أطراف النزاع تسرق المساعدات الغذائية باليمن... والحوثيون ينفون

01 يناير 2019
رفض الاتهامات بسرقة المساعدات(Getty)
+ الخط -
أجمعت تقارير على أن عمليات سرقة واسعة تطاول المساعدات الغذائية في جميع أنحاء اليمن، إذ تقوم جميع أطراف النزاع بمنع المساعدات الغذائية من الوصول إلى مجموعات لا تواليها، أو تحويلها إلى وحدات قتالية على الخط الأمامي، أو بيعها في السوق السوداء لتحقيق أرباح.

وكشفت وكالة "أسوشيتد برس" أمس الإثنين، من خلال وثائق حصلت عليها ومقابلات أجريت مع مسؤول المساعدات الإنسانية في مدينة تعز، نبيل الحكيمي، وموظفي الإغاثة، أن آلاف العائلات في تعز لا تحصل على المعونة الغذائية المخصصة لها؛ بسبب احتجازها من جماعات مسلحة مقرّبة من التحالف الذي تقوده السعودية.

ولفتت الوكالة إلى أن مشكلة سرقة المساعدات الغذائية في تعز والمناطق الأخرى التي تسيطر عليها القوات الحكومية مدعومة من التحالف، تبدو أكثر انتشاراً من المناطق التي يسيطر عليها "الحوثيون".

وبحسب التحقيق، فإن المساعدات التي لا تصل إلى مستحقيها، تهدد باستشراء المجاعة في صفوف اليمنيين، في ظل الفساد المالي، مشيراً إلى أن 15.9 مليوناً من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليون نسمة لا يحصلون على ما يكفي من الطعام.


تحقيق الوكالة جاء فيما أعلن برنامج الغذاء العالمي، في بيان نشره عبر موقعه أمس الإثنين، أنه جمع أدلّة تظهر قيام مسلحي الحوثي بتحويل الشحنات الغذائية التي تم إرسالها لتخفيف الأزمة الإنسانية في اليمن، إلى مناطق سيطرتهم.

ونقل البيان عن ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي للبرنامج، قوله: "إن هذه الممارسات هي بمثابة سرقة الغذاء من أفواه الجوعى"، فيما شدد على ضرورة "إيقاف هذا السلوك الإجرامي على الفور".

وقال البيان إن البرنامج يعمل حالياً على توسيع نطاق عمليات توفير المساعدات الغذائية، لتصل إلى ما يقرب من 12 مليون شخص من الجوعى في اليمن (من أصل 28 مليوناً إجمالي عدد السكان).

وأكد أنه اكتشف هذا التلاعب من منظمة واحدة على الأقل، من الشركاء المحليين الذين يكلفهم بمناولة مساعداته الغذائية وتوزيعها، مؤكداً أن المؤسسة المحلية (التي يتهمها بالتلاعب) تابعة لوزارة التربية والتعليم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

كما أشار إلى أنه حصل على أدلة فوتوغرافية، تظهر أن شاحنات متمردين تستولي على الغذاء، وأن المتمردين يتلاعبون بقوائم متلقي المعونات.

وطالب الحوثيين في صنعاء باتخاذ إجراء فوري للتصدي للتلاعب بالمساعدات الغذائية، والتأكد من أنها تصل لمن يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة.

وكان شهود عيان، قد أكدوا لـ"العربي الجديد" بيع المساعدات الغذائية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي في الأسواق، بما فيها القمح وموادّ أخرى مخصصة للتغذية.

في المقابل رفضت جماعة "الحوثي"، اليوم الثلاثاء، الاتهامات التي أوردها برنامج الغذاء العالمي، بشأن سرقة المعونات الإنسانية في مناطق سيطرتها.

جاء ذلك في بيان صادر عن محمد علي الحوثي، رئيس ما تسمى "اللجنة الثورية العليا"، نشره الثلاثاء موقع "المسيرة" التابع للجماعة.

وجاء في البيان: "ببالغ الاستغراب، طالعنا تصريح المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، المتضمن التهديد بالتوقف عن تزويد أعداد كبيرة من المحتاجين بالغذاء في اليمن بمبرر التلاعب".

وأضاف أن البرنامج العالمي التابع للأمم المتحدة، "لم يتخاطب" مع الجماعة بهذا الخصوص، معتبرًا أن "تصدير ذلك للإعلام، يعد انحرافًا كبيرًا في عمل البرنامج"، وفق تعبيره.

 
ويساعد برنامج الأغذية العالمي نحو 8 ملايين جائع في اليمن، ويعمل على زيادة نطاقه ليصل إلى 12 مليون شخص.

(العربي الجديد، الأناضول، أسوشييتد برس)