ضمن موقف تركيا المعلن والداعم لدولة قطر في وجه الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، عن عقد محادثات تركية قطرية فرنسية لبحث الأزمة.
وفي كلمة أمام نواب من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، قال أردوغان: "قطر لا تدعم الإرهاب وهي من أكثر البلدان إصراراً على مكافحة تنظيم داعش"، نافيا الاتهامات الموجهة إلى قطر التي لا تصب في مصلحة المنطقة أبداً، على حد تعبيره.
وأضاف: "صدر على قطر حكم بالإعدام، وهو أمر غير مقبول"، مضيفا أن عزل قطر لاإنساني ومخالف للقيم الإسلامية. كما دعا المملكة العربية السعودية إلى مراجعة موقفها وحل الأزمة مع قطر.
وشدد أردوغان على بطلان الاتهامات الموجهة للدوحة في ما يخص محاربة الإرهاب، بالقول: "إن قطر ليست دولة داعمة للإرهاب، بل على العكس تماما، فإنها إلى جانب تركيا تعتبر من الدول التي أظهرت الموقف الأكثر حزما ضد داعش التي أدت إلى تدمير كبير في منطقتنا. الرجاء، ليس علينا أن نخدع بعضنا بعضا، إن حملات الافتراء التي تحاول إظهار قطر بموقف المذنب ليست ذات فائدة لمنطقتنا".
وأكد أردوغان على ضرورة حل الأزمة المتعلقة بقطر بأسرع وقت ممكن لأن فيه فائدة لجميع شعوب المنطقة.
وقال أردوغان: "إنه لا يمكن فهم تفجير هذه الأحداث في شهر رمضان في الخليج". وأضاف أن "ما يحصل (بحق قطر) يشبه حكم الإعدام. على المملكة العربية السعودية بوصفها كبيرة الخليج، أن تحل هذا الأمر، وأظن بأنه لا بد من منح الأولية لاتخاذ الخطوات الضرورية".
في المقابل، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم، إن أردوغان، والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سيبحثان الخلاف بين قطر ودول عربية أخرى في الأيام المقبلة.
وقال جاووش أوغلو في تصريح للصحافيين، اليوم الثلاثاء، في البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة قبيل إلقاء أردوغان كلمته، إن الزعيمين سيجريان اتصالاً هاتفياً لبحث الأمر.
وأشار إلى أن بلاده تقوم بدور وساطة من جهة، وتشارك من جهة أخرى دولا أخرى في المساعي الرامية لحل الأزمة الخليجية.
ولفت إلى أن أردوغان هو رئيس قمة منظمة التعاون الإسلامي، ولذلك فإن هناك مسؤولية أكبر تقع على عاتق تركيا من أجل التوصل إلى حل لهذه المشكلة.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر الأسبوع الماضي، واتهمتها بدعم الإرهاب.
وكان أردوغان قد تعهد بالاستمرار في دعم قطر، وقال إنه ينبغي حل الخلاف قبل انتهاء شهر رمضان، وشدد على أنه "يجب رفع الحصار تماماً عن قطر"، مؤكداً أن بلاده ستستمر في تقديم الدعم للدوحة في وجه حملة الحصار والتهديد.
ودعا أردوغان، الجمعة، إلى عدم إضافة أزمة جديدة إلى أزمات العالم الإسلامي، مضيفاً "في الوقت الذي نمر فيه بمرحلة من الخطط المتعلقة بمنطقتنا والحسابات القذرة، ليس من الصحيح أن نستهلك طاقاتنا بمشاكل داخلية وأن نضيع مواردنا الشحيحة. لا بد لجميع الأطراف أن تعي ذلك".
كما طالب قيادات وشعوب دول الخليج بالابتعاد عن الخلافات، قائلاً "أناشد قادة وشعوب دول الخليج، لا يوجد منتصر في قتال الإخوة، وإن الافتراء لا يؤدي إلى أيّ مكان".
وكان أردوغان قد دان بشدة قيام كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر بتصنيف بعض المؤسسات الخيرية القطرية على لائحة الإرهاب، مشددا على أن أنقرة لن تترك الدوحة وحدها وقال: "أنا أعرف هذه الجمعيات. لم أشهد حتى اليوم قيام قطر بدعم أي تنظيم إرهابي. لن نترك إخوتنا القطريين وحدهم".
(العربي الجديد، رويترز)