"كونوا على قلب واحد" هي الرسالة الأهم التي أرادت مسرحية "ملح الأرض " إيصالها. فبعثها الأطفال إلى مسامع الفصائل العسكرية التابعة للجيش الحرّ، ضمن مبادرة "سيف حلب لأهل الشام". قبلها بعثت المبادرة تلك الرسالة بطرق عدّة "المسرحية هي أحد الجهود المبذولة في مقاومة النظام، وهي حراك ثقافي هدفه الضغط على الفصائل المقاتلة، لمطالبتها بزيادة التنسيق فيما بينها، وصولاً إلى تشكيل جسد حقيقي واحد"، يقول نائب رئيس "اتحاد ثوّار حلب"، أحد منظّمي المسرحية، عمر داوود. وهو كشف لـ"العربي الجديد" عن سلسلة عروض مسرحية جديدة ستشرف المبادرة على تقديمها.
من جهته، قال كاتب المسرحية، هشام اسكيف، إنّ "العرض يحمل معاني الواقع المعيش في المدينة، ويمثل حقيقة الصراع السرمدي بين الحقّ والباطل". وعن اختيار الأطفال لأداء المسرحية، أضاف اسكيف في حديث لـ"العربي الجديد" إنّ "الأطفال يشكّلون ملح الأرض، وأساس الأمم".
المسرحية وظّفت الرقص التعبيري في النصّ، فأدّاه الأطفال بعفوية فاقت الحرفية، مجسّدين عالماً مسرحياً قلّ حضوره في أجواء المدينة التي أنهكتها الحرب. وقد أرجع المخرج والممثل السوري عماد النجّار غياب المشهد الثقافي عن المدينة إلى العوامل الأمنية والقصف العشوائي الذي تشهده تلك المناطق، معتبراً أنّ المسرحية "مغامرةً تستحقّ الاحترام". وتعليقاً على بساطة المستوى الفنّي للمسرحية قال النجار لـ"العربي الجديد": يمكن التنازل عن القيمة الفنية كونها قامت على جهود هواة، لكن في المقابل حملت المسرحية قيمة فكرية وأخلاقية برعت في توصيلها.
ملأت المسرحية فراغاً ثقافياً عن حلب، بعد مجزرة حصدت عشرات الأطفال في مدرسة "عين جالوت"، بقصف من سلاح الطيران التابع للنظام خلال معرض فني أقاموه نهاية شهر مارس/آذار 2013.
أحد مؤسّسي مبادرة حلب، الصحافي عقيل حسين، اعتبر المسرحية الجديدة "حالة من التحدّي"، وتحدّث لـ"العربي الجديد" عن "تخوّف من استهداف مباشر من طائرات النظام التي لا تفارق سماء المدينة"، مؤكّداً أنّ "الرسائل المراد توصيلها كانت أكبر من حالة الخوف، لذلك تمّ عرض المسرحية".
تجدر الإشارة إلى أنه في وقت سابق أعلن ناشطون في مدينة حلب عن إطلاقهم مبادرة "سيف حلب"، تزامناً مع ما تشهده المدينة من تصعيد عسكري يقوم به النظام و"داعش" على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، وأرفق أصحاب المبادرة مطالبهم بدعوة الفصائل العسكرية إلى توحيد صفوفهم في المدينة.