أكد عدد من التجار المرتبطين بسوق البناء في مصر أن قرار وقف عمليات البناء في مصر لمدة 6 أشهر، "خرب بيوت الكثير من المصريين"، وخاصة أن هناك حوالي 4 ملايين مصري يعملون بشكل مباشر في قطاع العقارات، ما بين مهندس وفني وعامل، مفسرين دوافع القرار بتوفير عمالة كافية ورخيصة لمشروعات العاصمة الإدارية.
يقول تامر محمد، تاجر أدوات صحية، إنه منذ صدور قرار وقف عمليات البناء، انخفضت المبيعات بمعدلات وصلت إلى 70 في المائة، وخاصة في مستلزمات التأسيس من مواسير مجار ومياه ولوازمها... متوقعًا ازدياد الأزمة خلال الفترة المقبلة.
ويشير إلى أنه نتيجة حركة الركود الخانقة، اضطر بعض كبار التجار لحرق الأسعار ( البيع بأقل من سعر الشركة)، بغرض توفير سيولة، حتى ولو بالخسارة. واضطر مجدي سالم، صاحب مخزن لتجارة مواد البناء، بعد تراجع مبيعاته عند أقل 30 في المائة، إلى تخفيض العمالة اليومية من 12 عاملًا، والاكتفاء بثلاثة فقط، حتى يستطيع تدبير أجورهم.
ويشكو منير عريان، صاحب متجر للأدوات الكهربائية، من انخفاض مبيعاته بمعدل 50 في المائة، بالمقارنة بفترة ما قبل صدور قرار وقف البناء، وخاصة المستلزمات الأساسية، إذ كان معدل مبيعاته من لفائف الخراطيم بمختلف أنواعها قبل القرار يصل إلى 25 لفة كل أسبوع، الآن لم تتعد المبيعات لفة واحدة أسبوعياً.
ويوضح أن الشركات ونتيجة حركة الركود، تعرض المزيد من التنزيلات المغرية للبيع النقدي، وأخرى تمد فترات السماح للبيع الآجل، وبدون دفع أي مقدم، دون جدوى، لغياب المستهلك وهو المحرك الرئيس للسوق. ويفسر الدوافع وراء قرار وقف عمليات البناء ، بأن الهدف منه هو الانتهاء من مشاريع العاصمة الإدارية الجديدة.
والشكوى ذاتها تتكرر على لسان أشرف محمد، تاجر حديد، ويعتبر أن هناك حركة ركود إضافية بعد صدور قرار وقف عمليات البناء ولكنها تختلف من منتج لآخر، فوصلت في مبيعات مواد الدهانات إلى 20 في المائة، وتخطتها بمراحل في منتجات أخرى، كلفائف السلك الحديدية التي تستخدم كأربطة لحديد التسليح، إذ توقفت مبيعاتها تمامًا.
ويلفت إلى أن بعض "الصنايعية" وسائقي عربات النقل الذين كانوا يتعاملون مع شركات المقاولات اضطروا للعمل على "التكتك"، للحصول على مداخيل. وكان اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، أصدر قرارا في مايو/ أيار الماضي بوقف التراخيص الخاصة بإقامة أعمال البناء يكل أشكالها.