أسواق التعفيش تنتعش مع تقدّم النظام ومليشياته بدير الزور

21 أكتوبر 2017
كثرة المواد المسروقة المعروضة في السوق (جوزيف عيد/ Getty)
+ الخط -
انتعش "سوق التعفيش" في مدينة ديرالزور شمال شرق سورية، بعد سيطرة قوات النظام والمليشيات المساندة لها على معظم أجزاء المدينة وأكثر من خمسين بلدة وقرية في ريفها، وتسببت المعارك والقصف العشوائي بنزوح آلاف المدنيين من منازلهم.

و"سوق التعفيش" هو المكان الذي يقوم فيه عناصر قوات النظام والمليشيات ببيع الأشياء التي تمت سرقتها من منازل المدنيين الهاربين من الحرب، الأمر الذي يثير حماسة الناس والتجار للشراء.

وتحدث أحمد الديري مع "العربي الجديد" عن ازدياد حركة بيع المسروقات في سوق التعفيش الواقع بمنطقة شارع الوادي في مدينة دير الزور، بسبب كثرة المواد المسروقة المعروضة في السوق، حيث يتنافس عناصر النظام على خفض الأسعار.

وأوضح أحمد أن شبيحة النظام و"حزب الله" وإيران والمرتزقة الأفغان، لم يسرقوا فقط أثاث المنازل بل حتى المواد الغذائية في المنازل التي نزح أصحابها، وقاموا ببيعها بأثمنة رخيصة مستغلين غلاء أسعار المواد الغذائية في مناطق النظام.

وأضاف: "تجد في السوق كافة أنواع المواد الغذائية المخزنة في المنازل كالزيت والسكر والثوم والشاي والمخلل والقمح والبرغل، فضلاً عن أثاث المنازل ولوازم المطابخ من غسالات وبرادات، ومستلزمات قطع غيار السيارات والمحروقات ومولدات الكهرباء".

وحول الزبائن في السّوق، أوضّح أحمد أن هناك من المدنيين من يشتري المسروقات مدفوعاً بالحاجة بسبب تردي الأوضاع المعيشية وقلة فرص العمل، في حين يشتري بعضهم تلك المسروقات مستغلين انخفاض أسعارها طمعاً بتوفير المال.

وفي السياق، يقول مثنى الديري لـ"العربي الجديد"، إنّ سوق التعفيش في الوقت الحالي يضم أدوية ومستحضرات طبية تباع على الرصيف من قبل المليشيات، تمت سرقتها من الصيدليات التي نزح أصحابها في ريف دير الزور، والمستشفيات الميدانية.

ويوضح مثنى أنه من كثرة المسروقات في دير الزور تقوم المليشيات بنقل جزء منها إلى محافظات أخرى مثل حمص وحماة ودمشق، فضلاً عن نقل كميات كبيرة من قطعان المواشي "إبل، غنم، أبقار" إلى دمشق، مضيفاً أنّ "مئات السيارات بأنواع مختلفة تم نقلها إلى طريق محافظة حمص وبيعها لتجار السيارات".

وتقول مصادر محلية إنّ عناصر النظام يتقاسمون الأرباح العائدة من بيع المسروقات مع ضباط كبار متنفذين في قوات النظام وقيادات متنفذة في المليشيات المحلية والأجنبية.

ويوجد في المدن والبلدات التي تسيطر عليها قوات النظام في سورية العديد من الأسواق التي يطلق عليها "سوق الحرامية، أو سوق التعفيش، أو سوق السنة"، وتباع فيها المسروقات التي تجلبها مليشيات النظام من المناطق التي خضعت مجدداً لسيطرتها بعد تهجير سكانها.

دلالات