أسعار النفط ترتفع بعد تراجعات حادة..وإنتاج ليبيا يقفز إلى 885 ألف برميل

19 يونيو 2017
اليابان استوردت 2.83 مليون برميل يوميا الشهر الماضي(Getty)
+ الخط -

 

ارتفعت أسعار النفط اليوم الاثنين لتلتقط أنفاسها بعد تعرضها لضغوط على مدى الشهر الأخير من جراء ارتفاع الإنتاج في الولايات المتحدة وليبيا ونيجيريا، الأمر الذي أضعف أثر مبادرة تقودها أوبك لدعم السوق عن طريق تقليص الإنتاج.

زادت العقود الآجلة لخام برنت 17 سنتا إلى 47.54 دولار للبرميل، وزادت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 15 سنتا إلى 44.89 دولار للبرميل.

وأسعار كلا الخامين منخفضة نحو 13% منذ أواخر مايو/ أيار الماضي عندما قرر منتجون بقيادة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تمديد تعهدهم بخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا لتسعة أشهر إضافية.

وقال متعاملون إن الزيادة المطردة في الإنتاج الأمريكي وارتفاع إنتاج ليبيا ونيجيريا المعفاتين من تخفيضات أوبك يقوض الجهود التي تقودها المنظمة في المدى القريب.

وأكدت كارستن فريتش المحلل لدى كومرتس بنك "لا يوجد ما يدعو إلى الإغراق في التفاؤل في الوقت الحالي."

وفي ليبيا قال مصدر نفطي لرويترز اليوم الاثنين إن إنتاج ليبيا من الخام ارتفع أكثر من 50 ألف برميل يوميا إلى 885 ألف برميل يوميا بعد أن توصلت المؤسسة الوطنية للنفط إلى تسوية لخلاف مع شركة فينترشال الألمانية كان قد تسبب في خفض الإنتاج نحو 160 ألف برميل يوميا.

وفي الأسبوع الماضي قالت مؤسسة النفط إنها تتوقع انتعاش إنتاج ليبيا عضو منظمة أوبك إلى 900 ألف برميل يوميا في المدى القصير.

وتستهدف ليبيا الوصول بالإنتاج إلى مليون برميل يوميا بنهاية شهر يوليو/ تموز المقبل.

وكانت أسعار النفط قد تراجعت صباح اليوم الاثنين تحت وطأة التوسع المستمر بأعمال الحفر في الولايات المتحدة، مما يبقي على الإمدادات العالمية مرتفعة رغم الجهود التي تقودها أوبك لخفض الإنتاج من أجل تقليص المعروض بالسوق.

وتأثرت الأسعار أيضا بمؤشرات على تباطؤ الطلب لتنخفض إلى مستويات مشابهة لما كانت عليه، عندما أُعلنت تخفيضات الإنتاج للمرة الأولى أواخر العام الماضي.

وفي الساعة 06.59 بتوقيت غرينتش تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 18 سنتا، بما يعادل 0.4%، إلى 47.19 دولارا للبرميل.

وانخفضت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 20 سنتا أو 0.5 % إلى 44.54 دولارا للبرميل.

وقال متعاملون إن العامل الرئيسي وراء انخفاض الأسعار هو الزيادة المطردة في الإنتاج الأميركي، مما يقوض الجهود التي تقودها أوبك.

كان بنك غولدمان ساكس الاستثماري الأميركي قال يوم الجمعة الماضية إن "عدد حفارات النفط الأميركية يواصل الارتفاع وقد زاد ست حفارات الأسبوع الماضي".

وقال جريج مكينا كبير محللي السوق لدى شركة أكسي تريدر للوساطة في العقود الآجلة "بهذا يزيد عدد الحفارات للأسبوع الثاني والعشرين على التوالي، وهو رقم قياسي".

وبحسب غولدمان أضاف المنتجون الأميركيون 431 منصة حفر نفطية منذ بلغ العدد مستوى قياسيا منخفضا في 27 مايو/أيار 2016.

وأضاف البنك أنه إذا استمر عدد الحفارات عند المستويات الحالية فإن إنتاج النفط الأميركي سيزيد 770 ألف برميل يوميا بين الربع الأخير من العام الماضي والربع المماثل من هذا العام في حقول النفط الصخري برميان وإيجل فورد وباكن ونيوبرارا.

وما زالت إمدادات أوبك ودول أخرى مشاركة في تخفيضات الإنتاج، مثل روسيا أكبر منتج للنفط في العالم، مرتفعة نظرا لعدم التزام بعض الدول بشكل كامل بتعهداتها.

الاتجاه الصحيح

من جهته قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن العوامل الأساسية بالسوق تتجه في المسار الصحيح، لكن السوق بحاجة إلى الوقت لاستعادة التوازن.

وأضاف الفالح في تصريحات صحافية اليوم نقلتها "رويترز": "في اعتقادي أن أساسيات السوق تتجه في المسار الصحيح، غير أنه وبالنظر إلى الفائض الكبير في المخزون المتراكم على مدى السنين الماضية فإن أثر هذا التخفيض يحتاج إلى وقت حتى يتحقق".

وأضاف أن مستوى الالتزام باتفاق خفض إنتاج النفط بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض المنتجين المستقلين تجاوز 100% في مايو/أيار وأبريل/نيسان.

وعبر الفالح عن أمله بأن يعود إنتاج ليبيا إلى مستواه الطبيعي "الذي يستحقونه بصورة كاملة".

وتابع "ليس من اللائق ممارسة ضغوط على ليبيا كي تبطئ من وتيرة انتعاش إنتاجها".

تراجع واردات اليابان

قالت وزارة المالية اليابانية اليوم الاثنين إن بيانات التخليص الجمركي تظهر تراجع واردات البلاد من النفط الخام 13.5% في مايو/ أيار عنها في الفترة ذاتها قبل عام.

وتوضح الأرقام الأولية وفقا لوكالة "رويترز" أن اليابان، رابع أكبر مشتر للخام في العالم، قد استوردت 2.83 مليون برميل يومياً الشهر الماضي.

وبلغ إجمالي واردات الغاز الطبيعي المسال 6.239 ملايين طن الشهر الماضي بزيادة 13% على أساس سنوي.

وانخفضت واردات الفحم الحراري المستخدم في توليد الكهرباء 10.8% في مايو/أيار إلى 7.683 ملايين طن.


المساهمون