربة الرز أو العدس أو البرغل، التي من الممكن أن تعد حباتها، وبعض الأحيان يكون من القليل من البندورة، في حين لم نتذوق الخبز منذ أسابيع".

ويقول الناشط براء الشامي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الأطفال في الغوطة يدفعون ثمناً باهظاً جراء الحصار والقصف الذي تشهده مناطق المعارضة، حيث يحرم الأطفال من أبسط حقوقهم، ومنها حقهم في الحياة. فهم يقتلون في منازلهم ومدارسهم دون أن يعلموا السبب، وحقهم في الحصول على الغذاء والتعليم، إضافة إلى مساحة آمنة للعب".


اللعب غير آمن في سورية(Getty) 

ولفت إلى أن "الوضع النفسي للأطفال في المناطق الساخنة خصوصاً في الغوطة الشرقية، يعانون من مشاكل نفسية معقدة، جراء ما يتعرضون له من رهاب القصف ورؤية الأشلاء، بعضها يعود لذويهم أو أصدقائهم، إضافة إلى القهر الذي يعيشونه جراء الجوع الذي لا يفارقهم والبرد والفقر".

يحلمون بالمدرسة في الغوطة الشرقية(تويتر) 


في سياق متصل، وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، بمناسبة "يوم الطفل العالمي" في تقريرها السنوي بعنوان "أطفال سورية...الخذلان الفاضح"، مقتل 26446 طفلاً في سورية منذ مارس/آذار 2011، منهم 21631 طفلاً قتلوا من قبل القوات النظامية، كما وثقت مرور 12007 طفلاً بتجربة اعتقال، في حين لا يزال ما لا يقل عن 4226 منهم قيد الاعتقال حتى لحظة إصدار التقرير.

تعرّف إلى أحوال الطفل العربي في الـ فيديوغراف التالي: