أستراليا في المونديال... عملاق آسيوي بطموحات كبيرة

12 يونيو 2018
+ الخط -
يُعتبر المنتخب الأسترالي من بين أفضل المنتخبات الآسيوية ورغم أن أول تأهل إلى المونديال كان في عام 1974، إلا أنه لم يغب عن المونديال في آخر أربع نسخ أي منذ مونديال ألمانيا 2006. تحتل أستراليا المركز 40 في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم، وستحاول في مونديال 2018 تخطي دور المجموعات واستعادة ذكريات عام 2006.

التاريخ في المونديال 
لا تملك أستراليا تاريخاً كبيراً في بطولة كأس العالم، فهي تُشارك للمرة الخامسة فقط. بدأت أستراليا مشوارها المونديالي في نسخة 1974، وودعت من دور المجموعات بعد أن تعادلت مباراة وخسرت مباراتين دون أن تُسجل أي هدف. بعد ذلك غابت أستراليا عن سبع نسخ من المونديال (1978، 1982، 1986، 1990، 1994، 1998، 2002).

عاد المنتخب الأسترالي إلى مونديال 2006، متسلحاً بمجموعة من اللاعبين الجيدين، وفعلاً أثبت هذا المنتخب حضوره وتأهل إلى دور الـ 16 آنذاك. ونافست أستراليا آنذاك في المجموعة السادسة إلى جانب منتخبات البرازيل، اليابان، كرواتيا. تفوقت في المباراة الأولى على اليابان (3 – 1)، ثم خسرت من البرازيل في الجولة الثانية، وتعادلت في المباراة الثالثة أمام كرواتيا وخطفت بطاقة العبور الثانية منها.

وفي دور الـ 16 واجه المنتخب الأسترالي إيطاليا بطلة هذه النسخة حينذاك، وخسرت أمامها بهدف نظيف من ركلة جزاء في الوقت القاتل. وبعد هذا الإنجاز التاريخي لم تغب أستراليا عن المونديال، حيثُ تأهلت إلى نسخ (2010، 2014 والأن 2018)، وفي جميع النسخ خرجت من دور المجموعات. وفي المجموع لعبت أستراليا 13 مباراة (فوزين وثلاثة تعادلات وثمانية خسارات) وسجلت 11 هدفاً مقابل 26 في مرماها.

التصفيات ونقاط الضعف والقوة
تأهلت أستراليا إلى بطولة كأس العالم 2018، عن طريق تصفيات المجموعة الثانية في المحلق النهائي لقارة آسيا بالإضافة للمباراة الفاصلة مع سورية. حصدت أستراليا المركز الثالث في المجموعة بعد أن جمعت 19 نقطة وتفوق عليها السعودية الوصيفة واليابان المتصدرة. وفي المحلق الفاصل لعبت أستراليا ضد سورية وانتهى لقاء الذهاب بالتعادل (1 – 1)، في وقت فازت أستراليا في الإياب (2 – 1) وتأهلت إلى المونديال.

تملك أستراليا عدة نقاط قوة ظهرت خلال التصفيات والمباريات الودية، ولعل أبرزها القوة الهجومية وصناعة الفرص الكثيرة. كما أن المنتخب يملك عدة لاعبين محترفين في أبرز الدوريات الأوروبية وخصوصاً الدوري الإنكليزي. ومن بين الأسماء التي ستُساعد أستراليا مثل أرون موي، ماسيمو لوينغو وتوم روجيش، التي ستكون قادرة على صناعة الفارق على أرض الملعب.

أما نقاط الضعف لدى المنتخب الأسترالي فتتمثل بتغيير المدرب المفاجئ وتعيين الهولندي بيرت فان مارفيك الذي ترك منتخب السعودية بعد نهاية التصفيات، وهذا الأمر يؤثر سلباً على تأقلم اللاعبين مع المدرب، خصوصاً أن الأمر حصل قبل أشهر قليلة من كأس العالم. ويمكن اعتبار أستراليا ثاني أضعف منتخبات المجموعة بعد منتخب بيرو وهذا الأمر سيكون له تأثير أيضاً على اللاعبين وتحضيراتهم لمواجهة فرنسا في الافتتاح.

مجموعة المونديال والتشكيلة
تلعب أستراليا في المجموعة الثالثة إلى جانب منتخبات فرنسا، بيرو والدنمارك. يبدأ المنتخب الأسترالي رحلته في المونديال ضد فرنسا في 16 حزيران / يونيو على ملعب "كازان"، ثم تواجه أستراليا منتخب الدنمارك في 21 يونيو/ حزيران على ملعب "كوزموس أرينا"، وأخيراً تواجه أستراليا منتخب بيرو في 26 يونيو على ملعب "فيشت" الأولمبي.

وتضم تشكيلة أستراليا التي ستُشارك في بطولة كأس العالم في حراسة المرمى: براد جونز، مات راين، داني فوكوفيتش. عزيز بيهيش، ميلوس ديجينيك، ماثيو جورمان. وفي خط الدفاع هناك فران كراكيتش، جوش ريسدون، ترينت ساينسبوري.

أما في خط الوسط فهناك جوش بريانت، جاكسون إيرفين، ميل جيديناك، روبي كروس، ماسيمو لوانغو، مارك ميليغان، أرون موي، توم روجيش، جيمس ترواسي. وأخيراً يضم خط الهجوم كل من دانييل أرزاني، تيم كاهيل، تومي جوريش، ماثيو ليكي، أندرو نابوت، ديميتري بيتراتوس، نيكيتا روكافييتسيا.

نجوم المنتخب
يُعتبر اللاعب أرون موي من نجوم منتخب أستراليا والذي سيكون له شأن كبير في بطولة كأس العالم 2018 في الصيف. وقدم أرون موي مستوى مُتميزاً مع فريق هاديرسفيلد تاون في "البريميرليغ".

هو لاعب خط وسط قادر على ضبط الإيقاع ونقل الكرة من الدفاع نحو الهجوم بطريقة سلسلة وجيدة، وهو اللاعب الذي تمكنه العودة من الهجوم إلى الدفاع بسرعة كبيرة وستفاجئ هذه العملية منتخبات المجموعة الثالثة. وتحدثت الصحف البريطانية أخيراً عن قيمة هذا اللاعب وأنه سيحصل على فرصة التعاقد مع فريق كبير بعد نهاية المونديال.

وهناك توم روجيش أحد نجوم فريق سلتيك الاسكتلندي والذي يلعب في مركز خط الوسط المتقدم، والذي سيكون من أبرز المساهمين في صناعة الفرص الأسترالية وتسجيل الأهداف. وسيعمل مع زميله أرون موي على شل المنافس في خط الوسط ومن ثم نقل الهجمة إلى ملعبه وضربه في العمق.

فهل ينجح هذا الثنائي في تحويل أستراليا إلى قوة ضاربة في هذه المجموعة وقيادة المنتخب إلى دور الـ 16 للمرة الثانية في التاريخ، أم أن المشاركة ستقتصر على ثلاث مباريات في دوري المجموعات مثل نسخات المونديال السابقة؟


المدرب
عُيّن الهولندي بيرت فان مارفيك مدرباً للمنتخب الأسترالي في شهر يناير/كانون الثاني من عام 2018 واستلم تدريب المنتخب خلفاً للمدرب أنجي بوستيكوغلو الذي غادر بعد التأهل إلى المونديال عبر الملحق، وليس مباشرةً من التصفيات الآسيوية.

يملك فان مارفيك خبرة كبيرة في كرة القدم، خصوصاً أنه قاد منتخب هولندا إلى نهائي بطولة كأس العالم 2010 وكان قريباً من تحقيق لقب كأس العالم، كما قاد السعودية إلى نهائيات المونديال لأول مرة بعد 12 سنة من الغياب.

درب فان مارفيك الكثير من الأندية والمنتخبات من بينها فورتونا سيتارد، فيينورد الهولندي، بوروسيا دورتموند الألماني، المنتخب الهولندي، هامبورغ الألماني، السعودية والآن أستراليا. ولم يقد المنتخب سوى في مباراتين حتى الآن. في وقت يملك المدرب الهولندي سجلا جيدا مع المنتخب السعودي، إذ قاده في 20 مباراة (13 فوزاً وأربعة تعادلات وثلاث خسارات) ووصلت نسبة انتصاراته إلى حوالي 65%.

وحقق فان مارفيك كمدرب لقب كأس هولندا في موسم 2007-2008 ولقب كأس الاتحاد الأوروبي موسم 2001-2002، وحل وصيفاً في بطولة كأس العالم 2010 مع منتخب "الطواحين البرتقالية".
المساهمون