أردوغان يلجأ للشارع في حملته الانتخابية

03 يونيو 2018
التقى أردوغان المواطنين في ميدان تقسيم (سيم أوكسز/الأناضول)
+ الخط -
مع استمرار الحملات الانتخابية التركية، وتزامنها مع شهر رمضان، لجأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أسلوب جديد للتواصل مع الشعب، والتقرّب منه أكثر للحصول على دعمه في الاستحقاق المرتقب أواخر الشهر الحالي، معتمداً على الشارع في حملته هذه، التي يستهدف تحقيق أمور عدة منها، خصوصاً بعدما كان قد قلّل من جولاته الميدانية إثر محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف شهر يوليو/تموز من العام 2016.

ويقوم أردوغان بزيارات للطلاب والعائلات في وقت السحور والإفطار، والاطلاع على المشاريع التطويرية، ساعياً لبناء جسور تواصل مع الشعب، ومحاولاً استثارة عواطف الأتراك للحصول على دعمهم، وقد دأب على هذه الخطوة في السنوات السابقة، إلا أنه ونتيجة التطورات الحاصلة في البلاد في الفترة الأخيرة، كان قد قلل من زياراته الميدانية، على الرغم من أنه معروف عنه تواجده بين مواطنيه، فيشرب الشاي والقهوة معهم، ويصلي ويشاطرهم همومهم.

ويسعى الرئيس التركي للاستفادة من الأجواء الروحانية في شهر رمضان، من خلال مشاركة الطلاب والمواطنين في فطورهم وسحورهم، ما يشكّل فرصة له لكسب دعمهم وتأييدهم، خصوصاً عبر التركيز على الفطور والسحور. ويحاول أردوغان أيضاً توجيه رسالة بأن الأوضاع الأمنية في البلاد باتت جيدة ومستقرة لدرجة أنه بدأ ينزل إلى الميادين، فمن المعروف عقب فشل محاولة الانقلاب في 15 يوليو 2016، لجوء أردوغان إلى اتخاذ تدابير أمنية مشددة، انعكست على الشارع الذي بات من النادر رؤية الرئيس التركي فيه كما السابق، فأعطى إشارة سلبية يحاول تلافيها حالياً خلال حملته الانتخابية بأسلوبه الجديد.


آخر فصول جولاته الميدانية، زيارته ميدان تقسيم الشهير وسط إسطنبول ليلة الجمعة، عقب مشاركته في حوار مع إحدى القنوات التلفزيونية التركية، ليطلع هناك على مشروع إنشاء دار الأوبرا، وبناء جامع في الميدان، وبعدها يلتقي مع المواطنين والسياح، ويلتقط الصور معهم.
وقبل ذلك بيومين، تلقى أردوغان رسالة عبر "تويتر" من طلاب إحدى مدن السكن الجامعي في العاصمة أنقرة، يدعونه فيها لتناول السحور معهم، ليرد عبر "تويتر" بعد نصف ساعة بأنه سيحضر إذا كان الشاي جاهزاً، وبالفعل انضم إليهم على السحور والتقط الصور معهم، في لفتة أظهر من خلالها قربه من الشارع والشعب، والطلاب خصوصاً.

كما أن الرئيس التركي قبل زيارته الطلاب بأيام زار الصائمين وقت إفطارهم على ساحل منطقة "زيتون بورنو" في إسطنبول، وصافح العائلات التي تستعد للإفطار، وقدّم الهدايا للأطفال، وسط تجمّع عشرات المواطنين حوله، ليلتقط الصور معهم. في حين أنه زار قبل أيام إحدى العائلات في منزلها لتناول السحور أيضاً.
ولم يهمل أردوغان يوماً الميدان والحوارات التلفزيونية، وهو لطالما تحدث عن أنه خرج من الشعب ويمثّل الشعب، فاعتمد على هذا النوع من الحملات الانتخابية، لذلك ترتفع التوقعات بأن تشهد الأيام المقبلة مزيداً من الحراك والنزول إلى الميادين والشوارع، مع احتدام الحملات الانتخابية.

المساهمون