أمراض القلب في تونس هي المسبب الأول للوفاة. مع ذلك، لا يحظى المرضى بالدعم اللازم في لحظات حاسمة يعيشونها، كما هو حال من يحتاجون إلى عملية زرع صمام
يشكو محمد (64 عاماً) منذ سنتين، من مشاكل في القلب بسبب ضيق الصمام الأبهري (الأورطي)، وهو ما جعله يحتاج إلى عملية زرع للصمام من دون جراحة القلب المفتوح، بل عبر القسطرة. لكنّه لم يستطع إجراء العملية، نتيجة ارتفاع كلفتها التي تتجاوز 20 ألف دولار أميركي. حاول محمد خلال السنوات الماضية كغيره من المرضى، اللجوء إلى الصندوق الوطني للتأمين على المرض للتكفل بالعلاج، لكنّ الأمر صعب، وتلك العملية غير مدرجة ضمن الأمراض التي يتكفّل بها الصندوق.
اقــرأ أيضاً
محمد واحد من بين عشرات المرضى، ممن يحتاجون إلى إجراء الجراحة نفسها في عدّة مستشفيات تونسية، لكنّهم يواجهون أيضاً نفس الصعوبات المالية التي تمنعهم من تحمّل التكاليف الباهظة لتلك الجراحة. قبل أيام، نبّه الطبيب المختص في جراحة القلب بالمستشفى العسكري، ذاكر الأهيذب، إلى تكرار حالات موت المرضى المصابين بضيق الصمام الأبهري غير القادرين على تحمّل تكاليف العملية، ما أثار الرأي العام ولا سيما أنّ مرضى القلب بمختلف أصنافهم قد واجهوا خلال المدة الأخيرة جملة من المشاكل، أهمّها نقص بعض أنواع الأدوية التي أدّت إلى وفاة البعض.
يؤكد بشير السعدي، الكاتب العام لنقابة الأطبّاء والصيادلة وأطبّاء الأسنان بجندوبة، أنّ فقدان أدوية تسريح الشرايين التاجية في قسم الطوارئ، بالمستشفى الجهوي بجندوبة، أدّى إلى وفاة 8 مرضى من إجمالي 21 حالة مستعجلة وافدة على المستشفى منذ يناير/ كانون الثاني الماضي. ويشير الأهيذب لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الصندوق الوطني للتأمين على المرض لا يتحمّل تكاليف العلاج. وقد أطلق الأهيذب نداءً إلى وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية، اللتين تهتمان بالموضوع "لإيجاد صيغة للتكفل بعلاج هؤلاء المرضى ولا سيما أنّ كلفة عملياتهم مرتفعة بالفعل، وأغلبهم ليس باستطاعته تحمّل تكاليفها". كذلك، يعبّر عن حالة الإحباط التي تنتابه، نتيجة تكرار الوفيات في قسم أمراض القلب بالمستشفى الذي يعمل فيه، مع العلم أنّ تونس باتت ناجحة في هذا المجال بعد إنجاز أول عملية لزرع الصمام عبر القسطرة، ومن دون جراحة في المستشفى العسكري بالعاصمة في أكتوبر/ تشرين الأول 2015. كانت تلك "العملية الأولى لا في تونس وحدها، بل في المغرب العربي وأفريقيا باستثناء جنوب أفريقيا" بحسب الدكتور ناظم الحجلاوي، الذي يوضح في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ عمليات القلب بصفة عامة شهدت تطوراً ونجاحاً كبيرين في تونس على مدى السنوات الأخيرة، ولا سيما الصمامات، إذ يمكن من خلال التدخل الطبّي إصلاحها أو استئصالها لتغييرها بصمامات اصطناعية. ويشير الحجلاوي إلى أنّ كامل الفريق الطبي كان سعيداً بنجاح العملية التي أجريت لمريض يبلغ من العمر تسعين سنة، مضيفاً أنّ مدّة العملية تدوم ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات. وقد بات من الممكن إجراؤها في تونس دون جراحة للمرضى المسنين، ممن لديهم انسداد في الصمام الأورطي وغير قادرين على إجراء عملية قلب مفتوح.
بدوره، أكد الفريق الطبي لقسم جراحة القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، في الجنوب، في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2018، تحقيق نجاح طبي جديد لصالح مرضى القلب، تحديداً في مجال استبدال الصمام الأبهر للقلب. وتمثل ذلك في عمليتين جراحيتين، أجريتا لمريضة عمرها 78 عاماً ومريض عمره 66 عاماً، وذلك لاستبدال الصمام الأبهر للقلب من دون غرزات، وفي ظرف زمني قصير لم يتجاوز 15 دقيقة. وهو ما يعني الحدّ من درجة خطورة العملية الجراحية بشكل كبير لدى العديد من مرضى القلب، ولا سيما كبار السن. فتقليص مدّة إجراء العملية يؤدي إلى التقليص من مدة إيقاف القلب التي يتطلبها هذا الصنف من التدخلات الجراحية وفق الفريق الطبي.
اقــرأ أيضاً
وبحسب إحصائيات منظمة الصحّة العالمية، فإنّ أمراض القلب والشرايين هي المسبب الأول للوفيات في تونس بنسبة تقارب 47 في المائة. إحصائيات أكدتها الجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة الأوعية الدموية، التي أكدت بدورها أنّ أمراض القلب في تونس هي السبب الأول لحالات الوفاة. من جهته، يشير رفيق الشتاوي، الكاتب العام للجمعية في حديثه إلى "العربي الجديد"، إلى أنّ نسبة المصابين بمرض قصور القلب المزمن بصفة عامة تبلغ نحو 2 في المائة من مجموع السكان، فيما تبلغ النسبة نحو 10 في المائة من جملة الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً. ويشير الشتاوي إلى أنّ أمراض القلب ترتبط أساساً في تونس، بأربعة أسباب هي التدخين وضغط الدم ثمّ مرض السكري والكوليسترول.
يشكو محمد (64 عاماً) منذ سنتين، من مشاكل في القلب بسبب ضيق الصمام الأبهري (الأورطي)، وهو ما جعله يحتاج إلى عملية زرع للصمام من دون جراحة القلب المفتوح، بل عبر القسطرة. لكنّه لم يستطع إجراء العملية، نتيجة ارتفاع كلفتها التي تتجاوز 20 ألف دولار أميركي. حاول محمد خلال السنوات الماضية كغيره من المرضى، اللجوء إلى الصندوق الوطني للتأمين على المرض للتكفل بالعلاج، لكنّ الأمر صعب، وتلك العملية غير مدرجة ضمن الأمراض التي يتكفّل بها الصندوق.
محمد واحد من بين عشرات المرضى، ممن يحتاجون إلى إجراء الجراحة نفسها في عدّة مستشفيات تونسية، لكنّهم يواجهون أيضاً نفس الصعوبات المالية التي تمنعهم من تحمّل التكاليف الباهظة لتلك الجراحة. قبل أيام، نبّه الطبيب المختص في جراحة القلب بالمستشفى العسكري، ذاكر الأهيذب، إلى تكرار حالات موت المرضى المصابين بضيق الصمام الأبهري غير القادرين على تحمّل تكاليف العملية، ما أثار الرأي العام ولا سيما أنّ مرضى القلب بمختلف أصنافهم قد واجهوا خلال المدة الأخيرة جملة من المشاكل، أهمّها نقص بعض أنواع الأدوية التي أدّت إلى وفاة البعض.
يؤكد بشير السعدي، الكاتب العام لنقابة الأطبّاء والصيادلة وأطبّاء الأسنان بجندوبة، أنّ فقدان أدوية تسريح الشرايين التاجية في قسم الطوارئ، بالمستشفى الجهوي بجندوبة، أدّى إلى وفاة 8 مرضى من إجمالي 21 حالة مستعجلة وافدة على المستشفى منذ يناير/ كانون الثاني الماضي. ويشير الأهيذب لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الصندوق الوطني للتأمين على المرض لا يتحمّل تكاليف العلاج. وقد أطلق الأهيذب نداءً إلى وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية، اللتين تهتمان بالموضوع "لإيجاد صيغة للتكفل بعلاج هؤلاء المرضى ولا سيما أنّ كلفة عملياتهم مرتفعة بالفعل، وأغلبهم ليس باستطاعته تحمّل تكاليفها". كذلك، يعبّر عن حالة الإحباط التي تنتابه، نتيجة تكرار الوفيات في قسم أمراض القلب بالمستشفى الذي يعمل فيه، مع العلم أنّ تونس باتت ناجحة في هذا المجال بعد إنجاز أول عملية لزرع الصمام عبر القسطرة، ومن دون جراحة في المستشفى العسكري بالعاصمة في أكتوبر/ تشرين الأول 2015. كانت تلك "العملية الأولى لا في تونس وحدها، بل في المغرب العربي وأفريقيا باستثناء جنوب أفريقيا" بحسب الدكتور ناظم الحجلاوي، الذي يوضح في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ عمليات القلب بصفة عامة شهدت تطوراً ونجاحاً كبيرين في تونس على مدى السنوات الأخيرة، ولا سيما الصمامات، إذ يمكن من خلال التدخل الطبّي إصلاحها أو استئصالها لتغييرها بصمامات اصطناعية. ويشير الحجلاوي إلى أنّ كامل الفريق الطبي كان سعيداً بنجاح العملية التي أجريت لمريض يبلغ من العمر تسعين سنة، مضيفاً أنّ مدّة العملية تدوم ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات. وقد بات من الممكن إجراؤها في تونس دون جراحة للمرضى المسنين، ممن لديهم انسداد في الصمام الأورطي وغير قادرين على إجراء عملية قلب مفتوح.
بدوره، أكد الفريق الطبي لقسم جراحة القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، في الجنوب، في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2018، تحقيق نجاح طبي جديد لصالح مرضى القلب، تحديداً في مجال استبدال الصمام الأبهر للقلب. وتمثل ذلك في عمليتين جراحيتين، أجريتا لمريضة عمرها 78 عاماً ومريض عمره 66 عاماً، وذلك لاستبدال الصمام الأبهر للقلب من دون غرزات، وفي ظرف زمني قصير لم يتجاوز 15 دقيقة. وهو ما يعني الحدّ من درجة خطورة العملية الجراحية بشكل كبير لدى العديد من مرضى القلب، ولا سيما كبار السن. فتقليص مدّة إجراء العملية يؤدي إلى التقليص من مدة إيقاف القلب التي يتطلبها هذا الصنف من التدخلات الجراحية وفق الفريق الطبي.
وبحسب إحصائيات منظمة الصحّة العالمية، فإنّ أمراض القلب والشرايين هي المسبب الأول للوفيات في تونس بنسبة تقارب 47 في المائة. إحصائيات أكدتها الجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة الأوعية الدموية، التي أكدت بدورها أنّ أمراض القلب في تونس هي السبب الأول لحالات الوفاة. من جهته، يشير رفيق الشتاوي، الكاتب العام للجمعية في حديثه إلى "العربي الجديد"، إلى أنّ نسبة المصابين بمرض قصور القلب المزمن بصفة عامة تبلغ نحو 2 في المائة من مجموع السكان، فيما تبلغ النسبة نحو 10 في المائة من جملة الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً. ويشير الشتاوي إلى أنّ أمراض القلب ترتبط أساساً في تونس، بأربعة أسباب هي التدخين وضغط الدم ثمّ مرض السكري والكوليسترول.