الأسير الفلسطيني المحرر أبو السعد يلتقي طفلته بعد 41 يوماً من الإضراب

30 مايو 2017
حضن رضيعته وعانق حريته (لجنة أهالي أسرى القدس)
+ الخط -



كان لقاء الأسير الفلسطيني المحرر عدي تيسير محمد أبو سعدة (26 عاماً) من مخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة، بفلذة كبده الرضيعة "وطن" مؤثراً للغاية، عصر أمس الإثنين، بعد أن غادر معتقله في سجن ريمون الصحراوي، حيث أمضى مدة محكوميته البالغة سبعة أشهر، وكان ممن انخرطوا في معركة الحرية والكرامة مع سائر رفاقه الذين أضربوا عن الطعام واحداً وأربعين يوماً.

وتم اللقاء في مستشفى المقاصد على جبل الزيتون في القدس المحتلة، حيث نقل أبو السعد من سجنه إلى المستشفى لإجراء فحوصات كان لا بد منها وقد نال الإضراب من جسده، لكنه قوى من عزيمته وإيمانه بقضيته الوطنية.

ولدت "وطن" في العاشر من الشهر الجاري، بينما كان والدها يخوض إضراباً عن الطعام مع مئات الأسرى الآخرين، ولم يعلم بولادتها إلا لحظة تحرره.

وبينما كان يبتسم فرحاً بهبة الله، قال الأسير المحرر أبو سعدة لـ"العربي الجديد"، إن سعادته باحتضان طفلته وعناقها لا توصف، خاصة أن لقاءه بها وبعائلته تزامن مع انتصار الأسرى في معركتهم العادلة ضد الاحتلال.

وبحضور رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب، ومدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس، وأشقائه وأصدقائه وأسرى محررين، أهدى أبو سعدة النصر للشهداء والجرحى وجميع الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنه ترك الأسرى خلفه يتمتعون بمعنويات عالية بعد انتصارهم بإضرابهم عن الطعام.


ولم يفت عدي أبو سعدة، أن يتوجه بالتحية إلى القادة، مروان البرغوثي وكريم يونس، وجميع الأسرى الذين شاركوا في معركة الإضراب عن الطعام. وقال لـ"العربي الجديد": "كان شعار مروان في هذه المعركة: "ننتصر أو ننتصر"، بينما كان ردنا عليه جميعاً: "إن شاء الله سننتصر".

وفي حديثه عن تجربته في الإضراب، قال أبو سعدة: "بتاريخ 17 أبريل/ نيسان أخرجونا من سجن ريمون إلى نفحة، وكان عددنا في البداية 37 أسيراً، ثم قاموا بعزلنا عن بقية الأسرى وعاملونا معاملة سيئة للغاية، حيث صادروا منا الحقائب والأغطية والملابس ولم يتركوا معنا شيئاً، ونزعوا عنا ملابسنا وأعطونا ملابس جديدة ومنعوا عنا الملح، وهذا الأمر يحدث لأول مرة في تاريخ الحركة الأسيرة".

وأضاف: "بعد ذلك نقلوني إلى العزل في أوهليهكيدار، واعتدوا علينا بالضرب ورشونا بغاز الفلفل، بينما كنا مضربين عن الطعام، ونزعوا عنا ملابسنا وعرضونا للتفتيش العاري، وبعدها نقلت إلى زنازين نفحة، ثم إلى سجن شطة، وبقيت هناك حتى مرور 41 يوماً للإضراب، بينما كنا معزولين عن العالم الخارجي لا نعرف أي شيء، في وقت أجبرونا على شرب المياه الصدئة".

أما والد الأسير المحرر، فعبر من ناحيته عن فرحة كبيرة بتحرر نجله، وهي فرحة مضاعفة بميلاد "وطن" التي منحتنا السعادة، كما منحت والدها الفرحة، وهو الذي علم بقدومها لحظة تحرره فقط.

في حين ابتهلت والدة عدي، بأن يمنّ الله على سائر الأسرى بالحرية، وأن ينعم ذويهم بفرحة اللقاء بأبنائهم. وقالت: "فرحتنا اليوم كبيرة. كنا قلقين على عديّ، وعلى إخوانه الأسرى. اليوم وقد حققوا انتصارهم بتحقيق مطالبهم ندعو لهم بالانتصار الأكبر، وهو تحررهم من الأسر جميعاً".