تعدّ العديد من الأضرحة في المغرب، بحسب روادها والمدمنين على زيارتها والتبرك بها، مكاناً لعلاج بعض الأمراض المستعصية، خصوصاً النفسية والعقلية. ويؤم مغاربة، خصوصاً الفتيات والنساء، أضرحة معينة في ضواحي المدن، إمّا طلباً للعلاج من أمراض نفسية وعصبية، أو طلباً للزواج، أو إنجاب الأطفال.
من هذه الأضرحة الشهيرة في المغرب على سبيل المثال، ضريح بوشعيب الرداد، الموجود في ضواحي مدينة أزمور المغربية، وتأتي إليه مئات النساء اللواتي يعانين من العقم طلباً للذرية والأولاد. ويعج هذا الضريح، المقام على تلة مرتفعة، أسبوعياً، بأفواج من المتزوجات حديثاً أو قديماً، ويعمدن إلى التمسح بقبر الولي الموجود داخل القبر، والتماس البركة عسى أن ييسر الله لهن الإنجاب بعد سنوات من العقم.
وتأتي إلى ضريح الرداد نساء من مناطق بعيدة ليس طلباً للذرية فحسب، لكن أيضاً طلباً للعون في الحفاظ على زوج يرغب في تغيير "عتبة بيته"، والزواج من امرأة ثانية. هؤلاء يعتقدن أن بركة جثمان الرداد تساهم في تحقيق أمنياتهن.
"لالة عيشة البحرية"، ضريح آخر في المغرب اشتهر بأنه يبعد شبح العنوسة عن الفتيات الراغبات في الزواج، واللواتي لم يسعفهن الحظ في الزواج. وتعمد الفتاة الراغبة في الزواج إلى إتباع طقوس معينة قبل أن تطلب من صاحب الضريح الزواج.
جدران هذا الضريح مليئة بأسماء شبان كتبتها فتيات يطمحن إلى الزواج بفرسان أحلامهن. وعادة ما تدبج العانس بماء الورد اسم من ترغب في الاقتران به، ثم تتمسح بالضريح أملاً في أن تحظى بعناية غيبية لتحقيق مرادها.
وهناك أيضاً ضريح "سيدي عري"، في ضواحي مدينة الناظور في الريف المغربي، ويؤمه العديد من المرضى طلباً للعلاج من الأمراض النفسية والعقلية. وتحمل العائلات أبناءها المرضى إلى هذا المكان، أملاً في أن يجدوا علاجاً عند "صاحب الكرامة". أما ضريح "يحيى بن يونس"، في شرق البلاد، فقد اشتهر عند عامة الناس، خصوصاً من أبناء المنطقة الشرقية، بأن زيارته تبطل السحر والأعمال الشيطانية، فيما تلجأ نساء راغبات في تطويع أزواجهن المتمردين إلى ضريح آخر يدعى يطو.
وهناك أضرحة معروفة بكونها تستضيف المرضى النفسيين والعقليين، من قبيل ضريح بويا عمر، والذي كان يأتي إليه مرضى عقليون يقيّدون بالسلاسل أحياناً، وتأتي بهم أسرهم إلى ذلك المكان، قبل أن تعمد وزارة الصحة إلى إغلاقه قبل أشهر.
ويؤكد الباحث في السياسة الدينية والاجتماعية، إدريس الكنبوري، لـ"العربي الجديد"، انتشار الأضرحة في المغرب، وتحول بعضها إلى عيادات لعلاج الأمراض النفسية والاجتماعية والشخصية أيضاً.
اقــرأ أيضاً
ويقول الكنبوري إنّ ظاهرة تحول الأضرحة في المغرب إلى عيادات لعلاج بعض الأمراض الجسدية أو النفسية ليست جديدة، وكانت موجودة في القرون الماضية، وقد حاول الاستعمار الفرنسي محاربتها بطريقة غير مباشرة. يضيف أنه رغم تقدّم الطب الحديث، ما زالت هذه الظاهرة موجودة، عازياً الأمر إلى أسباب عدة، منها ما هو ثقافي يرتبط بانتشار الخرافة في أوساط العامة، ومنها ما يرتبط بعدم قدرة الأطباء على التعامل مع بعض الحالات، مثل العقم أو إزالة السحر، ما يدفع الناس للجوء إلى مثل هذه الأضرحة.
ويلفت الكنبوري إلى وجود عوامل اقتصادية تؤثر على ذلك ترتبط بعدم القدرة على دفع مصاريف العلاج الباهظة بالنسبة للفقراء، لافتاً إلى أن انتشار هذه الظاهرة يعكس فشل الدولة الحديثة في ضمان الحقوق الصحية للمواطنين.
من جهته، يقول الباحث الاجتماعي منير زرغومي، الذي كتب أطروحة حول الأضرحة والأولياء في المغرب، لـ"العربي الجديد"، إنّ ظاهرة اعتقاد العديد من المغاربة بقدرة قبور الأولياء والصالحين على تحقيق الأماني والرغبات تشير إلى مشكلة بنيوية في المجتمع المغربي. ويشرح الباحث أن الزائر للضريح يكون في أقصى درجات اليأس أحياناً. ولأنه يعجز عن الالتزام بما يصفه الأطباء، ولا يستطيع الصبر، يلجأ إلى الحل السريع، وهو زيارة الضريح والتمسح بجدرانه. يضيف أن اللجوء إلى الضريح "حل سهل"، بنظر العديد من المغاربة. ويوضح أن اعتبار كثيرين ولي الله الصالح المتوفى وسيطاً بينهم وبين الله، يشير أيضاً إلى مشكلة في الاعتقاد الديني.
وبحسب الباحث، فإنّ ضعف الوازع الديني يجعل من الشخص الذي يتعلق بأية قشة لحل مشكلته مهيّأً بشكل كامل لقبول أوهام وخزعبلات تتعلق بادعاء قدرة شخص ميت على إيجاد حلول اجتماعية ونفسية للمصاب أو المريض.
اقــرأ أيضاً
من هذه الأضرحة الشهيرة في المغرب على سبيل المثال، ضريح بوشعيب الرداد، الموجود في ضواحي مدينة أزمور المغربية، وتأتي إليه مئات النساء اللواتي يعانين من العقم طلباً للذرية والأولاد. ويعج هذا الضريح، المقام على تلة مرتفعة، أسبوعياً، بأفواج من المتزوجات حديثاً أو قديماً، ويعمدن إلى التمسح بقبر الولي الموجود داخل القبر، والتماس البركة عسى أن ييسر الله لهن الإنجاب بعد سنوات من العقم.
وتأتي إلى ضريح الرداد نساء من مناطق بعيدة ليس طلباً للذرية فحسب، لكن أيضاً طلباً للعون في الحفاظ على زوج يرغب في تغيير "عتبة بيته"، والزواج من امرأة ثانية. هؤلاء يعتقدن أن بركة جثمان الرداد تساهم في تحقيق أمنياتهن.
"لالة عيشة البحرية"، ضريح آخر في المغرب اشتهر بأنه يبعد شبح العنوسة عن الفتيات الراغبات في الزواج، واللواتي لم يسعفهن الحظ في الزواج. وتعمد الفتاة الراغبة في الزواج إلى إتباع طقوس معينة قبل أن تطلب من صاحب الضريح الزواج.
جدران هذا الضريح مليئة بأسماء شبان كتبتها فتيات يطمحن إلى الزواج بفرسان أحلامهن. وعادة ما تدبج العانس بماء الورد اسم من ترغب في الاقتران به، ثم تتمسح بالضريح أملاً في أن تحظى بعناية غيبية لتحقيق مرادها.
وهناك أيضاً ضريح "سيدي عري"، في ضواحي مدينة الناظور في الريف المغربي، ويؤمه العديد من المرضى طلباً للعلاج من الأمراض النفسية والعقلية. وتحمل العائلات أبناءها المرضى إلى هذا المكان، أملاً في أن يجدوا علاجاً عند "صاحب الكرامة". أما ضريح "يحيى بن يونس"، في شرق البلاد، فقد اشتهر عند عامة الناس، خصوصاً من أبناء المنطقة الشرقية، بأن زيارته تبطل السحر والأعمال الشيطانية، فيما تلجأ نساء راغبات في تطويع أزواجهن المتمردين إلى ضريح آخر يدعى يطو.
وهناك أضرحة معروفة بكونها تستضيف المرضى النفسيين والعقليين، من قبيل ضريح بويا عمر، والذي كان يأتي إليه مرضى عقليون يقيّدون بالسلاسل أحياناً، وتأتي بهم أسرهم إلى ذلك المكان، قبل أن تعمد وزارة الصحة إلى إغلاقه قبل أشهر.
ويؤكد الباحث في السياسة الدينية والاجتماعية، إدريس الكنبوري، لـ"العربي الجديد"، انتشار الأضرحة في المغرب، وتحول بعضها إلى عيادات لعلاج الأمراض النفسية والاجتماعية والشخصية أيضاً.
ويقول الكنبوري إنّ ظاهرة تحول الأضرحة في المغرب إلى عيادات لعلاج بعض الأمراض الجسدية أو النفسية ليست جديدة، وكانت موجودة في القرون الماضية، وقد حاول الاستعمار الفرنسي محاربتها بطريقة غير مباشرة. يضيف أنه رغم تقدّم الطب الحديث، ما زالت هذه الظاهرة موجودة، عازياً الأمر إلى أسباب عدة، منها ما هو ثقافي يرتبط بانتشار الخرافة في أوساط العامة، ومنها ما يرتبط بعدم قدرة الأطباء على التعامل مع بعض الحالات، مثل العقم أو إزالة السحر، ما يدفع الناس للجوء إلى مثل هذه الأضرحة.
ويلفت الكنبوري إلى وجود عوامل اقتصادية تؤثر على ذلك ترتبط بعدم القدرة على دفع مصاريف العلاج الباهظة بالنسبة للفقراء، لافتاً إلى أن انتشار هذه الظاهرة يعكس فشل الدولة الحديثة في ضمان الحقوق الصحية للمواطنين.
من جهته، يقول الباحث الاجتماعي منير زرغومي، الذي كتب أطروحة حول الأضرحة والأولياء في المغرب، لـ"العربي الجديد"، إنّ ظاهرة اعتقاد العديد من المغاربة بقدرة قبور الأولياء والصالحين على تحقيق الأماني والرغبات تشير إلى مشكلة بنيوية في المجتمع المغربي. ويشرح الباحث أن الزائر للضريح يكون في أقصى درجات اليأس أحياناً. ولأنه يعجز عن الالتزام بما يصفه الأطباء، ولا يستطيع الصبر، يلجأ إلى الحل السريع، وهو زيارة الضريح والتمسح بجدرانه. يضيف أن اللجوء إلى الضريح "حل سهل"، بنظر العديد من المغاربة. ويوضح أن اعتبار كثيرين ولي الله الصالح المتوفى وسيطاً بينهم وبين الله، يشير أيضاً إلى مشكلة في الاعتقاد الديني.
وبحسب الباحث، فإنّ ضعف الوازع الديني يجعل من الشخص الذي يتعلق بأية قشة لحل مشكلته مهيّأً بشكل كامل لقبول أوهام وخزعبلات تتعلق بادعاء قدرة شخص ميت على إيجاد حلول اجتماعية ونفسية للمصاب أو المريض.