أزينكوت: ردع حزب الله بتدمير الدولة اللبنانية

24 فبراير 2015
إسرائيل تخطط لضربة أبعد من حزب الله(محمود زيات/فرانس برس)
+ الخط -
أكد عدد من كبار المعلقين الإسرائيليين، أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي جادي أزينكوت، من المتحمسين لـ"جباية ثمن" كبير من الدولة اللبنانية، في أية مواجهة محتملة بين إسرائيل وحزب الله في المستقبل.

وقال معلق الشؤون العسكرية في قناة "التلفزة العاشرة"، ألون بن دافيد، إنّ أزينكوت من المتحمسين لتدمير البنى التحتية الخاصة بالدولة اللبنانية، في أية مواجهة مقبلة مع حزب الله، لتقليص رغبة الأخير في مواصلة القتال. ونقل بن دافيد في تحليل نُشر الثلاثاء الماضي، عن أزينكوت قوله في مشاورات مغلقة، جرت أخيراً داخل هيئة أركان الجيش، إنّه يتوجب على إسرائيل تغيير كل قواعد اللعبة مع حزب الله، من خلال الإظهار لهيئات صنع القرار في السلطة اللبنانية، أن الحزب "يجر كارثة عليها". مشدداً على وجوب استهداف كل رموز السيادة في لبنان، من أجل الضغط على حزب الله.
اقرأ أيضاً (حلفاء حزب الله يروّجون لهدوء الجبهة... والحكومة اللبنانية تلتزم الصمت)

 وينوه بن دافيد إلى أن أزينكوت يرى، أن إسرائيل قد ارتكبت خطأً عندما ركزت خلال حرب 2006 فقط، على ضرب أهداف حزب الله، ولم تتوسع في ضرب الأهداف السيادية للدولة اللبنانية. وأضاف أن آيزنكوت متحمس جداً لاستخدام قوة نارية هائلة ومركزة، وتوظيف سلاح الجو في شنّ هجمات ذات أثر إستراتيجي كبير. ويتفق رون بن يشاي، كبير المعلقين العسكريين في صحيفة "يديعوت أحرنوت" مع ما ذهب إليه هارئيل، مستهجناً أن يتم وصف أزينكوت بـ"الاعتدال" وميله لعدم شنّ الحروب، مشيراً إلى أنّه هو الذي وضع إستراتيجية الحرب المقبلة ضدّ حزب الله.


وفي مقال نشره موقع الصحيفة يوم الثلاثاء الماضي، لفت يشاي إلى حقيقة أن أزينكوت، الذي تولى قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد انتهاء حرب لبنان الثانية، هو الذي وضع "عقيدة الضاحية"، التي تقوم على وجوب مسح الضاحية الجنوبية لبيروت من الوجود، في أية مواجهة مستقبلية مع حزب الله.
وشدّد يشاي على أنّ أزينكوت، من خلال قيادته للمنطقة الشمالية، قام بإعداد الألوية والوحدات العاملة هناك، من أجل الاستعداد للحرب المقبلة مع الحزب. وأشار إلى أن ما يزيد من أهمية الإعداد للمواجهة في الجبهة الشمالية، أن الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية ترجح أن تكون الجبهة الشمالية، هي ساحة المواجهة الرئيسة خلال عام 2015.
من جهته، دعا نائب رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، الجنرال يائير نافيه، إلى اعتماد استراتيجية شاملة، في مواجهة التنظيمات الإسلامية التي لا تمثل دولة، لكنها تملك وجوداً ومصالح كثيرة على الأرض، مثل حزب الله وحركة "حماس". وفي ورقة نشرت في مجلة "مباط عال"، التي صدرت أخيراً عن"مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، أوضح نافيه أنه في أية مواجهة محتملة مع التنظيمات الإسلامية القوية التي لا تشكّل دولة، يتوجب تهديد وجود هذه التنظيمات، عبر استهداف بُناها التحتية ومرافقها العسكرية الحيوية وتصفية قياداتها.

وشدّد نافيه على وجوب استهداف المصالح الاقتصادية والمدنية التي ترتبط بالتنظيم المستهدف، والذي توفر له الدعم وتساعد عمقه الجماهيري. واعتبر أن المس بالمؤسسات التي تقدم الخدمات للجمهور، في المناطق التي تعمل فيها التنظيمات المعادية، مهم من أجل المسّ بالشرعية التي تتمتع بها، مشدداً على أن التنظيمات الإسلامية تحرص على توافر الشرعية واستمرارها.
 وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أنه في حال تبين أن لدى حزب الله النية لفتح مواجهة مع إسرائيل، فإن هذا يدلل على أنه مستعد لتلقي ضربة قوية، وهذا ما يحتم على إسرائيل توجيه ضربة قوية تهدّد وجود الحزب، وتمس بناه التحتية ورموز القوة لديه، من أجل قمع رغبته في مواصلة القتال.

غير أنّ هناك معلقين عسكريين في تل أبيب، رأوا أن الأمور أكثر تعقيداً مما يعرض قادة جيش الاحتلال. وعلى الرغم من أن المعلق العسكري المخضرم لصحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، يتفق مع تأكيد رئيس هيئة أركان الجيش المتقاعد للتو الجنرال بني غانتز، بأن الجيش الإسرائيلي هو الأقوى في المنطقة، إلا أنه في المقابل، يجزم بأن هذا الجيش غير واثق من قدرته على توظيف مركبات قوته، في تحقيق انتصارات لا لبس فيها في المواجهات المقبلة. وفي مقال نشرته الصحيفة يوم الجمعة الماضي، أشار هارئيل إلى أنه على الرغم من أن الجبهة الشمالية لم تشكّل، منذ سنوات، نقطة انطلاق في تنفيذ عمليات ضدّ إسرائيل، فإن التحولات المتلاحقة تجعل ضمان هدوء هذه الجبهة أمراً شبه مستحيل.