أزمة اللاجئين تتفاقم أوروبياً ودعوات لحلول مشتركة

29 فبراير 2016
البحث عن حل مشترك لأزمة اللاجئين(Getty)
+ الخط -
ما زالت أزمة اللاجئين ترخي بظلالها على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للوصول إلى حل مشترك يحد من أعداد المتدفقين يومياً، في حين لا تزال بعض دول أوروبا تتعامل بقررات فردية وتتصدى للتدفق اليومي لأعداد الهاربين من البلدان الساخنة لا سيما سورية والعراق.


التصدي للمهاجرين في مقدونيا


في مقدونيا، واجهت الشرطة اليوم بقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت مئات المهاجرين الغاضبين، بعد محاولتهم اختراق البوابة الحدودية عند معبر أيدوميني على الحدود اليونانية المقدونية، بسبب انتظارهم الطويل ومنعهم من العبور.

وتصدت الشرطة لنحو 300 متظاهر كانوا يهتفون "افتحوا الحدود"، كما رشقوا القوات الأمنية بالحجارة.

وتقطعت السبل بآلاف من اللاجئين على الحدود الشمالية لليونان، حيث تدفقوا من مخيم مكتظ باللاجئين بمنطقة إيدوميني في الحقول القريبة انتظاراً حتى تسمح السلطات المقدونية لهم بمواصلة رحلتهم عبر دول البلقان. ولم يسمح إلا لمجموعة صغيرة جداً من دول محددة بعبور الحدود يوميا.

وفتحت الشرطة المقدونية المعبر لاستقبال نحو 50 شخصاً، قبل منتصف اليوم، بعدما أبقته مغلقاً ثماني ساعات، لكنها أغلقته مجدداً بعد اندلاع الاشتباكات.

اقرأ أيضاً: مفوضية اللاجئين: بوادر فوضى أوروبية بسبب إغلاق الحدود

دعوات لحلول أوروبية مشتركة


من جهتها، أعلنت وزيرة الداخلية النمساوية، يوهانا ميكل لايتنر، اليوم الإثنين، إن سياسة بلادها للحد من أعداد اللاجئين، من شأنها أيضاً عدم السماح بسفر أعداد كبيرة منهم إلى ألمانيا، وفق ما نقلته عنها وكالة الأنباء النمساوية، الرسمية.

وبدأت النمسا قبل عشرة أيام، بتطبيق قرار بتلقي 80 طلب لجوء، كحد أقصى في اليوم الواحد، كما قررت الحكومة من قبل، تحديد الحد الأقصى للاجئين المقبولين في البلاد، بنحو 37 ألف و500 شخص، بدءا من العام الجاري، على أن يكون العدد الإجمالي 127 ألفا و50 شخصاً نهاية عام 2019.

وحسب أرقام وزارة الداخلية النمساوية، عبر البلاد حوالي 800 ألف لاجئ، منذ سبتمبر/ أيلول الماضي وحتى 24 فبراير/ شباط الجاري. وتقدم  44 ألف شخص بطلبات لجوء، في الثلث الأخير من العام الماضي، في حين بلغ عدد الطلبات في يناير/ كانون الثاني الماضي، 7 آلاف، وفي فبراير الجاري، 4500 طلب. ويتوجه معظم اللاجئين الذين يدخلون النمسا إلى ألمانيا والسويد. 

كما دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير دول الاتحاد الأوروبي للعمل معاً في مواجهة أزمة اللاجئين التي تزعج التكتل الأوروبي، بدلاً من أن تلقي اللوم على بعضها بعض.

وقال شتاينماير لصحيفة تانيا اليونانية في مقابلة اليوم الاثنين:" علينا أن نوحد القوى ونعمل معاً من أجل حلّ أوروبي لأزمة اللاجئين"، مشيراً إلى أن التحركات المنفردة لدول الاتحاد لن تؤدي إلى حل مستدام للمشكلة، ومؤكداً على ضرورة أن تفي تركيا بالتزاماتها وتتعامل بحسم مع المهربين لتقليص أعداد المهاجرين الذين يتدفقون منها إلى الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضاً: برلين.. ترحيل سريع للمهاجرين من دول المغرب


"ممر إنساني" نحو إيطاليا

وفي سياق متصل، وصل اليوم الإثنين 93 لاجئاً سورياً إلى مطار روما الدولي، في أولى خطوات تنفيذ مبادرة "ممرات إنسانية" في إيطاليا.

تضم مجموعة اللاجئين41 طفلاً، جاؤوا من مخيمات اللاجئين في لبنان وينتمون إلى مدن حمص وإدلب وحماة، وقد تم منحهم تأشيرة دخول من السفارة الإيطالية في لبنان لأسباب إنسانية.

وتهدف المبادرة إلى تسهيل دخول شرائح من اللاجئين إلى إيطاليا لأسباب إنسانية، حيث تم افتتاح مكتبين للمبادرة لاستقبال اللاجئين في كل من طنجة (المغرب) والعاصمة اللبنانية بيروت.

وحظيت المبادرة بموافقة كل من وزارتي الشؤون الخارجية والداخلية في إيطاليا المسؤولتين عن إصدار تأشيرات "إنسانية"، على أن تكون الأفضلية للأمهات العازبات والأطفال والنساء الحوامل والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة الذين سيتم اختيارهم من قبل المنظمات الإنسانية المحلية والمفوض السامي للأمم المتحدة للاجئين.

وتتكفل المؤسسات الموقعة على المبادرة بتكاليف السفر وتوطين اللاجئين في إيطاليا، حيث تأمل في استيعاب ألف شخص في غضون سنتين، على أن يفتتح مكتب ثالث خلال ستة أشهر في إثيوبيا إذا ما نجحت التجربة الراهنة.​
المساهمون