تهدد أزمة طلابية جديدة النسيج الاجتماعي في السودان، إذ قام ما يزيد على ألف طالب بجامعة "بخت الرضا" الواقعة بولاية النيل الأبيض السودانية، بتقديم استقالات جماعية، يوم الثلاثاء، احتجاحا على فصل إدارة الجامعة لـ14 من زملائهم، فضلا عن قيام الإدارة بتأليب سكان حي الدويم بولاية النيل الأبيض، حيث مقر الجامعة، ضد الطلاب باتهامهم بنسف استقرار المدينة، فضلا عن التمييز والعنصرية التي تقابل بها إدارة الجامعة أبناء دارفور داخل الحرم الجامعي.
وسارعت القوى المعارضة ومنظمات المجتمع المدني وناشطون لإصدار بيانات شجب وإدانة لخطوة إدارة الجامعة، حيث اتهموا الحكومة السودانية بـ"زرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد"، وطالبوا بـ"إعادة الطلاب المفصولين، فضلا عن مناشدة الطلاب المستقيلين بالعودة إلى دراستهم".
وبدأ الخلاف بين أبناء دارفور وإدارة جامعة "بخت رضا" في مايو/أيار الماضي، عندما وقعت أحداث عنف على خلفية مطالبة الطلاب بعودة اتحادهم، الأمر الذي تطور لتظاهرات، تدخلت معها الشرطة، وأدت لمقتل شرطيين وإصابة عدد من الطلاب بالرصاص الحي.
واتهم طلاب دارفور بجامعة "بخت الرضا" إدارة الجامعة وعميد شؤون الطلاب باستهدافهم بشكل عرقي وثقافي، فضلا عن تحريض مجتمع الدويم، حيث يقع مقر الجامعة، ضدهم، بوصفهم بـ"مثيري الشغب"، وأكد الطلاب أن تلك المحاولات قادت للتمييز العنصري ضدهم داخل الحرم الجامعي، وخارجه وبداخل الأسواق والأماكن العامة، وأكدوا أنهم تعرضوا لأبشع انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الشرطة والأمن، وذكروا أن خطوتهم بتقديم استقالات جماعية جاءت احتجاجا على تجاهل الجامعة لمطالبهم، في التراجع عن قرار فصل 14 من زملائهم دون وجه حق، ودون إخضاعهم لتحقيقات، فضلا عن الضغوط الأمنية والمضايقات التي يتعرضون لها بشكل انتقائي ويومي داخل وخارج الجامعة.
وسارع حزب الأمة القومي بقيادة الصادق المهدي، والمؤتمر السوداني بزعامة يوسف الدقير، وحركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال، لإصدار بيان أدان الخطوة، وطالب الطلاب بالجامعات المختلفة بالتضامن مع طلاب دارفور بجامعة "بخت الرضا"، كما طالب بالضغط لإعادة المفصولين ووقف الانتهاكات ضد الطلاب، مع إيجاد آلية لمراقبة حالة حقوق الإنسان بالبلاد، ورأى البيان في استهداف طلاب دارفور طعنة في خاصرة الوطن، وأكد الموقعون عليه أن ما تقوم به إدارة الجامعة يتناقض مع الأديان والأعراف والمواثيق الدولية.
وأكد الموقعون أن القرار يهدد النسيج الاجتماعي بالبلاد، ورأوا أن عملية فصل طلاب دارفور واستهدافهم من شأنه زيادة الاحتقان، وأكدوا أن الخطوة أكدت أن "نظام الخرطوم أكبر مهدد لوحدة البلاد واستقرار أمنها" بحسب البيان.
واشتكى طلاب دارفور الذين قرروا الانتقال من ولاية النيل الأبيض، حيث مقر الجامعة، إلى الخرطوم، من توجيهات أمنية لأصحاب المركبات العامة لعدم نقلهم، ورأوا في الخطوة انتهاكا صريحا لحقهم في السفر والتنقل، وأعلن حزب الأمة رغبته في استضافة أولئك الطلاب وتوفير الدعم والرعاية لهم.