أسبوع دامٍ لسجناء مصر

22 مارس 2015
الانتهاكات مستمرة وتزايدت مع وزير الداخلية الجديد (العربي الجديد)
+ الخط -

أكدت منظمة هيومن رايتس مونيتور أنها رصدت تعرض المعتقلين في مصر لمعاملاتٍ قاسية والضرب المبرح والتعذيب، في محاولة لانتزاع اعترافات، أو لمجرد أهواء شخصية لدى ضباط الشرطة للانتقام منهم على خلفية معارضتهم السلطة.


وأشارت المنظمة في بيان لها أمس، إلى تزايد العنف الشرطي المستخدم بحق المعتقلين، وذلك دون مساءلة عادلة لأي من الضالعين في تلك الانتهاكات، معربة عن قلقها البالغ إزاء هذه الانتهاكات التي زادت عقب تعيين مجدي عبد الغفار وزيرًا جديدًا للداخلية.

وقال البيان إن "إدارة سجن طره قامت بالتعدي بالضرب على المعتقلين داخل سجن استقبال طره وطره البلد، الجمعة الماضية، كما قامت بحرق ملابسهم وأغطيتهم بعد سحبها منهم، فيما منعت خروجهم للتريض، ومنعت كذلك دخول الأطعمة والكتب لهم".

وأضاف: "كما قامت إدارة سجن العقرب بانتهاك حقوق المعتقلين بالسجن، وذلك باتخاذ إجراءات جديدة، قيل للمحامين إنها دائمة وليست مؤقتة، حيث قامت الإدارة بمنع الأغطية

والملابس الشتوية عن المعتقلين، وتجريدهم من ملابسهم ومنع دخول الوجبات، وكذلك تمنع دخول المتعلقات الشخصية والملابس، فضلًا عن التعدي البدني على كل من يعترض على تلك الإجراءات ونقله للتأديب، فضلًا عن تقصير مدة الزيارة ومنعها عن المعتقلين في عنبر H4 بعد اعتراضهم على تلك الإجراءات، فيما تم ترحيل عدد منهم إلى جهات غير معلومة".

ورصدت المنظمة قيام إدارة سجن أبو زعبل باقتحام زنازين المعتقلين السياسيين، يوم الأربعاء 18 مارس/آذار، وكذلك سحب كافة متعلقاتهم الشخصية من أغطية وطعام وملابس، وقيامها بحلق رؤوس أكثر من 25 معتقلا عنوةً، وضرب 7 بالعصي الحديدية والهراوات، ثم تركهم ينزفون، هذا بخلاف أن الزنازين مكتظة بشدة؛ حيث يتواجد في كل زنزانة أكثر من 80 معتقلا في مساحةٍ ضئيلة للغالية، ما يسبب انتقال الأمراض خاصةً الجلدية المعدية، فضلًا عن صعوبة حركة كل معتقل، وأخذ حريته الشخصية داخل مكان احتجازه.

وتابع البيان: "أصيب 10 معتقلين داخل سجن برج العرب بالإسكندرية بالتسمم، يوم الثلاثاء الماضي، وذلك نتيجةً تناولهم لتعيين السجن، بعد رفض إدارة السجن إدخال الثلج لحفظ الطعام من الفساد، أو إدخال الطعام الخاص من ذويهم والذي تقوم بإلقائه في القمامة وحرمان المعتقلين منه".

واستطرد البيان: "تعرض معتقلو معسكر الكيلو 10.5 الموجود على طريق "مصر-

إسكندرية" الصحراوي، للتعذيب والضرب المبرح والسباب على يد قوات الأمن، الثلاثاء الماضي، كما تم وضعهم بقفص حديدي أثناء الزيارة الأسبوعية لذويهم، قبل تعدي قوات فض الشغب عليهم بالعصي والهراوات، دون مراعاة للمواد الحقوقية الواردة بالعهد الدولي الخاص بحماية الحقوق المدنية والسياسية، والذي يقضي بعدم جواز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة".

ولفتت المنظمة إلى منع خروج المعتقلين المرضى بسجن شبين الكوم بالمنوفية إلى العلاج بالمستشفى، في تعدٍ واضح من إدارة السجن على الحق في الرعاية الصحية، كما وردت أنباء عن حالات تعدٍّ جسدي ولفظي على عدد من المعتقلين، لإجبارهم على الاعتراف بتهم ملفقة في قضايا سياسية.

أقسام الشرطة
كما تعرض معتقلو السجون وأقسام الشرطة بمحافظة الدقهلية، خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، للتعذيب في أقسام شرطة ميت سلسيل وجمصة ومحلة الدمنة، حيث يتم ضرب معتقلي مركز شرطة محلة الدمنة بالكرابيج والعصي والهراوات، كما يتعرضون للصعق بالكهرباء بعد إجبارهم على خلع ملابسهم.

ويتعرض معتقلو قسم شرطة ميت سلسيل كذلك للتعذيب حتى ينزفون دما، كما أكد ذووهم بظهور الدماء على ملابسهم، بالإضافة إلى تورم أجسادهم وظهور الكدمات عليه، وصعوبة الحديث معهم أثناء الزيارة، فضلا عن إجبارهم على خلع ملابسهم وإرغامهم على الزحف على أرضية السجن، في معاملة مهينةٍ لهم، دون احترام لكرامتهم أو آدميتهم، وفق بيان المنظمة.


واختتم البيان: "دخل معتقلو سجن الأبعادية في البحيرة إضرابًا مفتوحًا عن الطعام في السابع من مارس/آذار الجاري، بسبب الإيذاء البدني الذي يتعرضون له، وتعنت إدارة السجن في توفير رعاية صحية للمعتقلين المرضى والذي يزيد عددهم على 300 معتقل مريض داخل السجن، وكذلك مصادرة متعلقات المعتقلين الشخصية وحرقها، ومنعهم من التريض".

وأشارت المنظمة، إلى أنه وقع أكثر من 100 حالة وفاة بين المعتقلين بسبب ذلك التعذيب، منذ بيان 3 من يوليو، بخلاف حالات وفاة لمعتقلين آخرين لديهم أمراض كالقلب والسرطان وأمراض أخرى خطيرة، وسط إهمال طبي ورفض إدارات السجون علاجهم، وتردي الخدمات الصحية المقدمة داخل السجون.

اقرأ أيضاً:
سجون "جهنم" في مصر
سجون مصر... "مقابر" بلا شهادات وفاة
اتهام ضباط شرطة بتعذيب محامٍ مصري حتى الموت
"أوقفوا القتل البطيء" لمواجهة المقابر الرسمية في سجون مصر