يفتح مركز "هاري رانسوم" في جامعة تكساس الأميركية، الذي "استحوذ" على إرث ماركيز العام الماضي بثمن يقدر بـ 2.2 مليون دولار أميركي، أبواب أرشيف صاحب "مئة عام من العزلة" في 28 الشهر الجاري وحتى 30 منه، كما ينظم ندوة يشارك فيها كتّاب وصحافيون وسينمائيون، حول إرث الروائي الكولومبي.
رغم أن الأرشيف الضخم يحتوي 40 صندوقاً من الوثائق، تضم 43 ألبوماً من الصور وأشرطة صوتية وأقراص، إلا أن الكنز النادر كما يبدو هو خمس نسخ من مشروع الروايتين غير المنشورتين بعد، الأولى معنونة بـ"سنلتقي في شهر أغسطس"، والثانية "الأمور التي يمكن استشارتها وليس نقلها".
الصور أيضاً تعتبر جزءاً مهماً من مقتنيات الأرشيف؛ ومن بينها تلك التي يظهر فيها ماركيز في الوسط ينظر نحو الكاميرا وهو يبتسم، على يساره، تجلس ناشرة أعماله كارنن بالثيلس، وعلى يمينه فيدل كاسترو ممسكاً في يده اليسرى كوباً وسيجاراً في يده الثانية. تعود الصورة إلى سنة 1980، في هافانا، وتعكس شغف ماركيز الكبير والعناصر التي كوّنت أعماله: السياسة والسلطة والأدب.
نجد أيضاً الصورة التي يظهر فيها ماركيز منفوخ العين اليسرى جراء تلقيه لكمة من ماريو بارغاس يوسا سنة 1976، والتي تؤرخ نهاية الصداقة التي كانت تجمعهما، والتي تقول الروايات إن سببها كان إحدى النساء.
بين الأوراق والرسائل الكثيرة، التي حرص المركز على الإعلان عنها، رسالة تعود إلى 1 تشرين الأول/ أكتوبر 1977، والموجهة من قبل ماركيز للرئيس الأميركي آنذاك، جيمي كارتر، يلتمس فيها الكاتب من كارتر أن يأخذ بعين الاعتبار الإفراج عن المواطن البورتوريكي أندرس فيغيروا كورديرو، الذي كان قد أتم آنذاك 23 سنة من السجن في إحدى سجون الولايات المتحدة، ويواجه الموت بسبب مرضه العضال.
كما يضم الأرشيف مراسلات أخرى عديدة مع رؤساء آخرين مثل فيدل كاسترو وبيل كلينتون وفرانسوا ميتران، ومع شعراء وكتّاب مثل ميلان كونديرا وسلمان رشدي ومع ناشرة أعماله الأدبية كارمن بالثيلس. ومن بين الرسائل نجد واحدة موجهة إلى مارلون براندو وصور مع عائلته وأصدقائه، وكارلوس فوينتس وخوليو كورتاثار وبابلو نيرودا ولويس بونويل ووودي آلن.
من بين مقتنيات الأرشيف مخطوطات والنصوص الأصلية لرواية "مئة عام من العزلة"، ونسخ مكتوبة بخط اليد لرواية "ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" و"الحب في زمن الكوليرا" و"الجنرال في متاهته" و"قصة غريق" و"مذكرات عاهراتي الحزينات".
تتيح نصوص ومخطوطات هذا الأرشيف التعرف أكثر إلى الحياة الشخصية والإبداعية التي عاشها ماركيز، وكذا طريقته في الكتابة والتصحيح لرواياته الكبرى. بما فيها الرسائل، فإنها ترسم سيرة حياتية في صداقات وانتماءات الكاتب. من بين الشخصيات المذكورة، نجد كذلك صديقه بلينيو أبوليو ميندوثا حاضراً في كمية هائلة من مواد الأرشيف، وابنة عمه مارغوت بوليكاربا بالدبلانكيز التي كانت تكتب له قصصاً وحكايات عن العائلة.
نجد أيضاً، بين مواد الأرشيف برقيات التهنئة بحصوله على جائزة نوبل للآداب سنة 1982، مرسلة من غراهام غرين وكارلوس فوينتس وكورتاثار وآخرين، إلى جانب مسودات لخطابه الذي ألقاه في حفل تتويجه، وصوراً التقطها له ابنه ويظهر فيها بملابس النوم، وأخرى وهو يتلقى قبلة من زوجته مرثيديس.
يذكر أن محتوى الأرشيف تم تصنيفه إلى أربعة أقسام: الأول خاص بالأنشطة الأدبية، والثاني بألبومات الصور وسجل من القصاصات، والثالث بالرسائل والمراسلات، والرابع خاص بالوثائق الشخصية والمهنية للكاتب. كل هذه الوثائق تعود إلى الفترة الممتدة ما بين سنة 1930 و 2014. كما يتضمن الأرشيف خمسة حواسيب وآلتي كتابة، ويمكن الاطلاع على جزء من الأرشيف عبر الصفحة الإلكترونية للمركز.
اقرأ أيضاً: "إف.بي.آي" في مراقبة ماركيز: شاربه مزيف