أسامة المسالمة... يبقى حلم العودة إلى سورية

22 سبتمبر 2016
مهندس زراعي عايش بدايات الثورة (العربي الجديد)
+ الخط -
غادر أسامة المسالمة سورية في بداية الثورة. رفض الالتحاق بالخدمة العسكرية، خشية أن يصير مجبراً على قتل شعبه

يكفي أن تكون ابن محافظة درعا في سورية حتى تعدّ "متّهماً" من قبل النظام السوري. قد يُنظر إليك بريبة، أو تكون عرضة للاعتقال وربّما الموت. هكذا بدأ أسامة المسالمة (34 عاماً) الحديث عن تشرّده ولجوئه إلى خارج سورية مع انطلاق الثورة في درعا، التي قلبت حياة أهلها، حال مختلف مناطق البلاد. ولم يعد أي شيء كما كان في السابق.

يقول المسالمة، وهو مهندس زراعي، إنه عايش بدايات الثورة وما رافقها من خوف وحصار وحماس واعتقال. يضيف: "اعتقدت وآخرين أن الحرية قريبة، وكنت كأي شاب أحلم بحرية التفكير والكلام، واختيار حاكم جديد للبلاد، بعدما حكمتها عائلة وحيدة". يتابع: "عاصرت البدايات، وشاهدت الشباب يهتفون للحرية. كانت البداية سلمية، وظننا أن الجيش جيشنا وسيحمينا لكن خابت آمالنا. نجوت من الموت أكثر من مرة خلال مشاركتي في التظاهرات السلمية. كانت قوات الأمن تُطلق النار على المتظاهرين ليسقط شهداء وجرحى يومياً. وخلال التشييع، كان يسقط المزيد منهم لأن قوات الأمن لم تكن تتوانى عن اطلاق النار على المشيّعين، وكنا عرضة للاعتقال خلال إسعاف الجرحى".

يضيف مسالمة، الذي عمل والده في أحد قطاعات الدولة لأكثر من ثلاثين عاماً، أن الوضع صار أسوأ في ظل إصرار السلطات على المزيد من العنف والقمع خلال التعامل مع المتظاهرين. ولتفادي الالتحاق بالخدمة العسكريّة، "غادرت البلاد للهرب من بطش النظام. خيار البقاء كان يعني المشاركة في قتل أهلي، أو ربّما التعرّض للتعذيب على غرار العديد من الشباب الذين رفضوا أوامر قادتهم إطلاق النار على المتظاهرين السلميين".

كان قرار المغادرة هو الأصعب، ولم يخطر في باله أن تطول المدة. لجأ إلى الأردن في العام 2011. يقول: "بكيت حين ودّعت أهلي وأصدقائي وبلدي. هل هو وداع تعقبه عودة قريبة"؟ في الأردن، بدأت معاناة العمل والتأقلم، لافتاً إلى أن القوانين لم تكن تسهّل عمل اللاجئين السوريين. لكن لم يكن ثمّة خيار أمامه غير العمل. وبعد عامين، صار مسؤولاً عن عائلة كاملة بسبب وفاة والده.

وبعد أربع سنوات، لجأ إلى فرنسا ليبدأ حياة جديدة. ويلفت إلى أنه بعكس الواقع في الأردن والبلاد العربية، فإن أساس الحياة في فرنسا هو الأوراق الرسمية. كلّ شيء هنا يعتمد على الأوراق والمراسلات والمقابلات. بدأ في تعلّم اللغة والعمل. واليوم، يخشى المستقبل، ولا يعرف ما إذا كان سينجح في التأقلم في هذا المجتمع، حيث لا أهل ولا أقارب. يقول إن لديه هواجس كثيرة، لكنّ العودة إلى بلاده تبقى حلمه الأكبر.