ينجذب الناظر إلى محل بسيط داخل أزقة مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، وسط قطاع غزة، نحو العديد من أسلحة الصيد المعلقة بأنواعها وأحجامها المختلفة، لتوائم طموحات الراغبين في اقتنائها لاستخدامها الشخصي، في رحلات الصيد البرية.
وبمهارته العالية، ينهمك الفلسطيني خليل طعيمه، المكنى بأبي صقر، في صيانة العديد من أسلحة الصيد التي يقصده أصحابها من مختلف أنحاء القطاع من أجل إصلاحها وتوفير قطع الغيار اللازمة لها وشراء الأعيرة التي تتلاءم مع مختلف أنواعها.
وحرص أبو صقر (53 عاماً)، على إفراغ غرفة صغيرة داخل منزله لتحويلها إلى محل بسيط يعرض فيه أسلحة الصيد الحديثة والمستعملة بالإضافة إلى كونها تشكل ورشة صغيرة يعمل بها على إصلاح المعطل منها وصناعة بعض القطع التي يتعذر استجلابها يدويا.
ويقول أبو صقر لـ"العربي الجديد"، إن ولعه بهواية الصيد واقتناء أسلحتها الخاصة بدأ منذ صغره حين كان يستخدم الشباك ويعمل على نصب الشراك قبل أن تتحول بشكل أكبر لاقتناء أسلحة الصيد والأعيرة الخاصة بها.
ويضيف أن طبيعة عمله منذ إتمامه دراسته عام 1983 وحتى 2005 كانت في مجال تجارة السيارات، قبل أن تقوده صدفة انهيار الجدار الحدودي إلى التوجه للعمل في مجال أسلحة الصيد ومستلزماته، بعد أن قام العديد من الغزيين بجلبها إلى القطاع.
ويشير أبو صقر إلى أن الكميات المتوسطة التي دخلت إلى القطاع جعلته يقوم بشراء عدد بسيط من أسلحة الصيد وبعض المستلزمات الخاصة بها والبدء في العمل بشكل محدود داخل منزله، ثم تحولت إلى مهنة حقيقية بعد مرور نحو عام ونصف تاركاً مهنته الأصلية في مجال تجارة السيارات.
وخلال فترة عمل الأنفاق ونشاطها بعد فرض الحصار الإسرائيلي، ظهرت بشكل واضح ظاهرة اقتناء العديد من الشباب الغزيين بشكل خاص لأسلحة الصيد في الوقت الذي تحظر سلطات الاحتلال إدخالها إلى القطاع وتضعها على قوائم البضائع الممنوعة.
ويوضح طعيمه أن حظر الاحتلال إدخال أسلحة الصيد أو أي من مستلزماتها الخاصة بها جعله يلجأ لوسائل أخرى لجلبها إلى القطاع من أجل الاستمرار في مهنته وهوايته في آن واحد، واللجوء في بعض الأوقات لتصنيع بعض القطع اللازمة للصيانة بشكل يدوي.
وساهمت هواية الخمسيني طعيمه بممارسة الصيد واقتناء أسلحتها المختلفة بمعرفة عدد كبير من أسماء الطيور التي تحط رحالها في القطاع لا سيما في المناطق الشرقية ذات المساحات الزراعية الواسعة مقارنة بالمناطق السكنية.
ولم تتوقف مهارة أبو صقر، الذي يطلق على نفسه لقب "الصياد"، على العمل في مجال بيع وتصليح أسلحة الصيد، إذ يحرص بشكل دائم على الخروج في رحلات صيد برفقة أبنائه لصيد الطيور والحيوانات البرية المتوفرة.
ويبين أبو صقر أن ظاهرة اقتناء أسلحة الصيد في اتساع ملحوظ سواء لممارسة الرماية أو هواية الصيد، على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع واستمرار الحصار الإسرائيلي المفروض عليه للعام الحادي عشر على التوالي. ويضيف أنه يأمل بأن تتوفر الفرصة والظروف الجيدة في القطاع الذي يفرض عليه الاحتلال حصاراً مشدداً منذ عام 2006، للتواصل مع الشركات المصنعة لأسلحة الصيد بشكل أسهل وإدخال المعدات بشكل يخفف الكلفة المالية والصعوبات التي تعترضه حالياً.
ويعمل الخمسيني طعيمه على استغلال حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) من أجل نشر الكثير من المعلومات الخاصة بأسلحة الصيد والبلاد المصنعة لها وطبيعة الأعيرة المستخدمة، بالإضافة إلى أصناف الطيور والحيوانات الخاصة بالصيد.
وحرص أبو صقر على نقل مهارة الصيد والصيانة التي اكتسبها على مدار عقود من الزمن إلى نجله صقر الذي أضحى مساعداً له في عملية إصلاح أسلحة الصيد المتعددة، إذ أصبح بفضل أبيه يعرف مختلف أنواعها وأصنافها والشركات المصنعة لها.